برلين: طرد الفلسطينيين من غزة أمر غير مقبول

أعرب الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير عن شكوكه بشأن الخطط التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والخاصة بإعادة توطين الفلسطينيين الذين يعيشون في قطاع غزة. وخلال لقائه مع الملك الأردني عبد الله الثاني في عمان، قال شتاينماير اليوم الأربعاء (الخامس من فبراير/ شباط 2025):"لا أسمع هنا في المنطقة سوى مخاوف"، لافتا إلى أنه يحاول اختيار كلماته بعناية فائقة، وأوضح الرئيس الألماني أن المنطقة بحاجة إلى حل مستدام.

العمل على تحقيق الاستقرار للمنطقة برمتها

وقبل توجهه إلى الأردن، كان شتاينماير أجرى محادثات سياسية في السعودية. وصرح شتاينماير بأن هناك، وفقا لملاحظاته، توقعات بأن يتم العمل الآن ليس فقط على تحقيق الاستقرار لإسرائيل والفلسطينيين، ولكن للمنطقة بأسرها، وأردف: "نحن بحاجة إلى نهج جديد بالكامل".

وفي أعقاب زيارته للأردن، توجه شتاينماير بعد ذلك إلى أنقرة للقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. ومن المقرر أن يكون مستقبل سوريا بعد الإطاحة بالرئيس المخلوع بشار الأسد الذي حكم لفترة طويلة، والتطورات اللاحقة في غزة بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، من الموضوعات المركزية في محادثات شتاينماير في أنقرة، كما كان الحال في عمان.

من ناحيتها، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك اليوم الأربعاء إن قطاع غزة ملك للفلسطينيين وإن طردهم منه سيكون غير مقبول ويتعارض مع القانون الدولي. وذكرت بيربوك في بيان "هذا من شأنه أيضا أن يؤدي إلى معاناة جديدة وكراهية جديدة"، مضيفة "يجب ألا يكون هناك حل يتجاهل الفلسطينيين".

وشددت بيربوك على أن السكان المدنيين في غزة " بحاجة إلى مساعدة من أجل مستقبل على أرضهم - في أمن وكرامة وتعايش سلمي مع إسرائيل". كما دعت الوزيرة الألمانية إلى إيجاد "رؤية سياسية حقيقية لا ينبغي لإرهابيي حماس أن يلعبوا من خلاله أي دور في غزة في المستقبل".
وتابعت بيربوك:" الأمر الواضح في الوقت نفسه هو أن قطاع غزة، تماما كما هو الحال مع الضفة الغربية والقدس الشرقية، هي أراض تابعة للفلسطينيين، وهي تمثل الأساس لدولة فلسطين المستقبلية".

وأكدت بيربوك في تصريحاتها على أن الحل الوحيد الذي يضمن للفلسطينيين والإسرائيليين حياة في سلام وأمن وكرامة هو حل الدولتين الذي يتم التوصل إليه عن طريق التفاوض.

وتأتي تعليقات بيربوك بعد يوم من كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطة مفاجئة للسيطرة على قطاع غزة الذي مزقته الحرب وتطويره اقتصاديا بعد إعادة توطين الفلسطينيين خارج القطاع.

فرنسا: غزة لا ينبغي أن تخضع لسيطرة طرف ثالث

بدورها، قالت فرنسا الأربعاء إن غزة لا ينبغي أن تخضع لسيطرة طرف ثالث. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية: "ستواصل فرنسا حملتها من أجل تنفيذ حل الدولتين، وهو الحل الوحيد الذي يمكن أن يضمن السلام والأمن على المدى الطويل للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء"، مضيفة أن مستقبل غزة يجب ألا يتضمن "سيطرة دولة ثالثة". وشددت على معارضة فرنسا "لأي تهجير قسري للفلسطينيين من غزة".

بدوره، اعتبر المفوّض الأممي السامي لشؤون اللاجئين أن مشروع السيطرة على غزة ونقل سكان القطاع الذي طرحه الرئيس الأميركي دونالد ترامب "مفاجئ جدّا". وقال فيليبو غراندي في مقابلة مع وكالة فرانس برس في بروكسل إنه "من الصعب جدّا التعليق على هذه المسألة الحسّاسة جدّا"، مشيرا إلى أنه "أمر مفاجئ جدّا، لكن لا بدّ من معرفة ما يعنيه على أرض الواقع".

ع.ش/ ح.ز/م.س (د ب أ، رويترز)