انتخابات مصر شهدت في أول أيامها إقبالا واسعا وكانت هادئة
٢٨ نوفمبر ٢٠١١أغلقت صناديق الاقتراع في مصرأبوابها فى بعد إقبال كبير للتصويت وصل في أغلب اللجان(مكاتب الاقتراع) من 50 إلى 70% تقريبا فيما وصل في لجان أخرى إلى حوالى 30 % وهو ما اعتبره مراقبون نسبا جيدة للمشاركة في أول يوم. وأغلق القضاة صناديق الانتخابات بالشمع الأحمر مع ختم كل قاض على الصناديق وتحرير محاضر بالإغلاق وأعداد الحضور مع تأمين كامل من قوات الأمن والقوات المسلحة على كل اللجان لتأمين الصناديق حتى صباح الغد مع إعادة فتح اللجان في الثامنة من صباح الغد.
وأفادت تقارير بأنأعدادا من الناخبين أبدوا رضاهم عن سير العملية الانتخابية في اليوم الأول لعملية الاقتراع في المرحلة الأولى لتشكيل البرلمان الأول بعد ثورة 25 يناير. وأكد الناخبون الذين لم يتمكنوا من التصويت أنهم غير غاضبين من عدم تمكنهم من التصويت وأنهم سيحضرون غدا للتصويت فى إصرار تام على المشاركة والادلاء بأصواتهم.
وقد شارك الناخبون المصريون بكثافة الاثنين في اول انتخابات برلمانية منذ سقوط الرئيس حسني مبارك بالرغم من الازمة السياسية التي تعصف بالبلاد وسط توقعات بحصول الاسلاميين على اكبر عدد من الاصوات. وبعد ست ساعات من فتح المراكز اعلنت اللجنة العليا للانتخابات تمديد الاقتراع لمدة ساعتين في جميع المراكز الانتخابية نظرا للاقبال الشديد. وكان من المقرر ان تغلق مكاتب الاقتراع عند الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي لكنها اغلقت في الساعة التاسعة مساء وفق وسائل الاعلام الرسمية.
احداث عنف محدودة خلال الانتخابات
وفي القاهرة والإسكندرية وغيرهما من المحافظات التي تجرى فيها المرحلة الأولى من التصويت وقف الناخبون بصبر في طوابير طويلة انتظارا للإدلاء بأصواتهم، وتناقشوا في مستقبل حكم البلاد الذي يرون أن بإمكانهم المشاركة في تشكيله للمرة الأولى. ويحق لنحو 17 مليون ناخب الإدلاء بأصواتهم في المرحلة الأولى من هذه الانتخابات لاختيار مجلس الشعب الجديد والتي ستنتهي يوم 11 يناير/ كانون الثاني. وقد نآى الإخوان المسلمون وإسلاميون آخرون بأنفسهم عن احتجاجات الأسبوع الماضي التي تحدت الحكم العسكري رغبة منهم في ألا يدعوا شيئا يعترض الانتخابات التي يمكن أن تفتح أمامهم الطريق إلى السلطة السياسية التي كانت أبعد من استطاعتهم.فيما بقيت خيام المعتصمين في ميدان التحرير لكن بعد ليلة من المطر الغزير قل العدد نسبيا.
وحتى الآن لم ترد تقارير عن وقوع حوادث عنف خطيرة خلال الانتخابات لكن مشاجرات نشبت بين نساء وقفن في طابور طويل أمام مركز اقتراع في الإسكندرية فتح بابه متأخرا لعدم توافر الأوراق اللازمة.
وفي قرية النواورة بمحافظة أسيوط تجمهر أقارب المرشح عنتر علي بكر الحمادي الذي استبعد لعدم أدائه الخدمة العسكرية أمام مراكز اقتراع وألقوا عليها الحجارة مما أدى لتوقفها عن العمل أكثر من ساعة. كما قطعوا الطريق السريع بين القاهرة وأسوان لمدة ساعة تقريبا قبل أن تنجح قوات الجيش والشرطة في إعادة فتحه.
المرحلة الأولى
ووقف ما لا يقل عن ألف من الناخبين خارج مركز اقتراع في حي الزمالك الراقي بالقاهرة. وقالت وفاء زقلمة (55 عاما) التي تدلي بصوتها لأول مرة "نحن سعداء جدا أن نكون جزءا من الانتخابات." وفي مدينة الإسكندرية على البحر المتوسط وقف الرجال والنساء في طوابير منفصلة طويلة بينما انتشرت في الشوارع لافتات حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين وكذلك لافتات حزب النور السلفي وحزب الوسط وهو حزب إسلامي معتدل. وفي مدينة دمياط على البحر المتوسط قال ناخبون إنهم سيعاقبون جماعة الإخوان المسلمين على ما يرون أنها انتهازية بدت منها في الشهور الماضية.
ويدلي المصريون بأصواتهم في المرحلة الأولى من انتخابات مجلس الشعب في تسع محافظات هي القاهرة والإسكندرية وأسيوط والفيوم والأقصر وبورسعيد ودمياط وكفر الشيخ والبحر الأحمر. لكن في مراكز اقتراع أخرى في القاهرة لم تصل الأوراق اللازمة للعملية الانتخابية إلا بعد فترة طويلة من موعد بدء التصويت. وفي عدد من مراكز الاقتراع في ضاحية القاهرة الجديدة قال شهود من رويترز إن بدء التصويت تأخر أكثر من ساعة.
وقالت صحف محلية إن أحزابا قدمت طعاما لناخبين خلال الأيام الماضية لحثهم على انتخاب مرشحيها. وقال شهود عيان في مدينة الإسكندرية إن ناخبين تلقوا أموالا مقابل الإدلاء بأصواتهم لرجل أعمال مرشح. ووقف شبان وفتيات يقترعون لأول مرة في الطوابير الطويلة وقد ملأهم الحماس.
وتغلق مراكز الاقتراع أبوابها في السابعة مساء (1700 بتوقيت غرينتش). ويستطيع الناخبون الإدلاء بأصواتهم أيضا غدا الثلاثاء في هذه الجولة إلى منتصف الليل بحسب اللجنة القضائية العليا للانتخابات. وتكتمل مراحل التصويت الثلاث لانتخابات مجلس الشعب في 11 يناير كانون الثاني وتجرى كل منها على يومين.
ويتطلع الناخبون المصريون إلى الاستقرار بعد أسبوع من إراقة الدماء سقط خلاله 42 قتيلا وأصيب أكثر من ألفين. وأدت الاضطرابات التي يردها كثيرون إلى فشل المجلس العسكري في تحقيق أهداف الثورة إلى دفع البلاد في اتجاه أزمة اقتصادية.ويجري شغل ثلثي مقاعد مجلس الشعب بالقائمة الحزبية المغلقة وهي نظام جديد على أغلب الناخبين. ويجري شغل الثلث الباقي عن طريق المنافسة الفردية.
نسبة إقبال عالية على مراكز الاقتراع
من جانبه قال رئيس اللجنة العليا للانتخابات رئيس محكمة استئناف القاهرة عبد العز ابراهيم ان نسبة الاقبال على مراكز الاقتراع "اكبر من المتوقع" مؤكدا وجود مشكلتين رئيستين صباح الاثنين هما تأخر وصول بطاقات الاقتراع وتأخر بعض القضاة في الوصول الى مراكز التصويت. واكد ابراهيم في مؤتمر صحافي "فوجئنا بان الناس والحمد الله اقبلت على الانتخابات بكثافة واكثر من المتوقع" من دون ان يعطي نسبا محددة.واضاف انه "لم تحدث مشكلات امنية" خلال عمليات الاقتراع غير انه اقر بوقوع مشكلتين. لكنه قال انه تم حلهما مضيفا.
واوضح ان المشكلة الاولى تتعلق ب "تأخر وصول بعض القضاة الى مراكز الاقتراع" بسبب عدم قدرتهم على معرفة مكانها او بسبب الامطار وتعطل حركة السير.اما المشكلة الثانية فهي عدم وصول بطاقات الاقتراع في الوقت المحدد مشددا على ان وزارة الداخلية هي التي تتحمل مسؤولية هذا التأخير لانها مكلفة بعملية توزيع الاوراق على المراكز الانتخابية.واشار الى انه "يمكن بالنسبة للجان التي فتحت متاخرة ان تعوض الفترة التي تاخرت فيها".
وعن الشكاوى من وجود استمارات غير مختومة في العديد من اللجان، قال "اصدرنا تعليمات الى القضاة بان يختموا الورقة بختم القاضي او يوقع عليها". واكد ان القاضي مكلف بعد اغلاق مكاتب التوصيت بان "يقوم بنفسه باغلاق النوافذ وتحريز الصناديق وختمها بالشمع الاحمر وكذلك غلق باب الغرفة بنفسه وتشميعها واخذ المفتاح معه".وتتكون اللجنة الانتخابية من قضاة كما يشرف على كل مراكز الاقتراع قضاة بموجب قانون اصدره المجلس العسكري استجابة لطلب من الحركات والقوى السياسية بعد إسقاط نظام مبارك في شباط/فبراير الماضي.
(هـ.إ./أ.ف.ب.، رويترز)
مراجعة: منصف السليمي