1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
سياسةفرنسا

بسبب هجمات كيماوية: هل يسقط القضاء الفرنسي الحصانة عن الأسد؟

٢٤ يونيو ٢٠٢٤

هل تسقط حصانة بشار الأسد أمام خطورة الهجمات الكيماوية التي ارتُكبت في سوريا عام 2013؟ الجواب سيُعرف الأربعاء حين تصدر محكمة الاستئناف في باريس قرارها بشأن مذكرة توقيف فرنسية بحق الأسد بتهمة التواطؤ في جرائم ضد الإنسانية.

https://p.dw.com/p/4hRgb
الرئيس السوري بشار الأسد
هل تسقط حصانة بشار الأسد أمام خطورة الهجمات الكيماوية التي ارتُكبت في سوريا عام 2013؟صورة من: Joseph Eid/AFP/Getty Images

من المقرر أن تصدر محكمة الاستئناف في باريس قرارها الأربعاء (26 حزيران/ يونيو 2024) بالمصادقة على مذكرة التوقيف الفرنسية بحق الرئيس السوريبشار الأسد المتهم بالتواطؤ في جرائم ضد الإنسانية أو إلغاء المذكرة.

وكانت غرفة التحقيق قد نظرت في 15 أيار/ مايو في طلب مكتب المدعي العام الوطني لمكافحة الإرهاب في فرنسا إلغاء هذه المذكرة باسم الحصانة الشخصية التي يتمتع بها رؤساء الدول في مناصبهم أمام المحاكم الأجنبية.

 ومنذ العام 2021، يحقّق قضاة تحقيق من وحدة الجرائم ضد الإنسانية في محكمة باريس القضائية، بالتسلسل القيادي الذي أدى إلى هجمات كيماوية ليل 4- 5 آب/أغسطس 2013 في عدرا ودوما بالقرب من دمشق (450 مصابا)، ويوم 21 آب/أغسطس 2013 في الغوطة الشرقية، ما أسفر عن مقتل أكثر من ألف شخص بحسب الاستخبارات الأميركية.

أول مذكرة توقيف بحق رئيس دولة في منصبه

وأدت تحقيقاتهم إلى إصدار أربع مذكرات توقيف في تشرين الثاني/نوفمبر 2023 بتهمة التواطؤ في جرائم ضد الإنسانية والتواطؤ في جرائم حرب. وتستهدف مذكرات التوقيف إلى جانب الرئيس الأسد، شقيقه ماهر القائد الفعلي للفرقة الرابعة في الجيش السوري وعميدين آخرين هما غسان عباس، مدير الفرع 450 من مركز الدراسات والبحوث العلمية السورية، وبسام الحسن، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الاستراتيجية وضابط الاتصال بين القصر الرئاسي ومركز البحوث العلمية.

وتؤكد مصادر عدة مطلعة على الملف أن هذه أول مذكرة توقيف تصدرها محكمة أجنبية بحق رئيس دولة في منصبه. ووضع قضاة التحقيق حججا "حازمة" تبرز الشروط التي يمكن بموجبها رفع دولة أجنبية الحصانة الشخصية عن رئيس دولة أخرى بهدف "فتح باب إضافي لمكافحة الجرائم ضد الإنسانية"، حسبما أكد مصدر مطلع لوكالة فرانس برس.

من جهته، أكد مكتب المدعي العام الوطني لمكافحة الإرهاب لوكالة فرانس برس قبل الجلسة أنه "بالإجماع، يعتبر حتى الآن" أن القيام باستثناءات لرفع الحصانة عن رؤساء دول في مناصبهم "مخصص فقط لصالح المحاكم الدولية" مثل المحكمة الجنائية الدولية.

وأكد أنه "من دون التشكيك في وجود عناصر تثبت ضلوع بشار الأسد في الهجمات الكيماوية التي ارتكبت في آب/أغسطس 2013"، أراد مكتب المدعي العام الوطني لمكافحة الإرهاب "أن يرى محكمة عليا تبت في هذه المسألة".

وصدرت مذكرة توقيف بحق الأسد بناء على شكوى جنائية قدّمها ضحايا فرنسيون-سوريون والمركز السوري للإعلام وحرية التعبير والأرشيف السوري ومبادرة عدالة المجتمع المفتوح ومنظمة المدافعين عن الحقوق المدنية.

تأكيد الحصانة سيعني "الإفلات من العقاب"

وقال محاميتا الجهة المدعية كليمانس ويت وجان سولزر "إن الاعتراف حسبما يؤكد مكتب المدعي العام الوطني لمكافحة الإرهاب بأن بشار الأسد يستفيد من حصانة سيكون بمثابة تأمين حماية له من أي ملاحقة قضائية في فرنسا وسيخلق حالة من الإفلات من العقاب".

واعتبرت المحاميتان أن "الخطورة غير العادية للوقائع من ناحية أنها تتمثل بارتكاب هجمات كيماوية متكررة ضد شعبه، وصلابة ملف التحقيق الذي يثبت المشاركة المزعومة للرئيس من ناحية أخرى، أمور تدعو إلى اتخاذ قرار يسمح أخيراً للضحايا الفرنسيين والسوريين بالوصول إلى العدالة".

وسوريا ليست عضواً فيالمحكمة الجنائية الدولية، ومن الممكن أن يبقى بشار الأسد الذي خلف والده حافظ في العام 2000، رئيساً حتى وفاته. وقالت المحامية كليمانس بيكتارت التي تتولى الدفاع عن سبع ضحايا "عبرنا مرحلة تتعلق بالحصانة الوظيفية، ونأمل أن نعبر مرحلة أخرى الأربعاء".

وفي الأشهر الأخيرة، حركت عدة قرارات خطوطا تتعلق بالحصانة الوظيفية الممنوحة لعملاء دولة أجنبية.

وحُكِم على ثلاثة من كبار المسؤولين في النظام السوري في أيار/مايو بالسجن مدى الحياة إثر محاكمتهم غيابيا في فرنسا بتهمة التواطؤ في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وقضت محكمة الجنايات بأن "الجرائم ضد الإنسانية (...) لا يمكن أن تشملها هذه الحصانة حين يؤدي إسقاطها إلى حماية الإنسانية في قيمها الأساسية والعالمية".

وفي 5 حزيران/يونيو، توصلت محكمة الاستئناف في باريس إلى النتيجة نفسها بشأن الحاكم السابق للبنك المركزي السوري (2005-2016) أديب ميالة، وقضت بأن "طبيعة الجرائم" المتهم بها "تشكل استثناءً يبرر استبعاد الاستفادة من الحصانة الوظيفية".

وتشهد سوريا منذ عام 2011 نزاعاً دامياً تسبب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص، ونزوح وتشريد أكثر من نصف عدد السكان.

ع.ش/أ.ح (أ ف ب)