1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تضارب تصريحات.. أيّ تأثير لصواريخ إيران على دفاعات إسرائيل؟

٢ أكتوبر ٢٠٢٤

هجوم إيراني كبير على إسرائيل، وتحديدا على مواقع عسكرية واستخباراتية، حسب طهران التي تؤكد تحقيق بعض الأهداف، فيما إسرائيل تنفي. فما هي قدرات الهجوم الإيراني والدفاع الإسرائيلي؟ وهل كان هناك تأثير للصواريخ الإيرانية؟

https://p.dw.com/p/4lKYF
صواريخ ضمن الهجوم الإيراني الواسع على إسرائيل بحوالي 180 صاورخا باليستيًا وتصدي القبة الحديدية لعدد منها
صواريخ ضمن الهجوم الإيراني الواسع على إسرائيل بحوالي 180 صاورخا باليستيًا وتصدي القبة الحديدية لعدد منهاصورة من: Amir Cohen/REUTERS

يثير الهجوم الإيراني الواسع على إسرائيل بحوالي 180 صاروخا باليستيًا، من ضمنها صواريخ متطورة استخدمتها للمرة الأولى، تساؤلات كبيرة حول النتائج، وهل حققت طهران بعضا من أهداف الهجوم، وسط تضارب في التصريحات الإيرانية والإسرائيلية، إذ يشدّد الجانب الأول على تحقيق عدة أهداف، بينما ترد إسرائيل أن الهجوم فشل.

صواريخ استخدمت لأول مرة

وقال الحرس الثوري الإيراني إن طهران استخدمت صواريخ (فاتح) الفرط صوتية لأول مرة، مضيفا أن 90 بالمئة من صواريخه أصابت أهدافها في إسرائيل بنجاح، بينما قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن هجوم إيران "غير فعال"، مؤكدا مساهمة قوات بلاده في اعتراض عدد من الصواريخ الإيرانية، فيما شككت مصادر إسرائيلية في استخدام طهران لصواريخ فرط صوتية من هذا النوع.

ويقول فابيان هينتس، المقيم في برلين والخبير في ترسانة الصواريخ الإيرانية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إن تقييمه هو أن إيران أطلقت مجموعة من الصواريخ ذات الوقود الصلب والسائل، وذلك استنادا إلى مواقع مقاطع فيديو عمليات الإطلاق المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي وكذلك المدى إلى إسرائيل.

وأضاف أن الصواريخ ذات الوقود الصلب، وهي الأكثر تقدما، تم إطلاقها من قاذفات متنقلة مائلة، بينما تم إطلاق الصواريخ ذات الوقود السائل من قاذفات عمودية.

وذكر أن ثلاثة صواريخ مدفوعة بالوقود الصلب التي تم إطلاقها في الهجوم الإيراني الأخير قد تكون "الحاج قاسم" و"خيبر شكن" و"فتاح 1". وتابع أن الصواريخ المدفوعة بالوقود السائل التي يُقال إنها أطلقت من أصفهان يُحتمل أن تكون "عماد" و"بدر" و"خرمشهر".

تصل سرعة الصاروخ فرط صوتي إلى ماخ-5، خمسة أضعاف سرعة الصوت، أي تقريبا 6100 كيلومتر في الساعة. حسب سي أن أن، فهذه النوعية من الصواريخ " متقدمة للغاية، ويمكنها المناورة بسرعة كبيرة داخل الغلاف الجوي للأرض. هذا يجعل من الصعب جدًا إسقاط مثل هذه الأسلحة".

كما يقول تريفور بال، وهو خبير متفجرات سابق في الجيش الأمريكي للموقع ذاته: "إن هذا الصاروخ هو أحد أحدث صواريخ إيران الباليستية، لكن لديهم الكثير ليخسروه من استخدامه"، لافتا أن إسرائيل ستحصل على فكرة عن قدراته بمجرد استخدامه، كما توجد كذلك فرصة لعدم نجاحه".

إسرائيليون يحتمون لحظة إطلاق الصواريخ الإيرانية
إسرائيليون يحتمون لحظة إطلاق الصواريخ الإيرانيةصورة من: Ronen Zvulun//REUTERS

صواريخ استهدفت مواقع حساسة

وأعلن مسؤولون إيرانيون أن الهجوم استهدف عدة أهداف، منها القواعد الجوية نفاتيم وحتسريم وتل نوف، وقاعدة جيليلوت الاستخباراتية التابعة التي تضم وحدة 8200 التجسسية التابعة لقوات الدفاع الإسرائيلية وتضم كذلك مقر الموساد.

ويشير معهد دراسات الحرب (ISW) في تحليل له إلى أن معظم مقاتلات F-35 الإسرائيلية كانت في الجو وقت الهجوم على قاعدة نفاتيم الجوية، التي تقع خارج بئر السبع، ما يساعد في تجنب أي ضرر للطائرات واعتراض المقذوفات عند الحاجة والإمكان، ويؤكد أن اللقطات أظهرت تأثيرات للصواريخ على القاعدة.

