بابيس ديمبا سيسه: مسيرة بدأت بيورو واحد

كانت بداياته مع فرايبورغ متذبذبة، واسمه في الدوري الألماني لكرة القدم كان مجهولا تماما، لكنه اليوم، يعد من أهم هدافي البوندسليغا. إنه السنغالي بابيس سيسيه ديمبا الذي تصدر لأسابيع عدة قائمة هدافي الدوري الألماني، قبل أن ينتزعها منه اليوناني تيوفانيس غيكاس مهاجم آنتراخت فراكفورت، في المرحلة الثانية عشرة بفارق هدف واحد ومجموع أحدَ عشر هدفا.

انضم المهاجم السنغالي ديمبا سيسه إلى فريق فرايبورغ بداية عام 2010، قادما من نادي ميتس الفرنسي، وبلغت قيمة الصفقة آنذاك مليون ونصف المليون يورو.

غير أنه عندما لبس قميص فرايبورغ، واجه كبوة تلو الأخرى. من أشهرها ما حدث الموسم الماضي في مباراة فرايبورغ أمام هانوفر، التي كانت صراعا بين الفريقين من أجل البقاء في دوري الدرجة الأولى. وفيها سدد ديمبا سيسه الكرة عن بعد خمسين سنتيمترا فقط باتجاه المرمى، لكنه لم يصبه. وبعدها أحرز هدفا، لكنه كان خطأً في مرماه ليفوز هانوفر في تلك المباراة بهدفين مقابل هدف واحد.

كل هذا حدث قبل أزيد من ستة أشهر، لكن تلك المباراة بقيت عالقة في ذهن ديمبا سيسه، الذي عزا انطلاقته المخيبة إلى "حاجته للمزيد من الوقت لمواكبة النقلة النوعية التي عايشها، انطلاقا من الأجواء المتواضعة للدوري الفرنسي لفرق الدرجة الثانية، إلى أصداء البوندسليغا المدوية".

ماكينة أهداف

أنهى فرايبورغ الموسم الماضي محتفظا بمكانه ضمن دوري الدرجة الأولى، بل وكشر عن أنيابه الموسم الحالي، حتى بات يحتل مراكز متقدمة في الترتيب العام (المركز السادس في ختام المرحلة الثالثة عشرة). بينما أحرز ديمبا سيسه الموسم الماضي ستة أهداف لصالح فريقه، وتحول هذا الموسم إلى ماكينة أهداف، بلغ رصيدها عشرة. والمستقبل يبشر بالمزيد. وهو رصيد لم يحققه هونتلار الهولندي، مهاجم شالكه، ولا زميله راؤول، نجم ريال مدريد السابق أو الهولندي نجم هامبورغ فان نيستلروي. كل تلك الأسماء، راهن عليها المراقبون قبيل انطلاق الدوري، وتنبئوا بأنها ستلهب سخونة المنافسة داخل البوندسليغا. وتعقيبا على ذلك رد ديمبا سيسه بكل تواضع لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ)، أنه لم يكن يتوقع "مقدرته على مقارعة الكبار"، مضيفا أن ما وصل إليه لا يعني بالضرورة بلوغه مستوى النجوم.

أحذية بيورو واحد

ولم تكن مسيرة سيسه مختلفة عن قصص نجوم كرة القدم الأفارقة. فقد ولد اللاعب البالغ من العمر خمسة وعشرين عاما في منطقة كسامينس جنوب السنغال. وعندما بلغ الخامسة عشرة انتقل إلى مدرسة كرة القدم الداخلية في العاصمة دكار. وحينها اشترى ولأول مرة أحذية رياضية من البلاستيك، وثمنها لم يكن يتعدى يورو واحدا.

وبعد أشهر، وقعت المفاجأة وحضر عمه لزيارته في المعهد وبيده أحذية رياضية حقيقة. في المقابل، كان والداه يلحان عليه أن يتعلم مهنة النجارة. وهي المهنة التي توارثتها أجيال العائلة. حالف الحظ ديمبا سيسه الذي انتقل في سن العشرين إلى أوروبا، وتحديدا إلى نادي ميتس الفرنسي، ومنه إلى فرايبورغ الألماني. وهو يلعب أمام فرق كبيرة مثل بايرن ميونخ وهامبورغ وغيرها. ولا زال حلمه الحصول على قميص الفرنسي فرانك ريبري. وفي هذا الإطار، باءت محاولاته الأولى بالفشل، نظرا لغياب ريبري عن مباراة الذهاب في المرحلة العاشرة بين فرايبورغ والبايرن. وأمام ديمبا مباراة الإياب في المراحل الختامية للشطر الثاني من الموسم، علّه يصل إلى مبتغاه.

الحلم بالتربع على صدارة قائمة الهدافين

يستمر عقد ديمبا سيسه مع فرايبورغ إلى غاية عام 2014، ولا توجد نية للاعب أو للنادي في إنهاء العقد بشكل مبكر، سوى إذا ما عُرض على فرايبورغ "مبالغ خيالية، فسيتم التفكير في الأمر" حسب تصريحات سابقة للمدرب روبين دوت. ومن المؤكد، أنه إذا ما واصل سيسه تألقه فإن العروض ستنهال على النادي. وإلى ذلك الحين، يبقى السنغالي الدولي وجه فرايبورغ الهجومي. فقد اختار المدرب دوت طريقة اللعب 4-1-4-1، وكأنها "مفصلة" على ديمبا سيسه كرأس حربة. ومن قدرات اللاعب الفنية، أنه يصطاد الكرة، ويقتنص الفرص. كما أنه مهاجم يجهد مدافعي الفريق المنافس.

وعبر سيسه أن هدفه الأسمى هذا الموسم التربع على صدارة هدافي الدوري. الأمر الذي يحتاج إلى جهد جهيد؛ لكنه مقتنع بإمكانية الوصول إلى حلمه، لأنه "طالما يستيقظ كل صباح، فإنه قادر على العمل بكدّ".

وفاق بنكيران

مراجعة: حسن زنيند