1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

القمة العربية في بغداد: هل من جديد؟

٣ فبراير ٢٠١٢

تريد بغداد أن تستضيف قمة عربية جديدة لأول مرة منذ 34 عاما، والعرب اليوم ابعد ما يكونوا عن الاتفاق والقمم العربية كانت دائما مخيبة للآمال، والرأي العام في العراق والبلدان العربية متردد بشأنها وتساؤلات عن جدوى هذه القمة.

https://p.dw.com/p/13wQD
صورة من قمة دمشق عام 2009صورة من: AP

اعلن نائب الامين العام للجامعة العربية احمد بن حلي الذي زار بغداد على راس وفد الجامعة العربية، أن القمة العربية المقبلة ستنعقد في العاصمة العراقية في 29 اذار/ مارس المقبل.

وتأتي زيارة الوفد، كما أعلن، لوضع اللمسات الأخيرة على التحضيرات اللوجستية والفنية والإدارية لعقد القمة.

وفد الجامعة العربية عاد إلي القاهرة مساء الخميس (02.02.2012) برئاسة السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام بعد زيارة للعراق استغرقت أربعة أيام، أجرى خلالها عدة لقاءات مع المسئولين العراقيين وبحث الإجراءات والترتيبات النهائية لاستضافة بغداد للقمة العربية المؤجلة منذ العام الماضي، بعد إصرار الجامعة العربية والجانب العراقى على عقد القمة العربية في موعدها ببغداد، نظرا للظروف التي تمر بها المنطقة العربية، خاصة بعد ثورات الربيع العربي التي تقتضي انعقاد القمة العربية في موعدها من دون تأجيل.

لكن أسئلة كثيرة تثار حول هذه القمة وجدواها ومدى رغبة القادة العرب في زيارة بغداد ومدى ترحيب العراقيين بهذه الزيارة.

"العرب سيحضون ولهم مآرب أخرى وطوبى لموسى"

الباحث الأكاديمي والكاتب احمد خالص الشعلان ، تحدث من دهوك في كردستان العراق إلى مايكروفون برنامج العراق اليوم من دي دبليو عربية مشيرا إلى " أن العرب عموما لا يحسنون اللعبة السياسية سواء اجتمعوا في بغداد أو في غيرها، وإذا كان العرب قد اتفقوا على عقد القمة في بغداد، حسبما أعلن الحلي، فسوف تعقد في موعدها، ولكن بعض المشاركين فيها سيحاولون أن يهشوا بالعصا على غنمهم، ومنهم من سيحاولون أن يتكئوا عليها ، وآخرون سيكون لهم مآرب أخرى و طوبى لموسى".

Außenminister von Syrien und Irak Schlichtungsgespräch in Istanbul Flash-Galerie
وزير الخارجية هوشيار زيباري مع نظيريه السوري والتركي يتحدث اليهم عمرو موسىصورة من: AP

وفي تحليله للمواقف العربية من قضية قمة بغداد أشار الأكاديمي الشعلان إلى أن: "العرب يريدون عقد القمة في بغداد لأنهم يريدون أن يقولوا لغريمهم الإيراني نحن هنا، ومن ناحية أخرى هم يمارسون - لا يحضرني الوصف بالعربية - ما يسمى بالانجليزية Tantalising وتعني ترغيب الآخر بشيء دون منحه إياه ، فهم يريدون عقد القمة في بغداد ولكنهم لا يريدون منح هذا الامتياز لحكومة المالكي التي يعتبرونها سائرة في ركاب الإيرانيين، لذا فهم يماطلون، والإيرانيون من جانبهم يريدون عقد القمة في بغداد لأن ذلك يوفر لهم قنوات اتصال مع الأنظمة العربية وهي تقع ضمن مجالهم الحيوي، ووضع الأتراك أيضا يقع تحت هذا الوصف".

"قمة بغداد 1978 خرجت بثمرة فاسدة"

كثير من الكتاب والخبراء في الشأن العربي يرون أن القمم العربية ليست أكثر من واجهات اجتماعية وإعلامية، يقصد منها تأكيد أن العرب متقاربين وموحدين، كما يرى الكاتب والمحلل السياسي د. عبد الخالق حسين الذي دخل الحوار من لندن مشيرا إلى " أن التاريخ يشهد بأن القمم العربية لم تنتج أي شيء ايجابي أو سلبي، ولنعد إلى قمة بغداد عام 1978 التي أعقبت زيارة الرئيس المصري الراحل أنور السادات إلى القدس واعترافه بإسرائيل وعقده معاهدة سلام معها، وما خرجت به تلك القمة من عزل مصر ثبت خطأه وتراجع عنه الحكام العرب بعد سنوات، وهكذا يمكن القول أن الثمرة الوحيدة التي نتجت عن تلك القمة كانت ثمرة فاسدة لم تخدم العرب ولا القضية الفلسطينية".

