بعد عشر سنوات من حكم كندا.. ترودو يرفع الراية البيضاء!
٦ يناير ٢٠٢٥أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو استقالته من منصبه اليوم الاثنين (6 يناير/كانون الثاني 2025).
وجاءت هذه الخطوة بعدما واجه ترودو في الأسابيع الأخيرة ضغوطاً كثيرة إلى جانب تزايد الاستياء من قيادته، مع اقتراب الانتخابات التشريعية وتراجع شعبية حزبه إلى أدنى مستوياتها في استطلاعات الرأي، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته تزايد الاضطرابات داخل حكومته.
يأتي إعلان ترودو مع اقتراب إجراء الانتخابات التشريعية في موعد أقصاه تشرين الأول/أكتوبر 2025.
وسيتولى ترودو، الذي أعلن في الوقت ذاته تعليق عمل البرلمان حتى 24 آذار/مارس، تسيير الأعمال لإعطاء حزبه الوقت لاختيار بديل له.
وقال ترودو أمام الصحافيين في أوتاوا وقد بدا عليه التأثر: "أعتزم الاستقالة من منصبي كرئيس للحزب والحكومة، بمجرّد أن يختار الحزب رئيسه المقبل"، مضيفاً أنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع "أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية"، موضحاً أنّه سيواصل تسيير الأعمال إلى أن يختار حزبه خليفة له.
باقٍ في منصبه.. مؤقتاً
وأشار ترودو - الذي يتولى منصبه منذ 10 أعوام - إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي. وتابع: "أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية هي أشياء مهمة بالنسبة لي".
وأضاف ترودو: "هذا البلد يستحق خياراً حقيقياً في الانتخابات المقبلة. لقد أصبح واضحاً لي أنّه إذا كان علي أن أخوص معارك داخلية، لا يمكنني أن أكون رئيساً للحكومة". وتابع: "الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة."
وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير/كانون الثاني، سيتم تعليقه حتى 24 مارس/آذار. وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.
و يمكن أن تستمر الحملات داخل الحزب الليبرالي لعدّة أشهر. وحتى لو تسارعت وتيرة هذه العملية، من غير المرجّح أن يغادر ترودو منصبه في الأيام القليلة المقبلة. ومن المتوقع أن يكون على رأس الحكومة في العشرين من كانون الثاني/يناير، خلال حفل تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة.
أزمات داخلية متعددة
ويتخلف ترودو بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي. وعانى جاستن ترودو تراجعاً في شعبيته مع اعتباره مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.
فضلاً عن ذلك، أثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف كانون الأول/ديسمبر بلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف بشأن كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض. وهدد ترامب بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المئة على السلع الكندية والمكسيكية بمجرد توليه الرئاسة.
والولايات المتحدة هي الشريك التجاري الأكبر لكندا ووجهة 75 في المئة من صادراتها. ويعتمد عليها نحو مليوني كندي من إجمالي السكان البالغ عددهم 41 مليون نسمة.
وتتحرّك العديد من الشخصيات خلف الكواليس لتولي قيادة الحزب خلال موسم أعياد الميلاد ورأس السنة. وأفاد مصدر داخل الحزب الليبرالي فرانس برس، بأنّ الحاكم السابق لبنك كندا مارك كارني (59 عاما)، الذي يشغل منصب مستشار اقتصادي للحزب منذ الصيف الماضي، كثّف تحرّكاته في الأيام الأخيرة لتقييم مستوى الدعم الذي يحظى به داخل الحزب.
كذلك الأمر بالنسبة إلى النائبة السابقة لرئيس الحكومة كريستيا فريلاند.
ومن المقرّر أن يعقد الحزب اجتماعاً كبيراً الأربعاء، فيما يقول خبراء إنّ تحدّيات كثيرة تنتظر خليفة ترودو، متوقّعين فوز المحافظين في الانتخابات المقبلة.
ع.ح/أ.ح (أ ب ، أ ف ب)