1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الكتلة الحيوية ومبدأ التجديد

٢٠ يونيو ٢٠١١

يعتبر توليد الطاقة من الكتلة الحيوية أكثر قدرة وكفاءة مقارنة مع المصادر الأخرى، فالمواد الخام المستمدة من الكتلة الحيوية متجددة، وحتى النفايات قابلة لإعادة التدوير. ولهذا مزايا كثيرة فيما يتعلق بالحفاظ على البيئة.

https://p.dw.com/p/RUaA

توفر الطاقة الحيوية المولدة من الموارد المتجددة التدفئة والكهرباء والوقود. ويمكن عبر إنتاج الطاقة الحيوية وضع حد للاعتماد الكامل على النفط أو الفحم، وبالتالي يمكن إخراج إمدادات الطاقة عن الإطار المركزي، إلى شكل جديد لا مركزي. إن استخدام الكتلة الحيوية في إنتاج الطاقة، من شأنه أيضا أن يمثل إحدى التدابير المتخذة لمواجهة ظاهرة تغير المناخ، وذلك لأن كمية غاز ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن عملية الاحتراق يتم امتصاصها من خلال النمو.

من ناحية أخرى هناك أيضا بعض العيوب التي لا يمكن تجنبها، إذ إن زراعة المحاصيل التي يطلق عليها "محاصيل الطاقة" يمكن أن تبتلع مساحات واسعة من الأراضي وتنافس المساحات المخصصة لزراعة الغذاء والأعلاف. كما أن مساحات كبيرة في المناطق الطبيعية الغنية مثل الغابات المطيرة أو المستنقعات تتعرض للقطع الجائر وللتجفيف لتتحول إلى مساحات واسعة للزراعة الأحادية، حيث تخصص لزراعة محصول واحد بعينه قد يكون زيت النخيل أو فول الصويا أو قصب السكر، وهنا تتحول الطاقة الحيوية من نعمة إلى نقمة. ولذا فإن الأسلوب المستخدم للحصول على الكتلة الحيوية يلعب دورا حاسما، والأسلوب الأمثل هو الأسلوب المستدام، الذي يتوافق مع المحافظة على الطبيعة ولا يأتي على حساب سد الاحتياجات الغذائية. وهنا نستعرض عددا من المشاريع النموذجية.

إنتاج وقود الديزل الحيوي في جزر غالاباغوس (الاكوادور)

في مشروع مشترك بين الجمعية الألمانية للتعاون الدولي GIZ وشركاء في الأكوادور تم تحويل مولدات الكهرباء التي تعمل بالديزل لتتواءم مع تشغيلها بالزيت النباتي. وفي الوقت ذاته يحقق صغار المزارعين في إقليم مانابي Manabí الساحلي أرباحا من حصاد بذور شجيرات الجاتروفا التي تنمو بمحاذاة حقولهم والتي توظف كسياج فاصل. وتشارك التعاونيات في معاصر البذور الزيتية النباتية لإنتاج الوقود الحيوي من تلك الزيوت، وبهذا يتوفر للمزارعين مصدر دخل إضافي. مراسلونا تابعوا هذا المشروع ورافقوا مولدات الكهرباء في رحلتها الطويلة وحتى وصولها إلى جزر غالاباغوس، إذ إن تلك المولدات التي ستعد للتشغيل بالزيوت النباتية، تمثل خطوة باتجاه تحقيق الأكوادور لهدفها الطموح والذي يتمثل في اعتماد الأرخبيل المدرج على قائمة الأمم المتحدة للتراث العالمي يوما ما بنسبة مائة في المائة على مصادر الطاقة المتجددة.

الزيوت النباتية والغاز الحيوي في تشاتيسجار وماهاراشترا (الهند)

منذ عصور بعيدة يستخدم الأديفازي Adivasi -وهم السكان الأصليون في شبه القارة الهندية، الأصلية- الزيوت الطبيعية مثل الكوسوم والماهوا والسال في صناعة المنتجات التقليدية. أما الآن فإن استخدام تلك الزيوت سيتعدى هذا المجال ليشمل مجالا جديدا وهو إنتاج الطاقة. وعبر هذا التحول وما يرتبط به من إنشاء بنية تحتية تتم إدارتها بالجهود الذاتية، وإنشاء معاصر الزيوت وشبكات الري وإدخال الآلات الزراعية ومولدات الكهرباء، سيحدث تحسن كبير في الظروف المعيشية في المناطق الفقيرة التي يعيش فيها الأديفازي. ويبلغ عدد القرى المستفيدة من مشروع ريسرا(Renewable Energy Supply for Rural Areas ) 24 قرية يسكن فيها حوالي 9 آلاف نسمة، وهو ينفذ في إقليم تشاتيسجار. وهناك كذلك في عدد من المشاريع الناجحة نفذتها مؤسسة أبحاث البيئة التطبيقية AERF (Applied Environment Research Foundation) في ولاية ماهاراشترا، ويمكن لها أن تمثل نموذجا يتم تنفيذه في مناطق أخرى كثيرة من الهند، كما يأمل القائمون بأمر تلك المشروعات.

"خطة السكر" الاندونيسية للدكتور ويلي سميتس

ولد الدكتور ويلي سميتس في هولندا وهو يعيش اليوم في جزيرة سولاويزي Sulawesi الاندونيسية، حيث يعمل كعالم غابات، كما ينشط أيضا في مجال حقوق الحيوان. ويتمتع الدكتور سميتس بشخصية مبادرة، ويصعب وضعه في قالب محدد، وهو على قناعة تامة بإمكانه وضع حلول لمشاكل الطاقة. وتعتمد الحلول التي يقدمها في هذا الإطار على مفهوم بسيط يتمحور حول "الإيثانول الحيوي المستخرج من نخيل السكر". ومن هنا جاءت الجهود الكبيرة التي قام بها سميتس في اتجاه توسيع الاستفادة من سكر النخيل في جزيرتي بورنيو وسولاويزي. وهذا النوع من شجر النخيل يتميز باستخداماته المتعددة وهو لا يزرع إلا في نطاق الزراعة المختلطة، كما أن زراعته من شأنها تحفيز الناس على المحافظة على الغابات بشكل مستدام. وقد قام سميتس ببناء أول مصنع من نوعه في العالم لإنتاج سكر النخيل، وذلك في شمال جزيرة سولاويزي. وهذا المصنع ينتج حاليا الإيثانول بالإضافة إلى السكر. ويسعى هذا العالم الرائد إلى إثبات الإمكانية الهائلة المتاحة للاستفادة من عصير النخيل، وهذه فكرة يمكن لها أن تغير العالم.

فيلم ليورغ سايبولد