"المسافة بين مكافحي المنشطات ومتعاطيها أصبحت قصيرة"
١٥ يوليو ٢٠١٢DW: بروفيسور تيفيس! المدير العام للاتحاد الرياضي الأولمبي الألماني، قال ما معناه، أنه في الوقت الحالي أصبح تتبع المتعاطين للمنشطات من الرياضيين أكثر نجاعة مقارنة مع السنوات الماضية. هل هو على صواب؟ وهل يمكننا مشاهدة ألعاب أولمبية "نظيفة" في لندن؟
ماريو تيفيس:مبدئيا، أنا متفق مع هذا التصريح. وأظن أن المسافة بين الرياضيين الذين يتناولون المنشطات ومراقبي هيئات مكافحة تناولها أصبحت قريبة جدا. ويرجع ذلك بالأساس، إلى أننا في الوقت الحاضر نستثمر بشكل فعال في حقل محاربة المنشطات، سواء على المستوى الهيكلي أو على مستوى الكفاءات، وكذلك فيما يخص وتيرة الخضوع لفحص المنشطات. ولهذه الأسباب، أظن أن تعاطي المنشطات أصبح أكثر تعقيدا بالنسبة للرياضيين المقبلين على ذلك في الوقت الحالي مقارنة بالسنوات العشر الماضية.
تحدثتم عن تحسن طرق الكشف عن المنشطات، ما هي الطرق المستخدمة عالميا والتي يمكن من خلالها تفادي السقوط في اختبار المنشطات من طرف الرياضيين الذين يلجؤون لتعاطي المنشطات في الرياضة الاحترافية؟
يعتبر نطاق تناول المواد المنشطة وطرق استعمالها واسعا جدا، ويمكن أن يصبح أكثر اتساعا. ورغم ذلك تبقى المواد التي يمكن لجسم الرياضي أن ينتجها بنفسه محدودة. ويمكن حصرها في هرمون التيستوستيرون وهرمونات زيادة النمو أو مادة الإيريثروبويتين التي تعرف أيضا باسم الإيبو (EPO). وجاء ذكر هذه المواد المنشطة على لسان الرياضيين الذين اعترفوا بتعاطيهم للمنشطات. وسواء أُنتجت بطريقة طبيعية أو تم تطعيمها للجسم بشكل خارجي، فهي تعطي دفعة إضافية للجسم.
هل يمكن اعتبار هرمون النمو بمثابة المادة السحرية بالنسبة للرياضيين الراغبين في تعاطي المنشطات من بين أولئك الذين لديهم إمكانيات مادية تسمح لهم باقتناء هذه المادة المنشطة؟
يبقى اسم هذا المستحضر على الأقل، هو الأكثر تداولا بصفة منتظمة من قبل الرياضيين الذين اعترفوا باستعماله كمادة منشطة. لكن إلى أي مدى، يتوفر هرمون النمو على مفعول يزيد من تحسين القدرة الرياضية، يبقى شيئا غير محسوم فيه. فلا توجد أي دراسات علمية في هذا الصدد، كما أنه لا توجد أي دلائل تفيد أن هرمون النمو بدمجه بصفة خاصة مع مادة الأنابوليك يزيد من قدرة الجسم أو يساعد على تجديد الطاقة.
تم التوصل في المعهد العالي للرياضة بمدينة كولونيا إلى أدلة حول سوء استخدام الأنسولين كمادة منشطة. وهناك من يربط هذا النوع من المنشطات باسم السباح الأمريكي مايكل فيلبس. فهل يمكن اعتبار ذلك أكثر من نجاح مرحلي؟
لقد كان ذلك أحد الدلائل التي أظهرت، أنه، على ما يبدو، لا يمكن إثبات وجود هرمونات البيبتيد رغم مساعدة الطرق الحديثة للكشف عن المنشطات. وسيكون مبالغا فيه إذا قلنا بأننا تمكننا من حل المشكلة. لكن أرى بأن تعبير النجاح المرحلي ينطبق على هذه الحالة. ويمكن أن نبني على ذلك لتطوير إجراءات كشف جديدة، يمكنها أن تقودنا لكشف هرمونات البيبتيد.
وأخيرا، يبقى أن ننظر إلى المستقبل، حيث لن يسع فقط متعاطو المنشطات من الرياضيين للبحث عن وسائل أخرى كي لا ينكشف أمرهم، بل سيحاول أيضا الباحثون في مجال محاربة المنشطات من جانبهم البحث عن الطرق الكفيلة للإيقاع بهؤلاء الرياضيين. فماذا ينتظرنا إذن، هل سنتوقف نهائيا عن عقد تلك المقارنة الأزلية بين الأرنب والسلحفاة؟
لا أعتقد ذلك. وإنه لمن السذاجة أن نعتقد أننا يمكننا أن نزيل مشكلة تعاطي المنشطات في المجال الرياضي، وأننا سنكون قادرين على احتواء الرياضيين الذين يستخدمون المواد المنشطة. لكن المسافة يجب أن تكون قريبة قدر الإمكان. كما أن مجال سوء استخدام المواد المنشطة، خاصة عند ظهور مستحضرات جديدة في السوق، يجب أن يبقى محدودا. فهذا هو الهدف الذي نسعى إليه، وأتمنى أن ننجح في ذلك.
(لوتس كوللينغ / عادل الشروعات)
مراجعة: عارف جابو