وبخصوص قاعدة تل نوف الجوية على بعد 20 كيلومترًا جنوب تل أبيب، فقد أظهرت اللقطات وجود إصابة هذه الصواريخ للقاعدة أو أماكن قربها وفق المعهد، الذي أشار إلى سقوط الصواريخ على ثلاث مواقع أخرى منها قاعدة جيليلوت الاستخباراتية التي أخلتها إسرائيل قبل الهجوم، ومدرسة في قرية الجديرة، ومنطقة قريبة نسبيا من مقر الشاباك.

ويقول المعهد إن جزءًا من الحزمة الهجومية "ركز على قواعد نفاتيم وحتسريم الجوية في جنوب إسرائيل، لكن عددًا كبيرًا من الصواريخ استهدف منطقة جغرافية صغيرة جدًا في وسط إسرائيل الكثيف السكان"، مشيرا إلى أن إسرائيل تعترض فقط الصواريخ التي تسقط في المناطق المأهولة بالسكان، وهو ما لم يحدث المناطق المحيطة بنفاتيم وحتسريم، وهي صحارى غير مأهولة نسبيًا.

قدرات عسكرية لإيران

وأعلنت إيران العام الماضي ما وصفه مسؤولون بأنه أول صاروخ باليستي فرط صوتي من إنتاجها. يمكن للصواريخ فرط صوتية الانطلاق بسرعات تزيد بخمس مرات على الأقل على سرعة الصوت وفي مسارات معقدة مما يجعل من الصعب اعتراضها.

كما نقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية أن طهران تملك تسعة صواريخ قادرة على الوصول إلى إسرائيل. ومن بين هذه الصواريخ، "سجيل" الذي يستطيع قطع أكثر من 17 ألف كيلومتر في الساعة وبمدى يصل إلى 2500 كيلومتر، و"خيبر" الذي يصل مداه إلى ألفي كيلومتر و"الحاج قاسم" الذي يبلغ مداه 1400 كيلومتر ويحمل اسم قائد فيلق القدس قاسم سليماني الذي اغتالته واشنطن قبل مدة.

وسبق لمؤسسة "الدفاع عن الديمقراطيات" الأمريكية أن ذكرت أن إيران أطلقت في يونيو/حزيران 2020 أول صاروخ باليستي من تحت الأرض، في خضم تطويرها مستودعات صواريخ تحت الأرض مجهزة بأنظمة نقل وإطلاق، وكذلك مراكز لإنتاج الصواريخ وتخزينها تحت الأرض.

كما تملك إيران صواريخ كروز مثل صواريخ كيه.إتش-55 التي تطلق من الجو والقادرة على حمل رؤوس نووية ويبلغ مداها ثلاثة آلاف كيلومتر، وصواريخ حديثة مضادة للسفن مداها 300 كيلومتر وقادرة على حمل رأس حربية تزن ألف كيلوغرام.

جانب من الأضرار بعد صواريخ إيران
جانب من الأضرار بعد صواريخ إيرانصورة من: Amir Cohen/REUTERS

دفاعات إسرائيل

تستخدم إسرائيل مجموعة من الأنظمة لمواجهة الهجمات بدءًا من الصواريخ الباليستية ذات المسارات التي تخرج من الغلاف الجوي إلى صواريخ كروز والصواريخ المنخفضة الارتفاع، وأعلنت استخدام دفاعاتها للتصدي للصواريخ الإيرانية.

وتستخدم إسرائيل القبة الحديدية، وهي منظومة دفاع جوي قصيرة المدى، لاعتراض صواريخ مثل تلك التي تطلقها حركة حماس في غزة. بدأت هذه المنظومة بالعمل منذ عام 2011 بصنع محلي ودعم أمريكي. تعمل عن طريق إطلاق صواريخ موجهة بالرادار لنسف تهديدات قصيرة المدى.

ونشرت إسرائيل نسخة بحرية من القبة الحديدية لحماية السفن والأصول البحرية في عام 2017. وتحدد المنظومة بسرعة إذا كان الصاروخ في طريقه لإصابة منطقة مأهولة بالسكان، وإذا كان الأمر غير ذلك، تتجاهل الصاروخ وتسمح له بالسقوط دون ضرر.

لكن القبة الحديدية هي الطبقة السفلى من الدفاعات الصاروخية لإسرائيل وليست النظام الذي كان سيستخدم للتصدي للصواريخ الباليستية التي أطلقت ليلة الثلاثاء، وفقًا لمنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية (IMDO).

الطبقة التالية في سلم الدفاع الصاروخي هي "مقلاع داود"، الذي يحمي من التهديدات قصيرة ومتوسطة المدى، وفقًا لمنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية. جرى تصميم منظومة ديفيدز سلينج (مقلاع داود) الصاروخية متوسطة المدى لإسقاط الصواريخ الباليستية التي يتم إطلاقها من مسافة تتراوح بين 100 و200 كيلومتر.

كما تتوفر إسرائيل على منظومة الدفاع الصاروخي آرو-2 وآرو-3 بعيدة المدى، والتي استخدمت لأول مرة العام الماضي، كما تطور إسرائيل نظاما يعمل بالليزر لدرء مخاطر صواريخ العدو وطائراته المسيرة بكلفة تقديرية تبلغ دولارين فقط لكل عملية اعتراض.

ع.ا  (رويترز، ISW ،CNN)