وعلى الصعيد العراقي، تفتقر بغداد العاصمة إلى بنية تحتية تؤهلها لاستضافة لقاء بهذا المستوى، كما أن الأمن فيها ما زال قلقا لم يستتب، وقد وصفها الأكاديمي العراقي احمد خالص الشعلان أنها مدينة "ما زالت تعيش تحت ركام عقود من الحروب " وهذا يدفع للتساؤل، لماذا لا تعقد القمة في كردستان العراق حيث البنية التحتية شبه متكاملة والأمن مستتب بشكل كبير وتساءل الشعلان" إذا كان إقليم كردستان العراق جزءا من العراق، كما يؤكد ساسة المركز باستمرار، فما الضير في عقد القمة على أراضيه، في اربيل مثلا؟".

لكن د.عبد الخالق حسين خالف هذا الرأي مشيرا إلى أن عقد القمة في بغداد سيسهم في إعادة القيمة الاعتبارية لبغداد ويعزز من موقف حكومة المركز بين الحكومات العربية وفي المحافل الدولية.

Ahmed Al Shalan Irak
الباحث الاكاديمي احمد خالص الشعلانصورة من: Ahmed Khalis Al-Shalan

واعتبر احمد الشعلان أن إعلان أمانة بغداد أنها قد أنفقت مبلغ 400 مليون دولار على أعمار العاصمة "هو عبارة عن ضحك على الذقون، فهم يعبدون مترا واحدا من رصيف عرضه 5 أمتار، ومع احترامي للسامعين فأنا لا اصدق مزاعم أمانة بغداد، وإذا كانت فعلا قد أنفقت هذا المبلغ الجسيم فعلينا أن نسال أين ذهب هذا المبلغ؟"

ورغم أن د عبد الخالق حسين أيّد عقد القمة في بغداد إلا أنه عاد ليؤكد أن مستوى الأمن والبنية التحتية والخدمات في العاصمة لا يليق باستضافة رؤساء وقادة بهذا العدد " وكان الأجدر بالمسؤولين العراقيين الاعتذار عن استضافة القمة منذ البداية، لأن العراق منذ عام 1980 عاش حروبا مدمرة خلفت ندبا واضحة على بنيته التحتية ومدنه، ولكن عزاءنا في النهاية أن الملوك والرؤساء الذين سيشاركون في القمة هم في النهاية عرب ويفهمون ظروف العراق، وبغداد في النهاية ليست لندن".

"عقد القمة في بغداد قد يسهم في حل مشكلات العراق"

المستمع أبو احمد في اتصال من بغداد أشار إلى أن "القمة العربية في بغداد لن تتجاوز الشكليات وسيستفيد منها العراق من الناحية البروتوكولية لا أكثر، والسبب أن الدول العربية تقودها اليوم دول الخليج وفي طليعتها السعودية وهي دول لا تنتج شيئا من الناحية السياسية ، وما يسمى بالربيع العربي لم يورق لحد الآن، ولم تتضح فيه معالم الطريق الديمقراطي المنشود، وكل ما يحدث هو ردود فعل على أعمال الحكام الطغاة" وذهب إلى القول" إن القمة قد لا تعقد في بغداد لأن القادة العرب لا يريدون ذلك".

Bagdad Anschlag Aufräumarbeiten
بغداد بعد احدى الهجمات، أمن غائب وبنية تحتية ممزقةصورة من: AP

صديقة البرنامج المحامية هديل في اتصال من البصرة قالت " إن القمم العربية على مدى التاريخ لم تخرج بأكثر من الشجب والاستنكار والتنديد، وقراراتها لم تزد عن كونها حبرا على ورق، وهذا يصدق على القمة الحالية أكثر من غيرها نظرا للتوتر الكبير بين الرؤساء والقادة العرب في هذه المرحلة، علاوة على أن العراق يعيش توترا دائما في داخله"

فيما اعتبر صديق البرنامج ماجد من البصرة "أن القمة في بغداد قد تضيف إلى مشاكل العراق مشكلة جديدة، حيث أن قادة العراق سيختلفون حول من سيترأس القمة، رئيس الجمهورية أم رئيس مجلس الوزراء، وقد يذهبون بنا إلى المحكمة الاتحادية مرة أخرى".

أما الصديق علي عبد الحسين من البصرة فبدا أكثر تفاؤلا بشأن القمة وهو يقول" ما المانع أن تعقد القمة في بغداد؟ قد يسهم هذا اللقاء في حل مشكلات العراق، ومن ناحيتي أرى أن وضع بغداد من الناحية الأمنية صار أفضل بكثير مما كان عليه أما السؤال لماذا لا تعقد القمة في كردستان، ففي رأيي أن كردستان لم تعد جزءا من العراق إلا من الناحية الشكلية وبالاسم فقط".

ملهم الملائكة

حسن ع. حسين