تفاقم الأوضاع الانسانية في حمص والصليب الأحمر الدولي يدعو لهدنة
١٣ يوليو ٢٠١٣حذرت لجنة الصليب الأحمر اليوم السبت (13 يوليو/ تموز 2013) من أن حياة آلاف السوريين في حمص تتعرض لمخاطر بسبب الاشتباكات بين القوات الحكومية وقوات المعارضة فيما دعت إلى وقف القتال لاعتبارات إنسانية لإرسال إمدادات الغذاء والمساعدات إلى المدينة المحاصرة الواقعة وسط البلاد. وقال ماجني بارث الذي يرأس وفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا "نريد إرسال مساعدات إنسانية وان نتمكن من إجلاء السكان". وأضاف أثناء زيارته لحمص "لكن عملية من هذا النوع تتطلب موافقة جميع الأطراف. وهذا غير قائم بعد".
وكانت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي ومنسقة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري اموس أطلقتا أمس الجمعة نداء مشتركا لمطالبة المتحاربين بهدنة في مدينة حمص للسماح بوصول المساعدات إلى السكان، حيث أعربتا في بيان مشترك عن "قلقهما البالغ إزاء تصاعد العنف في حمص". كما طالبت المسؤولتان الامميتان "الفرقاء كافة بالوقف الفوري لأي عمل يؤدي إلى خسائر مدنية وتوفير ممر امن فورا كي يتمكن المدنيون من مغادرة حمص ويصبح من الممكن إدخال المساعدات الإنسانية".
وعلى صعيد آخر، استبعد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط نشرت في عدد اليوم السبت التدخل العسكري الأجنبي في سوريا فيما رجح وجود تفاهم أمريكي - روسي على بقاء الأسد في السلطة حتى نهاية ولايته العام المقبل. وكشف الوزير العراقي عن رفض طلب من نظيره السوري وليد المعلم خلال زيارته بغداد الشهر الماضي بودائع مالية ونفط خام بأسعار تفضيلية. وقال زيباري في لقاء مطول مع الصحيفة بمناسبة زيارته لباريس، إن مهمته الأولى تتركز على توضيح موقف العراق من الأزمة السورية وتبيان أنه واقع بين نارين: إيران والولايات المتحدة و لكنه يلتزم موقفا حياديا. وأشار زيباري إلى أنه أبلغ الغربيين أن بلاده غير قادرة على وقف عملية نقل السلاح من طهران إلى دمشق إذا كانت موجودة ودعاهم إلى إيقافها إذا كانت تخالف قرارات مجلس الأمن الدولي الذي يمنع دخول وخروج السلاح من إيران.
التزام أمريكي بدعم مقاتلي المعارضة السورية
من جانبه أبلغ الرئيس الأمريكي باراك اوباما الملك عبد الله بن عبد العزيز عاهل السعودية أمس الجمعة التزامه بتوفير دعم أمريكي لمقاتلي المعارضة السورية الذين ينتظرون وصول شحنات الأسلحة الخفيفة التي تواجه مأزقا في واشنطن. وقال بيان للبيت الأبيض أن الزعيمين ناقشا الحرب الأهلية في سوريا وأبديا قلقا شديدا إزاء تأثير الصراع على المنطقة. وقال البيان أن"الرئيس شدد على استمرار التزام الولايات المتحدة بتقديم الدعم لائتلاف المعارضة السورية والمجلس العسكري الأعلى لتعزيز المعارضة." وتجدر الإشارة إلى أنه لم تصل أسلحة أمريكية لمقاتلي المعارضة السورية الذين يحاولون صد هجوم للحكومة السورية. وواجهت محاولات تزويد المعارضة السورية بأسلحة أميركية مأزقا في واشنطن بسبب خشية بعض أعضاء الكونغرس من وصول الأسلحة في نهاية الأمر إلى إسلاميين متشددين.
ميدانيا أصيبت قلعة الحصن الأثرية في محافظة حمص والمدرجة على لائحة منظمة اليونسكو للتراث العالمي، بأضرار بعد استهدافها بقصف من الطيران الحربي السوري، بحسب ما أظهرت أشرطة فيديو بثها ناشطون معارضون السبت. وأظهر احد هذه الأشرطة التي عرضت على موقع "يوتيوب" كمية كبيرة من حجارة القلعة مكومة فوق بعضها البعض جراء انهيار السقف الذي أضحى عبارة عن فتحة كبيرة.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس إن الطيران الحربي التابع للقوات النظامية شن الجمعة ثلاث غارات في المنطقة، استهدفت أحداها أطراف قلعة الحصن. وأوضح أن الغارات "أتت بعد هجوم شنه مقاتلون معارضون على قرية قميري القريبة والتي تقطنها غالبية علوية" وهي الأقلية الدينية التي ينتمي إليها الرئيس الأسد، ما أدى إلى مقتل ثلاثة عسكريين بينهم ضابطان، إضافة إلى أربعة أشخاص آخرين. ويعود تاريخ بناء القلعة الى الفترة بين العامين 1142 و1271. وتعد مع قلعة صلاح الدين القريبة منها, واحدة من أهم القلاع الصليبية الأثرية في العالم, بحسب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونيسكو".
ط.أ/ م.س (د ب أ، أ ف ب، رويترز)