1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الفياجرا...العقار السحري لعلاج العجز الجنسي في قفص الاتهام!

دويتشه فيله + وكالات (ع.ج.م)٢٣ يناير ٢٠٠٧

الفياجرا أعادت السعادة إلى بيوت الكثيرين لكنها لا تخلو من مخاطر. باحثون ألمان يعتقدون أن العقار يؤثر على حاسة الشم ومنظمة صحية تقاضي شركة أمريكية بسبب الترويج الخاطئ له، والعالم العربي من أكثر المناطق في الإقبال عليه.

https://p.dw.com/p/9jvT
الحبة الزرقاء اسعدت الكثيرين ولكنها لاتخلو من الخاطرصورة من: AP

أعلنت منظمة صحية غير حكومية معنية بمكافحة مرض نقص المناعة المكتسبة "الإيدز" عزمها رفع دعوى قضائية على شركة فيزر الأمريكية المنتجة للفياجرا بسبب الدعاية التي تقوم بها الشركة لمنتجاتها من العقار. وتنتقد منظمة ايدز هيلثكير فونديشن AIDS Healthchare Foundation AHF الشركة بأنها تعمد الى ترويج منتجاتها من الفياجرا باعتبارها تعمل على تغيير مجرى حياة المستهلكين لها مما يجعلهم لا يتنبهون للمخاطر والأمراض المصاحبة للمعاشرة الجنسية. وتقول المنظمة المذكورة ان شركة فيزر تروج لأقراص الفياجرا بأنها "جنسية ومأمونة" مما يعطي صورة وكأنه ليس للفياجرا اي مضاعفات جانبية مصاحبة. وحسب لائحة الدعوى التي تعتزم المنظمة الصحية التقدم بها ضد الشركة الى محكمة في لوس انجيلوس فإن الدعاية للمنشطات الجنسية ساهمت في زيادة عدد حالات مرض نقص المناعة المكتسبة والأمراض المنقولة من خلال الاتصال الجنسي. لكن شركة الأدوية الأمريكية فيزر نفت عن نفسها هذه التهمة، مشيرة على لسان متحدثة باسمها، بأنها تنصح باستمرار مستخدمي عقاقيرها الذين يعانون من العجز الجنسي بأن يقوموا أولا بزيارة الطبيب لإجراء التشخيص والفحص اللازم. وأشارت المتحدثة بإسم الشركة بأن صرف أقراص الفياجرا لا يتم الا بأمر الطبيب وبموجب وصفة طبية منه. وكانت شركة فيزا قد كشفت في قبل أيام بأنها تفكر في إنتاج نوع من عقار الفياجرا يمكن شراؤه دون الحاجة لأمر من الطبيب. وبررت الشركة ذلك بإستعار المنافسة بين الشركات المنتجة للمنشاطات والمقويات الجنسية وأدوية العنة.

فريق ألماني: الفياجرا قد تضعف حاسة الشم

Viagra Pillen
المنشاطات الجنسية اكتسحت الأسواقصورة من: AP

في احدث البحوث حول المضاعفات المصاحبة لتناول الفياجرا قال باحثون ألمان ان تناول جرعات كبيرة من عقار الفياجرا ربما يؤثر سلبا على حاسة الشم وهو ما قد يكون مرتبطا بزيادة في احتقان الأنف. ودرس فريق قاده الدكتور جودزيول في كلية طب جامعة دريسدن حالات 20 شابا متطوعا يتمتعون بصحة جيدة تناولوا الفياجرا بجرعات تراوحت بين 50 ملليجراما و100 ملليجرام أو عقارا وهميا بلا فعالية ثم جرى تعريضهم لرائحة جرى نشرها بشكل معين. واختبر الباحثون بداية اكتشاف أفراد العينة للرائحة وتمييزها والقدرة على التعرف على الرائحة. واكتشفوا ان جرعة المئة ملليمتر سببت هبوطا في قدرة حاسة الشم لاسيما تمييز الرائحة واكتشاف بداية الرائحة وذلك مقارنة مع العقار الوهمي. وعلى النقيض فان جرعة الخمسين ملليمترا لم يكن لها تأثير على وظيفة حاسة الشم. وكتب الباحثون في دورية "اورولوجي" يقولون "في أفراد عينتنا السبب المرجح لضعف (...) عمل حاسة الشم كان احتقان الانف" الذي سببته الفياجرا. وذكًر الباحثين بتقارير سابقة ربطت الفياجرا بتراجع تدفق الهواء عبر الانف.

عشوائية بيع وتناول الفياجرا في العالم العربي

تشير الإحصائيات والتقارير المختلفة الى ان العالم العربي من اكبر مناطق العالم إقبالا على شراء المنشطات الجنسية. وترتفع نسبة الاستهلاك عادة في فصل الصيف، كما تشير الإحصائيات. في هذا السياق كشف مثلا مؤتمر للجمعية المصرية للمسالك البولية، عقد نهاية عام 2005 وشارك فيه حوالي700 طبيب من مختلف الدول العربية، عن ارتفاع مستمر في استهلاك الفياجرا في العالم العربي وخصوصا في مصر ودول الخليج العربي. وأشارت إحصائية كشف عنها خلال المؤتمر انه تم ان معدل الاستهلاك السنوي في مصر بلغ 16 مليون جنية، بينما في دول الخليج 15 مليون دولا. وتقدر مصادر من وكالات وشركات الأدوية ان حجم استهلاك السعوديين وحدهم للمنشاطات والمقويات الجنسية بـ حوالي 50 مليون دولار سنويا. ولا يختلف الأمر كثير في باقي الدول العربية التي لا يعني عدم وجود إحصائيات دقيقة او شبة دقيقة فيها انها اقل استهلاكا للحبة الزرقا، بل ان عشوائية البيع والشراء لهذا العقار في تلك الدول قد تخفي وراءها كوارث غير معروفة. المخيف في الأمر ان استهلاك الأدوية عموما والمنشطات الجنسية على وجه الخصوص يتم في العالم العربي بدون وعي بمخاطره، كما ان بيع الأدوية لا يخضع للرقابة الصارمة. وتقوم الصيدليات بتلبية رغبة الزبائن في الحصول على الأدوية دون الإلتزام بالمعايير المنظمة لصرف العلاجات. ويكاد الفياغرا ان يباع في الأكشاك وعلى قارعة الطريق في بعض الدول العربية. وتعاني تقريبا معظم الدول العربية من ظاهرة تهريب الأدوية التي تحولت الى سلعة تباع وتشترى في السوق دون وازع من ضمير او رقيب من الجهات المختصة. كما برزت في السنوات الأخيرة ظاهرة الترويج والدعاية للمنشطات الجنسية، وفي مقدمتها الفياجرا، في وسائل الإعلام العربية. وتتسابق الفضائيات على الترويج لهذا العقار وكأنه الحل السحري للعجز الجنسي بل ولكل المشاكل الأسرية ودون التحذير من المضاعفات المصاحبة لتناوله وضرورة استشارة الطبيب المختص.