برلين تشهد قريبا افتتاح أضخم مسجد في أوروبا
أوشكت عمليات بناء مسجد ضخم في العاصمة الألمانية برلين على الانتهاء. هذا المسجد، الذي يعد الأكبر والأفخم في أوروبا، أطلق عليه اسم مسجد Sehitlik، وهي كلمة تركية تعني بالعربية "الشهداء". ومن المقرر أن يتم افتتاح هذا الصرح الذي استغرق بناءه سبع سنوات في صيف هذا العام. وقد واجه بناء المسجد في بادئ الأمر معارضة من طرف السلطات الألمانية ببرلين التي عللت رفضها بكون المسجد لا يتماشى وتعليمات البناء بألمانيا، لا سيما إنشاء القبب والمآذن الشاهقة. وقد أدت هذه المعارضة إلى توقف في عمليات البناء عدة مرات تخللها فرض غرامات مالية ضخمة من قبل السلطات الألمانية جراء تلك المخالفات. ورغم كافة الصعاب والعراقيل لم يصل اليأس الى قلوب القائمين على البناء بتحقيق حلمهم المتمثل ببناء أضخم وأجمل مسجد في أوروبا. ويشرف على البناء المهندس المعماري التركي الناجح حلمي سينالب الذي سبق له وأشرف على بناء عدة مساجد في بلدان مختلفة. " ومن المنتظر أن يستوعب المسجد 1500 شخص بتكلفة تتجاوز 1,5 مليون يورو، تم الحصول على هذا الجزء الأكبر منها عبر تبرعات الجالية المسلمة في ألمانيا وأوروبا .
السر في تسمية المسجد
تم بناء المسجد على أرض المقبرة التركية المتواجدة ببرلين والمعروفة باسم "مقبرة الشهداء" Sehitlik Friedhof". هذه المقبرة ظلت لفترة طويلة المقبرة الإسلامية الوحيدة في وسط أوروبا وهي تخضع لسيطرة الجالية التركية بالكامل. ترجع قصة هذه المقبرة إلى أواخر القرن 18 وترتبط نشأتها بقصة أول مبعوث عثماني، الدبلوماسي والشاعر الكبير "علي عزيز أفندي" لدى الدولة البروسية. وعند وفاته في أكتوبر 1798 كانت هناك مشكلة في إيجاد مكان لائق لدفن هذه الشخصية الإسلامية الرفيعة. وهكذا قدم الملك "فريد ريش فيلهلم الثالث" قطعة من الأرض لدفن المبعوث حسب الطقوس الإسلامية المعمول بها في تركيا. يذكر أن المقبرة حملت اسم "مقبرة الشهداء" لكون المسلمين في ذلك العهد كانوا ينعتون أي شخص توفي خارج بلده بالشهيد.
مسجد على الطراز المعماري الإسلامي
حرص المهندس المعماري سينالب على تبني الطابع المعماري التركي في بناء هذا المسجد، فهو يقول في هذا السياق: "حاولنا الحفاظ على الهندسة المعمارية العثمانية خاصة فيما يتعلق بالنقوش على الخشب حيث استعملنا زخارف على الأبواب بدون استخدام أي نوع من الملصقات لتثبيتها، الأمر الذي أضفى عليها رونقا وجمالا إضافيين." هذه الأبواب يمكن أن تعمر لمدة 1500 عام." وباستثناء الرمل والحجر تم جلب كل مواد البناء اللازمة من تركيا. اعتمد المهندس في بناء المسجد بالخصوص على الفن المعماري الأصيل، فواجهة المبنى مزوقة بالرخام والخزف والنوافذ والأبواب مصنوعة من خشب يزيد عمرة عن 100 عام، ولا ننسى بالطبع الفسيفساء والنقوش المرصعة بالذهب.
لن يتوقف مشوار المهندس المعماري عند بناء مسجد برلين، بل إنه عازم عند الانتهاء من عمله هذا على إنشاء مركز ثقافي حضاري على نفس الطراز، تلتقي فيه الجالية المسلمة في ألمانيا لتبادل الآراء ومعرفة أخبار المسلمين بألمانيا وخارجها.