"بصراحة": برنامج إذاعي لرصد مشاكل الأردنيين

يوميا وعلى مدار ساعتين يتصل المستمعون بمقدم البرنامج الشهير "بصراحة" محمد الوكيل للحديث معه هاتفيا عن مشاكلهم اليومية. في إحدى حلقات البرنامج كان الحديث مثلا عن الإستغلال الجنسي. وأحد المستمعين اشتكى من استخدام العنف في دور الرعاية من طرف القائمين عليها. البرنامج يناقش مواضيع عدة مثل الفساد أو الشوارع المهدمة أو البنزين المغشوش. و يعلق الوكيل قائلا "لقد لاحظنا أن الناس بحاجة إلى مساحة للحديث عن مشاكلهم. وهم في حاجة إلى من يساعدهم لحلها.وهذا ما لم يكن موجودا في الأردن".

مشكلة الوصول إلى المسئولين

أحد المتصلين تحت إسم عبد الفتاح يشكو من أنه"كان ليلا في طريقه إلى الطبيب وتعذر عليه الوصول إليه حيث كان الإحتفال بعرس وسط أحد الشوارع وكانت كل الطرق مغلقة بسبب ذلك". العاملون في البرنامج يحاولون على الفور الاتصال بأحد الوزراء أو المسئولين لحل مثل هذه المشاكل. إحدى العاملات في البرنامج، نادية داجا ،هي المسئولة عن الاتصال بالمسئولين لحل شكاوى المتصلين. إلا أنه قد يتعذر عليها الوصول في بعض الأحيان الى المسئولين. وتتذكر نادية داجا إحدى أجمل القصص التي عايشتها خلال عملها في هذا البرنامج. فهي تتذكر اتصال الملك عبد الله بالبرنامج في يوم عيد الأم .حيث كثر عدد الأمهات اللواتي يتصلن بالبرنامج للحديث عن مشاكلهن. إحداهن لم يكن لديها مكان لإيواء أفراد أسرتها وأخرى لم تتمكن من الحصول على موعد لأجراء عملية جراحية. آنذاك كان الملك يستمع إلى البرنامج فاتصل بنا وحل كل هذه المشكلات بنفسه".

ملك الأردن أحد مستمعي "بصراحة"

ويؤكد محمدالوكيل على أن ملك الأردن بنفسه "طالما استمع إلى هذا البرنامج وهو أحد المعجبين به ويكاد يستمع إليه بصفة يومية ". ويوضح الوكيل أنه " يهدد بأنه سيتوجه إلى الجهة الأعلى، إذا رفضت جهة معنية ما الحديث إليه". ويفتخر الوكيل بأنه تمكن في بعض الأحيان من الوصول إلى وزراء في ساعات مبكرة من الصباح، بل إنه أيقظهم من النوم للحديث معهم عبر برنامجه حول مشاكل الشعب والمستمعين المتصلين. وبحسب الوكيل فإن حوالي 80% من الأردنيين يستمعون إلى برنامجه بشكل يومي. وتصف إحدى الأردنيات المتواجدات حاليا في ألمانيا وتستمع إلى البرنامج عبر الإنترنت، أن برنامجه ساهم في تمكين الأردنيين من الحديث عن مشاكلهم "علانية وأن ينتقدوا الأوضاع". مما تصفه "بالإيجابي ".

ولا يمثل برنامج محمد الوكيل هذا شوكة في حلق ملك الأردن. فهذا الأخير يعرف جيدا أن الناس بحاجة إلى متنفس، كما أنه يستفيد من التعرف على ما يشغل بال الشعب.

ينس فينينج/ هبة الله إسماعيل

مراجعة: عبدالحي العلمي