"المرأة الخارقة" تدافع عن العرب ضد بنيامين نتنياهو
١٣ مارس ٢٠١٩تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو الأخيرة على موقع "انستغرام" بأن "إسرائيل ليست دولة لجميع مواطنيها"، في إشارة إلى مواطنيها من العرب بالتحديد، وأنها "دولة الأمة اليهودية وحدها"، تسببت في عاصفة من الانتقاد له والهجوم عليه لأيام متتالية.
ووصلت العاصفة لذروتها مع خروج غال غادوت، بطلة فيلم "المرأة الخارقة" (وندر وومان)، عن صمتها السياسي، وإعلان رفضها لما قاله بنيامين نتنياهو. ورغم محاولة الممثلة الإسرائيلية تجنب الحديث في السياسة، إلا أنها حرصت، عبر حسابها على إنستغرام، على التأكيد على احتواء دولة إسرائيل لجميع مواطنيها، بما فيهم العرب. وقالت غادوت لمتابعيها، الذين يزيد عددهم على 28 مليوناً، إن "هذة ليست قضية يمين أو يسار، يهود أو عرب، علمانيين أو متدينين. إنها قضية الحوار من أجل السلام والتسامح مع الآخر".
سجالٌ بين ممثلتين وسياسيين
وتأتي تصريحات بطلة "المرأة الخارقة"، وهو فيلم من انتاج هوليوود عام 2017 وفائز بعدد كبير من الجوائز، لصالح صديقتها الممثلة ومقدمة البرامج الإسرائيلية "روتيم سيلا"، التي انتقدت ما قالته وزيرة الثقافة الإسرائيلية "ميري ريغيف"، المعروفة بتأييدها لنتنياهو، حول إمكانية قيام المرشح لرئاسة الوزراء "بيني غانتس" بتشكيل حكومة إسرائيلية مع العرب في حال فوزه على نتنياهو في الانتخابات المقررة في أبريل/ نيسان، وهو ما اعتبرته سيلا تعليقات مناهضة للعرب.
وكتبت سيلا على موقع انستغرام "وما هي المشكلة مع العرب؟؟؟... يا إلهي. يوجد أيضا مواطنون عرب في هذا البلد". ورد نتنياهو عبر حسابه على انستغرام موبخاً سيلا وقال "تصحيح مهم" يجب القيام به. وذكر نتنياهو في ذلك المنشور تصريحه عن أن إسرائيل ليست دولة لكل المواطنين بها. وهو ما دفع غال غادوت إلى الدفاع عن سيلا. وقالت بالعبرية على انستغرام "أختي روتيم، أنت مصدر إلهام لنا جميعا". ودعت غادوت إلى "السلام والمساواة والتسامح" من أجل الجميع.
وأكد نتنياهو على انستغرام وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي: "وفقا لقانون الدولة القومية الذي أصدرناه، إسرائيل هي دولة لليهود فقط". وأضاف "لا توجد مشكلة مع المواطنين العرب، فهم لديهم ذات الحقوق كالآخرين، وقد استثمرت حكومة الليكود فيهم أكثر من أي حكومة أخرى".
وفي حوار مع DW عربية، استبعد المحلل الإسرائيلي يوري بن مناحيم أن قيام نجوم السينما والتليفزيون والشخصيات العامة بانتقاد أو الهجوم على نتنياهو سيؤثر على الرأي العام في إسرائيل ومواقفه من رئيس وزرائها الحالي. وقال مناحيم "يصل حجم المعارضة في الشارع الإسرائيلي لبنيامين نتنياهو إلى أكثر من 30 %، فتحديد الموقف سواء مع أو ضد تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي يتوقف في النهاية على الانتماء السياسي والحزبي لكل مواطن وما إن كان يميني، يساري، وسط، أو من عرب إسرائيل".
الرئيس الإسرائيلي: العرب واليهود متساوون
تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي وما تلاها من تعليق لنجمة فيلم المرأة الخارقة زادت من زخم الحوار على وسائل التواصل الاجتماعي وجعلت "الدولة اليهودية" ضمن الموضوعات الأكثر تداولا في إسرائيل. وقوبلت تصريحاته برفض الكثيرين، منتقدين اعتبار غير اليهود مواطنين "درجة ثانية"، ووصل الأمر إلى تشكيك البعض في "ديمقراطية" الدولة الإسرائيلية:
استمرت تصريحات نتنياهو في حصد المزيد من الرفض، ليصل إلى الرئيس الإسرائيلي "ريوفين ريفلين"، الذي غرد باللغة العربية عبر حسابه على موقع "تويتر" رافضا التشكيك في ديمقراطية إسرائيل، ومؤكدا على "المساواة المطلقة" بين كل مواطنيها:
ويشير المحلل الإسرائيلي يوري بن مناحيم إلى اعتياد بنيامين نتنياهو على إصدار هذا النوع من التصريحات المثيرة للجدل مع اقتراب موعد الانتخابات، وأوضح: "يرغب نتنياهو أن يوصل رسالة للمواطن الإسرائيلي بكونه مازال ثابتاً على مبادئه وعقيدته دون تغيير لأي من مواقفه السابقة". كما اعتبر مناحيم أن رفض هذا النوع من التصريحات ليس بالجديد أيضا لكونه امتداداً لرفض عرب إسرائيل وأحزاب الوسط واليسار لـ"قانون القومية" الصادر العام الماضي.
كان الكنيست الإسرائيلي قد صوت في شهر يوليو/ تموز الماضي على قانون القومية، الذي يحدد هوية إسرائيل بكونها دولة لليهود وعاصمتها القدس. وأثار القانون، بعد تمريره في "الكنيست" الكثير من الجدل خاصة لاعتباره قضية بناء المستعمرات "في مصلحة الدولة العبرية" وتأكيده على اتخاذ خطوات لتشجيعها وتنفيذها.
اتهامات بالفساد تلاحق نتنياهو
ما يتعرض له بنيامين نتنياهو من انتقادات حادة يأتي في ظل خوضه لانتخابات شرسة للفوز بكرسي رئيس الوزراء للمرة الخامسة في مواجهة المرشح بيني جانتس، الضابط السابق بالجيش الإسرائيلي. ولا تأتي صعوبة موقف نتينياهو مما يتعرض له من هجوم فقط، فقد أعلن النائب العام الإسرائيلي في وقت سابق عن نيته إصدار اتهام رسمي لنتنياهو بالفساد بعد الاستماع إلى أقواله عقب إجراء الانتخابات.
غير أنه فور الإعلان عن قضية الفساد المحتملة، جدد أغلبية المواليين لنتنياهو دعمهم له، بينما طالبه المعارضون بالتنحي مؤكدين على نيتهم عدم المشاركة في أي حكومة مستقبلية يرأسها.
ويذكر المحلل الإسرائيلي يوري بن مناحيم في حديثهم مع DW عربية نتائج آخر الاستطلاعات، التي ترجح كافة نتنياهو لازدياد قوة أحزاب اليمين بالشارع الإسرائيلي، إلا أنه يؤكد: "يجب أن ننتظر الانتخابات ونتائجها النهائية نظراً للتغير المستمر في أرقام الاستطلاعات الأسبوعية".
دينا البسنلي