1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المغرب يشيع جثمان المظلي بن زياتن ضحية اعتداء تولوز

٢٥ مارس ٢٠١٢

استقبل المغرب جثمان الجندي عماد بن زياتن الذي قتل في مدينة تولوز على يد الفرنسي من أصل جزائري محمد مراح. وبالرغم من أن بن زياتن مظلي في القوات الفرنسية إلا أن أهله أصروا على دفنه في مسقط رأسه بالمغرب.

https://p.dw.com/p/14RAq
صورة من: picture-alliance/dpa

لم يكن الشاب المغربي عماد بن زياتن، الذي عمل مظليا في القوات المسلحة الفرنسية، يعلم أن مصيره سيكون القتل على يد مسلح ينتمي لبلد جار لوطنه الأصلي وباسم الديانة نفسها التي يدين هو بها أيضا.

أجواء الحزن مازالت تخيم على البلدة التي كان عماد يقم فيها بفرنسا رفقة عائلته حيث أقيمت له جنازة رسمية شارك فيها حشد كبير منهم العديد من المسلمين المقيمين في منطقة "نورماندي" بالإضافة إلى مسؤولين مغاربة. وفي المغرب أيضا تلقت عائلة بن زياتن خبر مقتله بصدمة وحزن بالغين. جثمان المظلي الفرنسي المغربي وصل اليوم إلى المغرب ليدفن في مسقط رأسه بناء على طلب عائلته.

جندي مسلم ضحية متطرف إسلامي

وكان الشاب الفرنسي من أصل مغربي قتل يوم الحادي عشر من الشهر الجاري في تولوز الفرنسية على يد مسلح كان على متن دراجة نارية. وذكرت صحف مغربية أن الجندي الفرنسي المغربي الأصل كان قد وضع إعلانا على الإنترنت يعرض فيه دراجته النارية للبيع.

وفي الإعلان أشار عماد إلى طبيعة عمله وأنه رقيب في القوات الفرنسية. الجاني اتصل به لتحديد موعد، وفي المكان المتفق عليه، اغتيل عماد بعدما أطلق عليه الشخص، الذي اتفق معه على الموعد، أي محمد مراح، رصاصة في الرأس قبل أن يلوذ بالفرار.

Mohamed Merah Attentäter Frankreich Terror Polizei Toulouse Belagerung
الصدمة شديدة في المغرب لان بن زياتن قتل على يد متطرف من اصول جزائريةصورة من: Reutes/France 2 Television

وقد أعلن فيما بعد أن الجاني شخص متطرف يدعى محمد رماح وهو من أصل جزائري وعماد هو أول ضحية يلقى حتفه على يده، حيث قام بقتل ستة أشخاص آخرين من بينهم جنديان آخران بالإضافة إلى أربعة أشخاص يهود وثلاثة أطفال، قبل أن يتم قتله من طرف الشرطة الفرنسية.

ارتباط بالوطن الأم

خبر قتل عماد نزل كالصاعقة سواء على عائلته في تولوز الفرنسية أو في مدينة المضيق المغربية مسقط رأسه، لأنه كان شخصا مسالما ومقبلا على الحياة واجتماعيا كما يقول عمه حسن بن زياتن الذي تلقى مقتل عماد هاتفيا عن طريق والدته. ويقول عم الضحية لموقع DW عربية إن الصدمة كانت أكبر بسبب طريقة قتله "لقد مات مغدورا وبطريقة جبانة وهو لا يستحق ذلك". ويضيف حسن أن ابن أخيه كان يحب بلده كثيرا و مدينته وله أصدقاء كثر فيها، ويزور المغرب بانتظام "لهذا فمقتله كان صدمة ليس للعائلة فقط وإنما الجيران وبعض سكان المدينة الذين مازالوا يبكونه ويتساءلون عن سبب قتله".

وولد عماد في فرنسا وهناك ترعرع و درس وكانت عائلته تتوقع له مستقبلا ناجحا وانضم الشاب الراحل منذ ثماني سنوات إلى القوات المسلحة الفرنسية كمظلي برتبة رقيب، ويقول عمه الثاني محمد بن زياتن إن عماد وبفضل بنيته القوية وحسن تعامله وتعاونه مع الجميع تقدم في عمله وتمكن من أن يصل المكانة التي وصل إليها" قبل أن يضيف "أن يحقق المرء مثل هذا في بلد أجنبي يعتبر إنجازا، لكنه يستحق أكثر من ذلك لأنه كان طيبا وكفؤا".

فرنسا.. البلد الثاني

Frankreich Begräbnis Ehrung der getöteten Soldaten druch den Schützen Mohamed Mehra
خلال مراسم تشييع الجنازة التي اقيمت لبن زياتن في فرنساصورة من: picture-alliance/dpa

وأقيمت مراسم تأبين للراحل ترأسه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وذلك في ثكنة بموتوبان (جنوب فرنسا). وبعد ترحمه على أرواح الضحايا٬ نوه الرئيس ساركوزي بمسار المظلي عماد٬ قائلا إنه كان "مظليا متميزا" قدم في أقل من ثماني سنوات من عمله خدمات مشرفة في مختلف مواقع العمليات بالغابون وإفريقيا الوسطى وتشاد وكوت ديفوار. وقد تم استقبال أسرة عماد بعد مراسم التأبين من قبل الرئيس ساركوزي كما نشرت ذلك مواقع إلكترونية.

ويضيف حسن بن زياتن في هذا الصدد "لقد كان مثابرا وجديا في عمله ويحظى بتقدير رؤسائه الذين يشهدون له بالكفاءة وأداء الواجب على أكمل وجه"، منوها إلى أن عماد كان يعتبر فرنسا بلده الثاني وكان مستعدا للدفاع عنها كما يدافع عن بلده الأم.

ويقول عمه الآخر لموقع DWعربيةحول ملابسات وظروف مقتل ابن أخيه إن العائلة حتى الآن لا تعلم بالضبط سبب قتل المتطرف الجزائري لابن أخيه لكنه يعتقد أنه فعل ذلك بغرض الحصول على دراجته النارية التي عرضها عماد للبيع على الانترنت. وفيما أشارت مصادر إلى أن الجاني قتل عماد بعدما استدرجه بحجة شراء دراجته لأنه وجد صفة عسكري في إعلانه ولذلك قتله، يعتقد محمد أن السبب الرئيسي لقتل رماح لعماد هو الاستيلاء على دراجته لينفذ بها عمليات إرهابية أخرى.

ويعجز كل من حسن و محمد عن وصف طبيعة الجريمة التي تعرض لها ابن أخيهما، ويقول حسن "الناس يقولون إنه جزائري ومسلم وفعل ذلك باسم الإسلام، لكنا ديننا بريء من مثل هذه التصرفات والجرائم البشعة". أما محمد فيقول إنه لا يجد وصفا للجاني "إذا كان الإرهابيون يرتكبون جرائمهم بدعوى الدفاع عن ديانتهم، فهذا قتل الجميع بمن فيهم من ينتمون لنفس ديانته".

سهام أشطو - الرباط

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد