المنتخب الألماني لم يصل بعد إلى مستوى البطولة الأوروبية

حققت سويسرا فوزا كبيرا ومفاجئا على المنتخب الألماني، المرشح للمنافسة على لقب بطولة كأس الأمم الأوروبية 2012 في بولندا وأوكرانيا، في مباراة ودية تجريبية قبل الأخيرة جرت يوم أمس السبت (26 أيار/ مايو) وذلك بفضل ثلاثية سجلها اللاعب السويسري آرين درديوك. لكن المنتخب الألماني كان مفتقدا لجهود ثمانية لاعبين أساسيين، وكلهم من لاعبي بايرن ميونيخ. وهو أمر يبرر الخسارة للكبيرة للمنتخب الألماني، حسب راي المعلقين المحليين.

وانتهت المباراة بخسارة المانشافت الألماني بخمسة أهداف مقابل ثلاثة، لتكون أسوء نتيجة يسجلها الفريق الألماني الأول في تاريخ اللقاءات مع المنتخب السويسري منذ 1908، حيث انتهت آنذاك المباراة بين الجانبين بذات النتيجة. وكان المدرب يواخيم لوف يسعى إلى اختبار لاعبين جدد قبل الإعلان النهائي عن تشكيلة المنتخب يوم غد الاثنين (28 من أيار/ مايو). لكن خط دفاع المنتخب أظهر نقائص كبيرة رغم وجود لاعبين مخضرمين أمثال بير ميرتساكر وماتس هوميلس. لكن ذلك لم يمنع حارس المرمى مارك اندري تيرشتيغن، الذي تولى المهمة لأول مرة في المنتخب من أن يواجه مشاكل جمة في حماية شباكه.

ثلاثية درديوك

واستغل اللاعب السويسري درديوك، الذي سينتقل من نادي باير ليفركوزن الألماني إلى هوفنهايم بداية الموسم القادم ضعف وفوضى الدفاع الألماني ليسجل هدفين في الشوط الأول أمام جمهور بلغ تعداده 32 الفا في ملعب سانت ياكوب بارك في بازل السويسرية. وكان بإمكان فريق اوتمار هيتسفيلد، مدرب ناديي دورتموند وبايرن ميونيخ سابقا، ومدرب المنتخب السويسري حاليا، من تسجيل عدد أكبر من الأهداف في الشوط الأول نظرا لكثرة الفرص التي توفرت له. لكن اللاعب هوميلس خفف من وقع الهزيمة في الشوط الأول من خلال تسجيله لهدف لتنتهي نتيجة الشوط الأول بهدفين لهدف لصالح سويسرا.

وفي الشوط الثاني استبدل المدرب يواخيم لوف لاعبي ريال مدريد خضيرة وأوزيل بماركو رويس وايلكاي غوندوان الذين ساهما بنشاط في إعطاء زخم قوي للمنتخب الألماني. لكن ذلك لم يمنع درديوك من تسجيل هدفه الثالث في الدقيقة الخمسين. ثم جاء دور أدمير مهمدي وغيلسون فيرنانديس ليسجلا هدفين آخرين لتنتهي المباراة بنتيجة خمسة أهداف مقبل ثلاثة.

ويشار إلى انه الفوز الأول للمنتخب السويسري على ألمانيا منذ عام 1954. كما أن المنتخب الألماني لم يخسر لحد الآن بنتيجة خمسة أهداف منذ المباراة أمام رومانيا في نيسان/ ابريل من عام 2004 عندما انتهت المباراة بخسارة ألمانيا بخمسة أهداف مقابل هدف واحد. وعلق المدرب لوف على النتيجة بالقول: " لم أتوقع هذه النتيجة رغم أنني كنت أدرك صعوبة اللقاء بسبب التدريبات الكثيرة التي أديناها مؤخرا". وأشار لوف إلى أن الفريق "ارتكب أخطاء كثيرة" . وأضاف لوف بعد المباراة " لم يلعب الفريق بهذه التشكيلة من اللاعبين من قبل. ولا تزال أمامنا فرصة للعمل لمدة أسبوعين ولا أشعر بالقلق". وتابع لوف أنه سيستخلص العبر من الدرس القاسي في بازل عند عودة المنتخب إلى معسكره التدريبي في جنوب فرنسا. وخلال الساعات القادمة سيحدد لوف مصير أحد حراس المرمى وثلاثة لاعبين آخرين قبيل تسليم لائحة أسماء تشكيلة المنتخب الوطني الألماني رسميا إلى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.

وضع الآخرين ليس أفضل

ليس الفريق الألماني هو الوحيد الذي مازال يبحث عن سبل تقويم وضعه قبيل انطلاق البطولة الأوروبية بأسبوعين، فمنافسوه في المجموعة ليسوا في وضع أفضل. المنتخب البرتغالي، المنافس الذي سيخوض المباراة الأولى أمام المنتخب الألماني في البطولة حافظ بجهد كبير على نتيجة بائسة لم تتجاوز التعادل السلبي في مباراته الودية أمام منتخب مقدونيا. أما هولندا المنافس الأخطر في المجموعة الألمانية فمني بهزيمة مرة وبنتيجة هدفين لهدف أمام بلغاريا. فيما ألحقت البرازيل هزيمة نكراء بالمنتخب الدنماركي وبنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف واحد.

ويبقى المنتخب البولندي الوحيد في الساحة الذي يبدو لحد الآن مهيئا للبطولة بشكل جيد. لكن الخبر السار للجمهور الألماني هو أن اللاعبين الألمان الأساسيين التحقوا اليوم (27 من أيار/ مايو) بمعسكر التدريب للمنتخب الألماني في جنوب فرنسا. ويترقب الجمهور الرياضي نتيجة المباراة الودية التجريبية الأخيرة للمنتخب الوطني الألماني أمام إسرائيل والتي ستجري على ملعب مدينة لايبزيغ يوم الخميس القادم، ليتضح عما إذا كان المانشافت قد وصل ذروة عروضه الكروية أم لا.

حسن ع. حسين

مراجعة: منصف السليمي