بوش يتأهب لجولة تاريخية لدفع عملية السلام في الشرق الاوسط
٦ يناير ٢٠٠٨يبدأ الرئيس الأمريكي بوش جولته الشرق أوسطية بزيارة إسرائيل والضفة الغربية، التي يرى أنها نواة الدولة الفلسطينية في المستقبل وذلك منذ توليه السلطة قبل 7 سنوات. كما أنها المرة الأولى، التي يزور فيها حلفاء أمريكا الرئيسيين السعودية والكويت والبحرين وذلك خلال جولته التي تستمر من 8 وحتى 16 كانون ثان / يناير.
ويتوجه بوش إلى المنطقة وهو غارق حتى أذنيه في مستنقع حرب لا تتمتع بشعبية فى العراق، وفي ظل تراجع شعبيته إلى ادني مستوى لها على الإطلاق، فيما يدخل عامه الأخير في الحكم. ومع ذلك فهو عازم على ترك بصمته على منطقة لعبت دورا حاسما في إدارته.
بوش يكتشف الشرق الأوسط
وفي هذا الإطار صرح الخبير في شئون الشرق الأوسط بمعهد الولايات المتحدة للسلام سكوت لاسنسكي قائلا :"غياب بوش عن الشرق الأوسط حيث أطلق أهم مبادراته على الإطلاق في السياسة الخارجية قد لوحظ بقوة طوال فترة حكمه".
وتعرض بوش للانتقاد لتوجيهه جهدا دبلوماسيا فائقا في العراق على حساب حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، الذي عاني الجمود بشكل أو بآخر خلال فترة حكمه إلى أن أطلق عملية السلام التي قادتها الولايات المتحدة الصيف الماضي وتوجت بمؤتمر انابوليس بولاية ميريلاند في 28 تشرين ثان / نوفمبر الماضي.
وتحت ضغط ملحوظ من جانب بوش تعهد الإسرائيليون والفلسطينيون في انابوليس ببدء أول مفاوضات سلام شاملة منذ 7 سنوات بهدف الوصول إلي اتفاق بحلول نهاية عام 2008 لإقامة دولة فلسطينية. واستفاد مؤتمر انابوليس من دعم أكثر من 40 بلدا مشاركا من بينها غالبية الدول العربية، التي لا يعترف بعضها بإسرائيل. بيد أن ثلاثة اجتماعات إسرائيلية فلسطينية عقدت منذ ذلك الحين منها واحد بين رئيس الوزراء الإسرائيلي اولمرت والرئيس الفلسطينى عباس لم تسفر عن نتائج واعدة وزادت من كشف التحديات التي يواجهها بوش في محاولته الوساطة لإبرام اتفاق قبل مغادرته البيت الأبيض.
وفي هذا الإطار يقول المسئول السابق بالخارجية الأمريكية والأستاذ المساعد فى معهد الشرق الأوسط فى واشنطن جرايم بانرمان: "من الصعب رؤية كيف ستتقدم عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين على نحو ما كان يؤمل في انابوليس".
ويأمل بوش من توقفاته في السعودية والكويت والبحرين والإمارات العربية المتحدة ومصر أن يواصل الضغط عليهم لدعم المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية .
محاولة تحجيم النفوذ الإيراني
كما يسعى بوش إلى تحجيم النفوذ الإيراني وكسب الدعم لحكومة ديمقراطية في لبنان وتعزيز دور الدول العربية في دعم الاستقرار في العراق. ويأمل بوش أيضا في مواجهة التطرف في الشرق الأوسط بالحديث عن الحاجة لإجراء إصلاحات ديمقراطية واقتصادية ودعم التعاون الأمني عبر المنطقة جزئيا بتحريك عملية السلام بين العرب والإسرائيليين قدما.
وفي هذا السياق قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني اليوم إن الرئيس الأمريكي جورج بوش لن ينجح خلال رحلته القادمة إلى الشرق الأوسط في عزل إيران عن باقي الدول في المنطقة. وقال المتحدث خلال اللقاء الأسبوعي مع الصحفيين إن السياسات الأمريكية في المنطقة قد فشلت بشكل مستمر وسوف تستمر على ذلك في المستقبل. كما قال حسيني: "ما تفعله الولايات المتحدة تحت ذريعة السلام هو مجرد الحفاظ على مصالح النظام الصهيوني (إسرائيل)"