1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"Warum musstest Du sterben, Fidaa?"

أجرى الحوار ديرك باثه/ إعداد: طارق أنكاي ٢٨ أكتوبر ٢٠٠٨

على مدى تسعة أعوام، قادت فريدريكه فيلتين الكنيسة الإنجيلية في بيروت، وعايشت الكثير من التحولات في البلاد. حول انطباعاتها عن لبنان وكتابها "لماذا كان يجب أن تموتي يا فداء؟"، دار حديثها مع موقع دويتشه فيله.

https://p.dw.com/p/FhsR
غلاف الكتاب الذي ألفته فيلتين عن لبنانصورة من: Herder-Verlag

دويتشه فيله: السيدة فيلتين، لقد ذهبت عام 1999 إلى لبنان، حيث شهدت بلدا يعيش بين الازدهار والحرب وعدم الاستقرار- كيف كانت انطباعاتك؟

فريديريكه فيلتين: لقد عايشنا بالفعل تحولات كبيرة. عندما جئنا عام 1999 إلى بيروت، كانت تلك سنوات مليئة بالأمل. فقد كان الكثيرون يأملون في إمكانية تحقيق السلام مع إسرائيل، بيد أن هذه الآمال سرعان ما تبخرت مع اندلاع الانتفاضة الثانية: ومنذ ذلك الحين ساءت الأوضاع باضطراد فيما يتعلق بالعلاقات مع إسرائيل، لكن أيضاً ضد الاحتلال السوري، الذي – وإن كان قد جلب لنا السلام – إلا أنه أرهق لبنان.

وبعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، شهدت البلاد تعبئة كبيرة، وقلت لنفسي آنذاك: "أخيراً توحد جميع اللبنانيين متجاوزين الحدود الدينية"، وساد الشعور بأن اللبنانيين باتوا شعبا واحدا. لكن الأمر لم يستمر: ففي عام 2006، بعد الحرب مع إسرائيل، سادت أكبر موجة كآبة عايشتها في لبنان. لم أشهد اللبنانيين في مثل تلك الكآبة من قبل.

وكيف استمرت الأوضاع بالنسبة لك؟

لقد تابعت التطورات في هذا البلد حتى صيف 2008. في شهر مايو/آيار وقع هذا الهجوم الذي نفذه حزب الله، لقد قام باجتياحنا، واجتياح شوارعنا وأحيائنا(المقصود سيطرة حزب الله على شوارع بيروت. المحرر). وتطايرت الرصاصات على مقربة منا. واختيار رئيس جديد للبنان أخيراً، يعد في نظري خطوة هامة وأسعد خبر سمعته منذ شهر مايو/آيار الماضي.

كيف انعكس الحصار في بيروت على كنيستك الألمانية في بيروت، هل لاذ الكثير منهم بالفرار؟

الألمان في بيروت قساة - إذا صح التعبير- لأنهم عايشوا الكثير. لقد تصرفوا مثلما كان الحال أيام الحرب الأهلية، حيث كان المرء يلجأ إلى الممرات والمراحيض أو يختبئ في القبو في انتظار مرور تلك اللحظات. لقد لذت بالفرار آنذاك مع ابني وأختي وبنتها: انتهزنا الفرصة للفرار أثناء صلاة الجمعة، بعد أن وضعوا جميعاً الكلاشنكوف على الأرصفة لأداء الصلاة. لقد كانت ضاحيتنا فقط هي التي شهدت تلك الأحداث، فعندما خرجنا من المدينة بالسيارة لمدة 20 دقيقة واتجهنا للجبال، كانت الحياة مشرقة.

Glaubenssachen, Folge, Ein Stück Zuhause, Weltzien, DW-TV
فريديريكه فيلتين

ألست سعيدة لذلك بأنك عدتي إلى ألمانيا؟

ينبغي أن أتعود هنا مجددا على الحياة في أمن وسلام. مازالت يقظة وأنصت لكل صوت، لأعرف إذا ما كان هناك ثمة دوي انفجار. ثم أحاول أن إقناع نفسي بأن ليس هناك ما يدعو للهلع.

لقد تعلما في جماعتنا الكنسية في بيروت التعايش مع هذه الحالات. لقد تعلما أن علينا أن نعيش حياتنا بدلا من الانعزال. هناك احتياج للمرء كقسيسة أو كقسيس وهناك الكثير من الأشخاص الذين يتعلقون به، ويتعلق بهم المرء أيضاً. وهذا يجعل الرحيل صعباً.

أثناء إقامتك في بيروت، ألفتي كتاب "لماذا كان عليك أن تموت، فداء؟ بين الصلاة وجريمة الشرف" - فعن ماذا يتحدث الكتاب؟

لقد قمت في هذا الكتاب بوصف الحياة في جماعتنا الكنسية. لقد شاع صيتنا بأننا نقدم المساعدة، خاصة للنساء، ومثل هذه الأماكن نادرة في لبنان كما أن العديد من النساء مهددات بالتعرض للعنف. وخاصة، هؤلاء الفتيات اللاتي عدن من ألمانيا إلى لبنان مع أسرهن عقب الحرب، وأصبحن عرضة للوقوع ضحية لـ"جرائم الشرف"، لأنه بات من الصعب إخضاعهن "للرقابة".

لقد قمنا في الكنسية بإنشاء شبكة تضم زعماء وممثلي مختلف الديانات والطوائف، لنتمكن من الذهاب إلى العائلات لمحاولة فض الخلافات. وقد اكتشفنا أن هذه وسيلة ناجعة، لاسيما أنه من الشائع في المجتمع اللبناني الاحتكام إلى رجال الدين لحل الخلافات. وإذا تعلق الأمر بأسرة شيعية، عندها يتم استدعاء شيخ شيعي يلعب دور الحكم داخل العائلة. يستمع إلى آراء أطراف النزاع ويحاول على إثر ذلك مساعدة العائلة على التوصل إلى حل للمشكلة التي تواجهها.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد