1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بعد فوز الجمهوريين: "المقايضة" عنوان السياسة الخارجية الأمريكية

٣ نوفمبر ٢٠١٠

بعد الهزيمة التي مني حزب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس ازدادت التكهنات حول قدرته على تنفيذ وعوده وخصوصا في مجال السياسة الخارجية. فما تأثير هذه الهزيمة على الملفات الإقليمية الساخنة؟

https://p.dw.com/p/Pxd7
الكونجرس الأمريكي
إدارة الرئيس أوباما تنتظرها صعوباتصورة من: AP

يرى معظم الخبراء أن الهزيمة التي مني بها الحزب الديمقراطي، الذي ينتمي له الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ستعوق عمل إدارته في السياسة الخارجية، بدءا بالصين وأفغانستان، مرورا بروسيا شمالا، وصولا إلى إيران والشرق الأوسط، بكافة ملفاته الشائكة المفتوحة على مصراعيها منذ عقود.

غير أن المسألة تظل مفتوحة على عدد من الاحتمالات. يعتمد الأمر في ذلك على الإستراتيجية التي سيستخدمها كل طرف إزاء الآخر، سواء من جهة الرئيس أوباما أو من قبل الجمهوريين. يتحدث الخبراء في هذا الإطار عن خيارين، إما أسلوب "المواجهة" التي يتبناه الجمهوريون منذ حملاتهم الانتخابية للتجديد النصفي، أو خيار "السعي للوصول إلى حلول وسط"، الذي يتبناه أوباما.

المقايضة عنوان المرحلة المقبلة

الرئيس الأمريكي عقب إعلان النتائج
الرئيس الأمريكي عقب إعلان النتائجصورة من: AP

وفي هذا السياق، يطرح الملف المتعثر لعملية السلام نفسه على واجهة الأحداث لدى المراقب للشؤون السياسية في المنطقة. وترى منار الشوربجي، أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، أنه بما أن الجمهوريين أعلنوا أكثر من مرة أنهم يريدون المواجهة، وأنهم لا يريدون لأوباما سوى أن يمكث في الرئاسة لدورة واحدة، بينما يتحدث أوباما في المقابل عن حلول وسط، فإن الأرجح أن تكون "المقايضة" هي عنوان العملية السياسية في واشنطن خلال المرحلة المقبلة.

وتقول أستاذة العلوم السياسية المتخصصة في الشؤون الأمريكية إن "المقايضة ستكون أكثر ما يميز عمل الإدارة الأمريكية، في الفترة المقبلة، على صعيد ملفات السياسة الخارجية، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، وفي القلب منها قضية السلام الفلسطيني-الإسرائيلي".

تركيبة الكونغرس الجديد استقطابية وتخفض سقف عمل أوباما

وتوضح الشوربجي "عندما نتحدث عن علاقة الرئيس الأمريكي بكونغرس معادٍ له، عادة ما تكون هناك مقايضة قضايا لا تكلفه كثيرا بقضايا أخرى ترتبط بإعادة انتخابه، مثل التغاضي عن بعض مطالبه إزاء تجميد الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي المحتلة، وتخفيف ضغوطه في هذا الشأن على الحكومة الإسرائيلية، مقابل الحصول على مرونة أكبر من قبل الجمهوريين فيما يتعلق بالقضايا الداخلية الأكثر إلحاحا للمواطن الأمريكي كالميزانية أو الرعاية الصحية.

وتقول أستاذة العلوم السياسية "فيما يخص القضية الفلسطينية، أتصور أن التركيبة الجديدة للكونغرس ستكون استقطابية. بمعنى أن الجمهوريين سيكونون أكثر يمينية، والديمقراطيون أكثر ليبرالية، وهو ما سيمثل سقفا أكثر انخفاضا بكثير لقدرة أوباما على العمل، خاصة وأنه لم يتحرك في هذه القضية بحرية أصلا منذ فترة. قدرته على الفعل ستكون أقل بكثير، وهو ما سيؤدي بدوره إلى تعزيز موقف الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتشددة، خاصة وأن الكثيرين من حركة *حفل الشاي* أكثر صهيونية من التركيبة السابقة في الكونغرس"، على حد تعبيرها.

ضغوطا أشد تنتظر الملف الإيراني.. والسودان يتجه للانفصال

ضغوط أشد تنتظر الملف النووي الإيراني
ضغوط أشد تنتظر الملف النووي الإيرانيصورة من: AP

أما فيما يخص الملفين العراقي والأفغاني، فترى الشوربجي أن الجمهوريين بالنهاية مثل الديمقراطيين، لن يعرضوا حياة الجنود الأمريكيين للخطر. لكنها أضافت أن "كل ما يستطيعون أن يفعلوه (الجمهوريون) هو عرقلة قرارات الرئيس الديمقراطي من خلال إجراءات معوقة داخل الكونغرس مثل تعطيل آلية صدور القرارات.

وبينما سيشهد الملف الإيراني تشددا وتصعيدا أكبر خلال المرحلة المقبلة من قبل الإدارة الأمريكية بفضل ضغوط الجمهوريين، بحسب الشوربجي، فإن السودان سيكون أكثر قضايا الشرق الأوسط القابلة لـ "المقايضة"، خاصة إذا ما وضعنا في الاعتبار الأمريكيين من أصل أفريقي، وهم الفئة التي لم يعطها الرئيس الأمريكي شيئا حتى الآن، بالرغم من أنه أول رئيس أمريكي يصل إلى البيت الأبيض من أصول أفريقية. لذلك فهي ترى أن "الشيء الذي قد لا يكلف أوباما كثيرا هو حسم قضية السودان، بكل ما يعنيه ذلك من الذهاب بمستقبل السودان إلى مرحلة انفصال شماله عن جنوبه، عبر الاستفتاء المقرر في 9 يناير 2011".

طلبة هارفارد يعبرون عن مطالبهم خلال الحملة الانتخابية لأوباما
طلبة هارفارد يعبرون عن مطالبهم خلال الحملة الانتخابية لأوباماصورة من: AP

وكان الحزب الجمهوري قد وجه ضربة قوية للديمقراطيين، وعلى رأسهم أوباما، بعد عامين فقط من وصوله لسدة الحكم في البيت الأبيض، وذلك بعد نجاحهم في السيطرة على مجلس النواب الأمريكي في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، التي أجريت أمس الثلاثاء (الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني 2010).

كما حققوا مكاسب كبيرة في مجلس الشيوخ (100 مقعد) رغم احتفاظ الديمقراطيين بأغلبيتهم في المجلس، وإن كانت أغلبية بسيطة، إثر خسارتهم ستة مقاعد، مقارنة بالانتخابات الأخيرة. وتعد هذه هي المرة الأولى التي يسيطر فيها الجمهوريون على أحد مجلسي الكونغرس منذ عام 2006.

يذكر أن الحملة الانتخابية للتجديد النصفي لم تتعاط مع قضايا الشأن الخارجي، وإنما جاءت خسارة الديمقراطيين نتيجة للاستياء الجماهيري من طريقة تعامل أوباما مع الاقتصاد، لاسيما وأن نسبة البطالة لم تتحرك عن المستوى 9.6 %.

أميرة محمد

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد