القاهرة ترفض "الوصاية" الأوروبية على مصر
١٠ فبراير ٢٠١٤صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أن الخلاصات الصادرة عن اجتماع وزراء خارجية دول الإتحاد الأوروبي ببروكسل اليوم الاثنين (10 شباط/ فبراير 2014)، والتي تناولت الشأن المصري تضمنت بعض النقاط الإيجابية التي يتعين التنويه بها. غير أن المتحدث الرسمي شدد على أن البيان يتضمن العديد من النقاط السلبية، التي تعكس إما عدم إلمام أوروبي بما يحدث علي أرض الواقع وهو أمر مستغرب في ضوء ما يتم نقله تباعاً من معلومات وشرح للواقع من خلال اتصالات وتواصل رسمي وشعبي، أو أن ذلك يمثل تجاهلا أوروبيا متعمدا وهو ما يعد في حد ذاته، إن صح، مؤشرا خطيراً باعتباره يعكس توجهاً سياسياً معيناً وليس مجرد تبنياً لقضايا ترتبط بحقوق الإنسان أو الديمقراطية.
وأضاف المتحدث أن "من أخطر كل الخلاصات ومن قبلها قرار البرلمان الأوروبي أن الإتحاد الأوروبي ينصب نفسه حكماً أو وصياً لتقييم ما يحدث في مصر من حراك سياسي ومجتمعي وبذلك يتدخل في إدارة العملية الانتقالية وما يتعين القيام به وصولاً لأهداف مصرية في الأساس وأهمها بناء نظام ديمقراطي حقيقي وهو نهج أوروبي خاطئ ومرفوض من جانب الشعب المصري الذي قام بثورتين شعبيتين لتحقيق هذه الديمقراطية الحقيقية وليملك قراره ويحدد مستقبله بنفسه". وأكد أنه يتعين على الإتحاد الأوروبي احترام تطلعات الشعب المصري ورغباته والمسار الذي اختاره لنفسه.
"أصدقاء ناقدون"
وكانت كاثرين اشتون الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي أكدت على ضرورة وقف أي عنف ووقف الهجمات التي يعتبرها الاتحاد الأوروبي إرهابية بشكل فوري في مصر. وأضافت اشتون، على هامش اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ببروكسل اليوم الاثنين : "ستكون هناك فرصة للنظر خلال الاجتماع حول التطورات في المنطقة بشكل عام وكذلك التفكير في الخطوات القادمة بالنسبة لعلاقتنا مع مصر".
وأفاد بيان أصدرته بعثة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة بأن أشتون قالت "أننا في الاتحاد الأوروبي كنا واضحين جدا بالنسبة للأوضاع في مصر. نعرف أيضا أن هناك احتياجا لحوار سياسي شامل .. وبينما نسير في اتجاه إجراء انتخابات فان هناك احتياجا لشعور حقيقي لدى المواطنين في مصر بإمكانية المشاركة بشكل كامل". وقالت "إننا ندعم بشكل كبير الشعب المصري ..إننا في الاتحاد الأوروبي أصدقاء جيدين ولكننا أيضا أصدقاء ناقدين".
وذكر السفير جيمس موران سفير الاتحاد الأوروبي لدى مصر يوم أمس الأحد أن الاتحاد الأوروبي يقف بجوار مصر ويدعهما بكل قوة، لكنه نوه إلى أن ""دور الإخوان المسلمين يحيطه وضع معقد الآن ورسالتنا لهم أنه من المهم الدخول في العملية الديمقراطية وقد اختاروا غير ذلك في الاستفتاء ونحن لانعرف ماذا سيفعلون بعد ذلك والمهم أن يتم عقد انتخابات مفتوحة وديمقراطية وعادلة والاتحاد الأوروبي ليس منحازا لأي طرف أو مساند لأي طرف بل إننا نساعد الشعب المصري وتطلعه نحو الديمقراطية".
وتابع :"وعلى حد علمنا فإن حزب الحرية والعدالة (الجناح السياسي للإخوان المسلمين) لا زال موجودا ونأمل أن ينخرط في العملية السياسية". وحول لقاءات أشتون مع قيادات إخوانية سابقة والتوقف عن هذه اللقاءات قال إنه "حدث بالفعل عدة اجتماعات بين أشتون ومسؤولين أوروبيين ورموز إخوانية ولكن ذلك لم يكن ممكنا الفترة الأخيرة ونحن نريد الانخراط مع أي جماعة تنبذ العنف وسنستمر في ذلك والوضع بالمنطقة ليس سهلا".
ع.خ/ع.ج.م (د ب أ)