1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"تصويت تاريخي".. الأمم المتحدة تدين الغزو الروسي لأوكرانيا

٢ مارس ٢٠٢٢

بأغلبية ساحقة تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يدين الغزو الروسي لأوكرانيا. ولم يكتف القرار بذلك بل طالب روسيا بإنهاء "عدوانها" فورا. قرار "غير ملزم"، رغم أنه وصف بالتاريخي. فماذا كان موقف الدول، خصوصا العربية؟

https://p.dw.com/p/47utN
141 دولة مع القرار، خمس دول ضده و35 دولة امتنعت عن التصويت (02.03.2022)
بأغلبية 141 صوتا ضد خمسة، صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح قرار دين الغزو الروسي لأوكرانيا، فيما امتنعت 35 دولة عن التصويت.صورة من: Seth Wenig/AP Photo/picture alliance

تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة الأربعاء (الثاني من مارس/ آذار 2022) بأغلبية ساحقة قرارا "يطالب روسيا بالتوقف فورا عن استخدام القوة ضد أوكرانيا"، وذلك بأغلبية أصوات 141 دولة فيما عارضته 5 دول وامتنعت 35 عن التصويت من بينها الصين، من إجمالي 193 دولة عضوا بالأمم المتحدة.

والدول الخمس التي صوتت ضد القرار هي روسيا وبيلاروسيا وكوريا الشمالية وإريتريا وسوريا.

ويطالب القرار الذي صدر بعد أكثر من يومين من المداخلات موسكو "بأن تسحب على نحو فوري وكامل وغير مشروط جميع قواتها العسكرية" من أوكرانيا، و"يدين قرار روسيا زيادة حالة تأهب قواتها النووية".

القرار الذي طرحه الاتحاد الاوروبي بالتنسيق مع كييف، "يستنكر بأشد العبارات العدوان الروسي على أوكرانيا" ويؤكد "التمسك بسيادة واستقلال ووحدة أراضي" أوكرانيا بما فيها "مياهها الإقليمية".

رسالة قوية وتصويت تاريخي

ويدعو القرار الصادر تحت عنوان "العدوان على أوكرانيا" إلى وصول المساعدات الإنسانية بدون عوائق - على خلفية نقاشات شاقة في مجلس الأمن بشأن مشروع قرار فرنسي مكسيكي حول نفس الموضوع - كما "يستنكر تورط بيلاروسيا" في الهجوم على أوكرانيا.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش للصحافيين إن "رسالة الجمعية العامة قوية وواضحة. ضعوا حدا للعمليات الحربية في أوكرانيا، الآن. افتحوا الباب للحوار والدبلوماسية، الآن".

من جانبه، صرح سفير الاتحاد الأوروبي لدى الأمم المتحدة أولوف سكوغ للصحافيين إثر التصويت بأن "روسيا اختارت العدوان. العالم اختار السلام"، واصفا ما حصل بأنه "تصويت تاريخي".

وكان سفير أوكرانيا لدى الأمم المتحدة سيرغي كيسليتسيا قد شجب على منصة الأمم المتحدة ما وصفه بأنه "إبادة جماعية" ترتكبها روسيا في بلاده، وحضّ المجتمع الدولي على "التحرك". لكن روسيا، بلسان سفيرها فاسيلي نيبنزيا، أكدت أنها لا تهاجم أهدافا مدنية وتكتفي بالدفاع عن سكان منطقة دونباس في الشرق الأوكراني الانفصالي.

السعودية والإمارات تؤيدان القرار وإيران تمتنع

وإضافة إلى دول أمريكا الشمالية وأوروبا، حظي القرار بتأييد العديد من الدول الأفريقية. لكن هذا الأمر لا ينطبق على جنوب أفريقيا التي امتنعت عن التصويت، وعلى الجزائر وأفريقيا الوسطى ومالي، علما بأن البلدين الأخيرين يعملان راهنا على تطوير علاقتهما بروسيا. ومن الممتنعين أيضا بوركينا فاسو التي شهدت انقلابا في الآونة الاخيرة. كما امتنعت السودان عن التصويت.

وأيدت غالبية من دول أميركا اللاتينية القرار، رغم بعدها الجغرافي من مسرح الحرب الأوكرانية. لكن كوبا ونيكاراغوا القريبتين من موسكو امتنعتا عن التصويت.

وعلى صعيد الشرق الأوسط، صوتت دولة الإمارات تأييدا للقرار رغم الاشتباه بأنها عقدت صفقة مع روسيا مقابل تأييد الأخيرة الاثنين قرارا في مجلس الأمن الدولي يصنف المتمردين الحوثيين في اليمن "إرهابيين" ويوسع حظر الأسلحة بحيث يشمل جميع هؤلاء من دون أي استثناءات.

أما إيران التي لا تزال تفاوض الغربيين في شأن برنامجها النووي فامتنعت، ومثلها العراق، بخلاف السعودية وإسرائيل اللتين أيدتا القرار.

ولم يكن امتناع الصين عن التصويت مفاجئا إذ تقاطع مع موقفها الذي تتبناه منذ أسبوع في مجلس الأمن. بدورها، امتنعت الهند، العضو غير الدائم في مجلس الأمن منذ أكثر من عام ونصف عام والتي تربطها علاقات عسكرية وثيقة بروسيا، عن التصويت رغم ضغوط كثيفة مارستها عليها الولايات المتحدة.

وتم إعداد القرار في الجمعية العامة، بوحي من نصّ مشروع شبيه سقط الأسبوع الماضي في مجلس الأمن الدولي نتيجة لجوء روسيا لحق النقض (الفيتو)، وإن مع إدخال تعديلات طفيفة.

وفي الجمعية العامة لا يستخدم حق النقض الذي تتمتع به الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين). وتبقى قرارات الجمعية غير ملزمة، لكنها ترتدي طابعا رمزيا سياسيا بحسب عدد الدول التي تتبناها.

وفي 2014، تم تبني قرار مماثل يدين روسيا لضمها شبه جزيرة القرم بغالبية أصوات مئة دولة عضو مقابل معارضة 11 دولة وامتناع 58 عن التصويت.

ص.ش/ أ.ح (أ ف ب، د ب أ)