1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بعد عامين على حكم طالبان.. ما مصير المتعاونين مع ألمانيا؟

١٦ أغسطس ٢٠٢٣

بعد مرور عامين على عودة طالبان للحكم في أفغانستان لا يزال الكثير من المتعاونين المحليين الذين اشتغلوا مع الجيش الألماني وفي مشاريع التنمية يعيشون في ظروف خطرة عليهم وعلى عائلتهم. فإلى أين وصلت الجهود الألمانية لإجلائهم؟

https://p.dw.com/p/4VC71
الجيش الألماني يجلي متعاونين محليين سابقين وعائلتهم
بعد استلام طالبان الحكم مجددا قام الجيش الألماني في أغسطس 2021 بإجلاء متعاونين محليينوعائلتهم من أفغانستان ونقلهم لألمانياصورة من: Marc Tessensohn/Bundeswehr/dpa/picture alliance

 

يبدو أن عشرين عاما من الحرب على الإرهاب والفقر في أفغانستان ذهبت سدى، فالتواجد الدولي هناك والذي أثار الجدل منذ بدايته في 2001، أعلن فشله نهائيا في 15 أغسطس/آب 2021. وهو اليوم الذي تمكنت فيه حركة طالبان الإسلامية من العودة إلى السلطة بعد الانسحاب السريع للقوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة.

ميركل وعدت بالدعم

وسط ظروف فوضوية قام الجيش الألماني بإجلاء الألمان والأفغانالذين تعاونوا مع ألمانيا لسنوات عديدة في القطاعين العسكري والمدني. لم يكن بالإمكان إنقاذ الجميع فورا، ما جعل المستشارة الألمانية آنذاك أنغيلا ميركل، تقدم خلال بيان حكومي وعدا بالدعم، وذلك بعد عشرة أيام من الكارثة إذ قالت: 

"سنواصل  بذل كل ما في وسعنا لمساعدة الأفغان على مغادرة البلاد، خاصة أولئك الذين كانوا يقدمون المساعدة للجيش والشرطة الألمانية في مهمتها في أفغانستان وأيضا الذين كانوا يشتغلون معنا في مجال التنمية وانخرطوا من أجل بلد آمن وحر مع آفاق مستقبلية".

متعاونون محليون ينتظرون الإجلاء

بعد عامين من هذا الوعد لا يزال الآلاف من المساعدين المحليين السابقين وأسرهم وغيرهم من الأشخاص المهددين، ينتظرون السفر إلى ألمانيا. وأحد الأسباب وراء ذلك هو أنه بالإضافة إلى الوكالات الحكومية هناك العديد من منظمات المجتمع المدني تهتم أيضا بالأفغان المعرضين للخطر.

في يونيو/حزيران من هذا العام ذكرت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر بعض التفاصيل أمام لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان الألماني جاء فيها أن: ألمانيا منذ يناير/كانون الثاني 2022 جلبت 20 ألف متعاون أفغاني وعائلاتهم، معظمهم كانوا يتعاونون مع الجيش الألماني ووزارة التعاون الإنمائي.

صعوبة البت في جميع طلبات الإجلاء

تُظهر تصريحات شهود عيان في لجنة التحقيق في أفغانستان التابعة للبرلمان الألماني (بوندستاغ) أن ألمانيا لا تزال تواجه مشاكل في مساعدة العمال المحليين السابقين. ففي نهاية أبريل/ نيسان 2023 أفاد مسؤول رفيع المستوى في وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية (BMZ)، أن مجموعة عمل لا تزال تعالج ما يسمى بطلبات الحماية من الخطر من الموظفين المحليين السابقين بعد عام ونصف من سقوط كابول .

واعترف رئيس المجموعة المسؤول عن آسيا الوسطى وأفغانستان وباكستان أن وزارته لم تكن مستعدة بما فيه الكفاية لهذه المهمة وأنها غارقة في الأمر. وكان هناك أيضًا تفكير في نقل المتعاونين المحليين السابقين إلى بلدان قريبة مثل  طاجيكستان أو أوزبكستان أو باكستان. لكن لم تبدي أي حكومة من هذه الدول استعدادها لاستقبال لاجئين من أفغانستان.

وزارة التنمية وافقت على 15 ألف طلب

ومنذ أن استولت طالبان على السلطة وافقت وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية (BMZ) لوحدها على 15 ألف طلب لنقل متعاونين محليين سابقين وعائلتهم لألمانيا. ومن هذا العدد وصل بالفعل 11ألف و600 شخص لألمانيا (حتى الأول من يوليو/ تموز 2023)، كما أكدت متحدثة بسم الوزارة بناء على طلب من DW.

ومن بين المتضررين الآخرين البالغ عددهم 3400 شخص، يتواجد حوالي 160 في طريق العبور بدولة مجاورة. وبمساعدة الجمعية الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) تدعم وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية الموظفين المحليين السابقين في طريقهم للهجرة إلى ألمانيا وتوفر لهم الرعاية والإقامة في بلدان العبور.

"لدينا خطة أمنية لكل شخص يغادر"

من وجهة نظر الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) فإن عملية الإجلاء تتم بشكل جيد. وبهذا الخصوص قال رئيس قسم أفغانستان وباكستان في لجنة التحقيق البرلمانية في بداية يوليو/تموز 2023: "كنا نعرف في جميع الأوقات من يمكنه مغادرة البلاد وكيف. كانت لدينا خطة أمنية لكل شخص يغادر".

وتريد لجنة التحقيق في البرلمان الألماني "بوندستاغ" أيضًا معرفة سبب عدم وجود خطة جاهزة على ما يبدو لإنقاذ المتعاونين المحليين عندما استولت طالبان على السلطة. وتم تأكيد هذا الانطباع من خلال التوضيحات التي أدلى بها الأشخاص الذين تم إنقاذهم من أفغانستان.

وزيرة الخارجية الألمانية تبدأ برنامجا إضافيا

تعمل طالبان بشكل متزايد على تقليص الحقوق والحريات، خاصة على النساء والفتيات. لهذا السبب أطلقت الحكومة الألمانية حاليا برنامج مساعدات آخر بمبادرة منوزيرة الخارجية أنالينا بربوك. يمكن للمتعاونين المحليين السابقين الاستفادة منه، وخاصة المدافعين عن المرأة وحقوق الإنسان وكذلك الأشخاص الذين تستهدفهم طالبان بسبب معتقداتهم الدينية أو ميولهم الجنسية.

بيد أن منظمات حقوق الإنسان تعيب على هذا البرنامج "كونه مقدم فقط  للأشخاص الذين ما زالوا في أفغانستان وأن طلب الاستفادة منه من الأفغان المتواجدين في دول ثالثة مثل إيران أو باكستان غير ممكن". وحسب منظمة العفو الدولية "يخلق هذا الأمر حافزًا خطيرًا للبقاء في أفغانستان".

إجلاء مواطنين ألمان وموظفين محليين أفغان من كابول، أرشيف (24.08.2023).
إجلاء مواطنين ألمان وموظفين محليين أفغان من كابول، أرشيف (24.08.2023).صورة من: Sgt. Samuel Ruiz/U.S. Marine Corps/AP Photo/picture alliance

المساعدات الإنسانية في أفغانستان ستتواصل

على الرغم من مغادرة آلاف المتعاونين الأفغان لبلادهم، فإن المساعدات الإنسانية من ألمانيا مستمرة. فوفقًا لوزارة التعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ) فإنه منذ عودة طالبان إلى السلطة لم توظف أو تعين الوزارة الألمانية أي موظف محلي. لكن في الوقت ذاته تؤكد متحدثة باسم الوزارة لـ DW : "لكي نتمكن من الاستمرار في دعم السكان الأفغان الذين يعانون. فمن الضروري وجود موظفين من البلد نفسه".

ولهذا الغرض قامت الجمعية الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) بتعيين موظفين محليين. وتوضح المتحدثة أنه "منذ أغسطس/ آب 2021 تم تكليف موظفي الوكالة الألمانية للتعاون الدولي بالأساس بمهام إدارية وفنية ولوجستية بما في ذلك تقييم الوضع الأمني".

مواصلة توظيف المتعاونين المحليين

لا تزال منظمات المجتمع المدني نشطة أيضًا في أفغانستان وتوظف متعاونين محليين، حسب ما تؤكد وزارة التنمية. وتراقب الحكومة الألمانية الوضع الأمني عن كثب. "منذ أن استولت طالبان على السلطة، فإن الموظفين الأفغان الجدد الذين عينتهم GIZ لا يعملون في مناطق مكشوفة سياسيًا حتى لا يكونوا عرضة لتهديد معين".

مارسيل فورستناو/هـ.د

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد