1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الواعظات المسلمات في ألمانيا بين الوعظ الديني والإرشاد الدنيوي

أولريكه هومل / إعداد شمس العياري١١ نوفمبر ٢٠٠٨

رغم أن عمل الواعظات المسلمات في ألمانيا يشمل بالدرجة الأولى الإرشاد والتوجيه الديني، إلا أنهن يساهمن بشكل كبير في تسهيل اندماج النساء المسلمات في المجتمع الألماني وذلك رغم قلة عددهن.

https://p.dw.com/p/FnFy
للواعظات دور في تسهيل اندماج المسلمات في المجتمع الألمانيصورة من: picture-alliance / Keystone

مازال عدد النساء المسلمات اللواتي يتولين مهمة الوعظ الديني في ألمانيا محدود جدا، حيث لم يتجاوز عددهن الثلاثة عشرة. وعلى الرغم من قلة عددهن إلا أن وظيفتهن لا تقتصر على تقديم الوعظ الديني ودروس في القرآن للنساء، بل أنهن يدعمن من خلال عملهن اندماج النساء والشابات في المجتمع الألماني، على غرار زينب سيزين التي أتت خصيصا قبل سنوات من تركيا لرعاية النساء المسلمات.

وتُعد التركية زينب سيزين من بين ثلاثة عشرة امرأة يتولين الوعظ الديني للنساء في المساجد التركية في ألمانيا. فبعد أن أكملت دراستها في كلية العلوم الإسلامية في مدينة إزمير التركية، تولت في تركيا وظيفة الوعظ الديني مدة ثمانية عشر عاما قبل أن تنتقل عام 1994 إلى ألمانيا. في البداية كانت تتولى رعاية أكثر من خمسين مسجدا في مدينة كولونيا الألمانية وضواحيها، ثم تفرغت فيما بعد للعمل لصالح رابطة الإتحاد التركي الإسلامي والمساجد التابعة لها.

وعظ ديني وآذان صاغية للمشاكل الدنيوية

Schülerinnen mit Kopftüchern Türkische Schülerinnen
تفضل النساء المسلمات الإستفسار عن الأمور الدينية والحديث عن مشاكلهن الحياتية مع الواعظات بدلا عن الرجال الأئمة.صورة من: picture-alliance/dpa

لا تقتصر مهام زينب سيزين على الوعظ الديني فحسب، بل تشمل مختلف مجالات الحياة،إذ تلجأ إليها نساء تركيات في مقتبل العمر يواجهن مشاكل عائلية وصعوبات في التأقلم مع الحياة في ألمانيا، خاصة التركيات اللواتي أتين منذ فترة وجيزة إلى ألمانيا. وفي هذا الإطار ترى زينب أنه وعلى الرغم من أنها تعجز أحيانا على إيجاد حلول سريعة لمشاكلهن، إلا أنها تحرص على الاستماع إليهن وتقديم العون قدر المستطاع. فضلا عن ذلك تحاول الواعظة التركية فهم مشاغل التلميذات اللواتي يواجهن صعوبات في المدرسة وتساعدهم في حل مشاكلهم.

في البداية عندما قدمت زينب سيزين إلى ألمانيا كانت وظيفتها محددة بفترة زمنية لا تتجاوز ست سنوات وهاهي الآن تتولى رعاية نحو مائة امرأة. ومن خلال اتصالها المباشر مع نساء من مختلف الشرائح العمرية والطبقات الاجتماعية استطاعت زينب الوصول إلى أوساط يستحيل على الأئمة الرجال الوصول إليها. وتعزي زينب نجاحها في كسب ثقة العديد من النساء بالدرجة الأولى إلى كونها امرأة تفهم مشاغل المرأة، إضافة إلى أن هناك العديد من الأشياء التي لا ترغب المرأة في الحديث عنها إلا مع امرأة مثلها فقط.

من جهتها تقول المتحدثة باسم رابطة الإتحاد التركي الإسلامي عائشة آيدين إن ذلك يُعد واحدا من ضمن الأسباب التي دفعت بالرابطة إلى توظيف نساء يتولين إمامة النساء ووعظهن. وتضيف عائشة آيدين أنه يصعب أحيانا التفرقة بين الخدمات الدينية والحاجات الإنسانية، وأن هدف رابطة الإتحاد التركي الإسلامي يكمن بالدرجة الأولى في تلبية حاجيات المسلمات وذلك من خلال التواصل معهن والإجابة على أسئلتهن وإعطائهن الشعور بأنهن لسن لوحدهن وأن هناك من يعتني بهن وأن هناك آذانا صاغية لمشاكلهن الدينية والدنيوية.

دعم اندماج المسلمين في المجتمع الألماني

Unterricht türkische Schülerinnen mit Kopftuch im Schulzentrum in Bremen
التعليم يعبد الطريق أمام اندماج المسلمات في ألمانياصورة من: AP

وفيما يتعلق باندماج الجالية المسلمة في المجتمع الألماني، ترى زينب أن صعوبة حصول فئة الشباب على فرص عمل والتأهيل المهني يعيق بشكل كبير اندماجهم، الأمر الذي دفعها إلى توجيه نداء إلى رجال الأعمال الأتراك والشركات الألمانية بإعطاء الشباب ذوي الأصول الأجنبية فرصا أكثر للتدريب والتأهيل المهني. وفي نفس السياق دعت زينب إلى بذل المزيد من الجهود من أجل دعم اندماج النساء المنحدرات من أصول تركية والنساء المسلمات بصفة عامة في المجتمع الألماني.

وتجدر الإشارة إلى أن مصلحة الشؤون الدينية التركية "ديانات" تدعم رابطة الإتحاد التركي الإسلامي في اختيار النساء الواعظات. كما أصبح منذ عام 2002 يتعين على الأئمة والواعظات مزاولة دروس في اللغة والثقافة الألمانية في معهد غوته في العاصمة التركية أنقرة قبل إرسالهم إلى ألمانيا، وذلك بهدف دعم عملية اندماج مواطنيهم الأتراك في المجتمع الألماني. بيد أن عدد النساء اللواتي يتولين مهمة الوعظ الديني في ألمانيا لازال محدودا جدا، وذلك يعود إلى انعدام معاهد ومؤسسات حكومية تُعنى بتكوين أئمة ووعاظ مسلمين، بالرغم من أن الإتحاد التركي الإسلامي يرغب في توظيف رجال دين تم تكوينهم في ألمانيا ويتحدثون اللغة الألمانية بطلاقة.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد