1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

170810 Palästinenser Libanon Shatila

١٨ أغسطس ٢٠١٠

يعيش قسم كبير من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بمخيم صبرا وشاتيلا حيث يسود الفقر وتنعدم آفاق المستقبل، لكن الوضع بدأ يتغير مع إقرار البرلمان اللبناني لقانون يسمح للفلسطينيين بالعمل في كل المهن تقريبا.

https://p.dw.com/p/OqKy
مخيم صبرا وشاتيلا حيث الأبنية العشوائية والأزقة غير المعبدة وغياب شبكات الصرف الصحي النظاميةصورة من: Diana Hodali

اصطدمت خطط حلّ النزاع في الشرق الأوسط دائما بمسألة مستقبل اللاجئين الفلسطينيين المنتشرين في دول مجاورة مثل الأردن وسورية ولبنان. وفيما يتمتع هؤلاء في البلدين الأولين بحقوق هامة تساعدهم على الاندماج في المجتمع، لم يحصلوا على مثلها في لبنان حيث يبدو وضعهم أكثر مأساوية. ففي هذا البلد يعيش نحو 400 ألف لاجئ في اثني عشر مخيما أهمها مخيم صبرا وشاتيلا الذي اشتهر في العالم بعد ارتباط اسمه بالمجزرة التي نُفذت فيه عام 1982 على أيدي الميليشيات المسيحية التي دخلت إليه بمساعدة الجيش الإسرائيلي الذي احتل بيروت زاحفا إليها من الجنوب. واكتفت القوات الإسرائيلية بمراقبة الأمر دون أن تمنع حصول المجزرة التي راح ضحيتها آلاف الضحايا من الفلسطينيين المدنيين. وكان هدف وزير الدفاع الإسرائيلي في تلك الفترة، آرييل شارون، من احتلال لبنان القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية.

واقع مخيم صبرا وشاتيلا لا يزال سيئا جدا

كيف يبدو واقع المخيم الواقع في جنوبي بيروت في عام 2010 ؟ هشام غزلان، أحد اللاجئين الذين ولدوا فيه عام 1980 من عائلة هاجرت إلى لبنان بعد إعلان دولة إسرائيل عام 1948، يقول إن الوضع في صبرا وشاتيلا "غير جيد، والمجزرة التي وقعت تركت آثارها حتى اليوم، ومن هو قادر على مغادرة المخيم يحاول ذلك"، لافتا إلى أن نصف سكان المخيم لا يزال من الفلسطينيين، إضافة إلى عائلات عديدة سورية ولبنانية وكردية وغجرية فقيرة.

Flüchtlingslager Shatila Libanon 2009 und 2010
هشام غزلان في أحد الأزقة الضيقة للمخيمصورة من: Diana Hodali

وتعتبر عائلة هشام كبيرة لأن والده تزوج مرتين، وله 14 شقيقا وشقيقة غالبيتهم غادرت المخيم. ودرس هشام الأدب العربي في جامعة بيروت العربية، لكن حبّه للتصوير دفعه إلى تغيير وجهته، وهو يعمل الآن في مؤسسة دعايات، ويقول بأن راتبه الشهري أقل من رواتب زملائه.

وواضح هشام بأن الأبنية السكنية في المخيم عشوائية، والأزقة فيه ضيقة إلى درجة انعدام الحياة الخاصة للساكنين فيه. وخلال التجوال في المخيم دلّ هشام على شارع قليل العرض قال عنه بأنه الأكثر عرضا فيه، وذكر بأن بعض الشوارع تُعبّد، إنما دون ترك مكان للأطفال كي يلعبون فيه. وتتمثّل المشكلة الكبيرة في المخيم في ضيق المكان، والمشكلة الثانية في أقنية الصرف الصحي السيئة، إذ عند هطول الأمطار تتحول الطرق إلى برك تفوح منها الروائح الكريهة. ومنذ فترة تعمل مؤسسة الإنماء الألمانية على حفر أقنية صرف صحي جديدة. إلى ذلك يعاني المخيم أيضا من انقطاع مستمر للكهرباء، ويشاهد المرء في مختلف أرجائه أسلاك التيار الكهربائي الممدودة من منزل إلى آخر بشكل عشوائي.

أبو زيد: وضع اللاجئين في لبنان صعب رغم تحسّن

وتقول المسؤولة السابقة عن مكتب الأمم المتحدة الخاص باللاجئين الفلسطينيين، كارين كونينغ أبو زيد، إن وضع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان صعب بصورة خاصة مشيرة إلى أنهم "يعامَلون بصورة مختلفة لأسباب متعددة، ففي سوريا يعاملون كمواطنين عاديين دون الحصول على الجنسية السورية، أما في لبنان فقد كان الأمر مختلفا دائما، ما انعكس بصورة سيئة على وضعهم المعيشي، لكن ذلك بدأ يتغيّر ابتداء من عام 2005".

قلق في لبنان من التوطين الذي سيخل بالتوازن الطائفي

Flüchtlingslager Shatila Libanon 2009 und 2010
صورة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات لا تزال تتصدر شوارع وأزقة مخيم صبرا وشاتيلا في بيروتصورة من: Diana Hodali

في العام المذكور تم تشكيل "لجنة الحوار اللبناني ـ الفلسطيني" للاهتمام بأمور عدة بينها العمل على تحسين أوضاعهم المعيشية والمهنية. عن ذلك تحدّث السفير السابق المخضرم خليل مكاوي الذي رأس اللجنة مدة أربع سنوات "عن وجود قلق في لبنان من السعي إلى تحسين أوضاع اللاجئين وإعطائهم المزيد من الحقوق والسماح لهم في البقاء فيه". وأضاف أن كل اللبنانيين "متفقين على عدم إعطاء الفلسطينيين الجنسية اللبنانية لأنهم كثر ويمكن أن يعدّلوا التوازن الديموغرافي القائم في البلد". ولأن طابع النظام السياسي اللبناني ديني ـ طائفي فان تجنيس 400 ألف فلسطيني غالبيتهم الساحقة من السنّة يمكن أن يخل في التوازن القائم بين مجموعاته الطائفية.

البرلمان اللبناني يسمح بحصول الفلسطينيين على إجازة عمل

ومنذ عام 2005 أصبح ممكنا للفلسطينيين العمل في نحو 70 مهنة في البلاد، وقام البرلمان اللبناني بالأمس ( في 17/8/2010) بإقرار قانون يسمح للفلسطينيين التقدم بطلب رسمي للحصول على إجازة عمل في مختلف المهن مع بعض الاستثناءات. عن ذلك يقول مكاوي أن بإمكان اللاجئين الحصول على تعليم في المدارس اللبنانية، "وإذا لم يجدوا مهنة هنا للعمل فيها فأمامهم باقي العالم العربي".

ويدلّ هشام في المخيم على عيادة لأحد الأطباء الفلسطينيين قائلا إن من غير المسموح له ممارسة مهنته خارج المخيم، كما لا يحق للاجئين الفلسطينيين شراء ملك لهم في البلد. ويجمع اللبنانيون على رفض ذلك بحجة أن هذا الأمر يشجع على التوطين المرفوض منهم على اعتبار أن وضع اللاجئين مؤقت ولا بد لهم من العودة يوما إلى وطنهم.

وحتى لو أن مكاوي متأكد من حتمية عودة اللاجئين، فان الصورة أمام هشام لا تبدو واضحة المعالم. وهو يقول حول ذلك إنه يحلم بفلسطين التي لا يعرفها، ولو كان باستطاعته السفر إليها لفعل ذلك على الفور. لكن هشام يستدرك ليضيف: "حياتي هي هنا، وإذا عُرض علي رسميا العيش في مكان آخر لفعلت ذلك، غير أنني لا أريد اللجوء إلى بلد آخر".

الكاتب: ديانا هودالي/اسكندر الديك

مراجعة: ابراهيم محمد