1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"الفلاش موب" ترويح عن النفس أم مضيعة للوقت؟

١ يونيو ٢٠١٠

هل رأيت في وسط المدينة مجموعة من الناس يقفون لفترة دون أن يحركوا ساكنا؟ أو جلست في المترو وبدأت مجموعة في الغناء فجأة؟ إذا فقد تعرفت على "الفلاش موب". مراسلة دويتشه فيله، شاركت في تظاهرة للـ"لفلاش موب" في برلين.

https://p.dw.com/p/NeBJ
مجموعة سيتي موبر تنظم لقاءات للفلاش موب في برلينصورة من: DW/Wojcik

بدأت نادين بحثها في شبكة الانترنت. كان يكفي أن تكتب في محرك البحث كلمتا "برلين" و"فلاش موب"، حتى تحصل على أول النتائج، التي قادتها إلى منتدى خاص برواد ظاهرة " الفلاش موب"، وهي ظاهرة تهدف إلى متابعة رد فعل الناس تجاه أداء مجموعة لعمل غريب في مكان عام ولفترة قصيرة ،ثم مغادرة المكان بسرعة دون المساس بالأمن العام أو الإساءة لأحد.أحدث المقالات في الموقع كانت تشير إلى تنظيم "معركة" يكون السلاح فيها البالونات الهوائية. ضغطت لتقرأ المزيد من التفاصيل، فحصلت على المعلومات الضرورية، بما فيها تاريخ ومكان وساعة انطلاق الحدث.

وتوجهت نادين بعد بضعة أيام إلى حي برلين الوسطى (Berlin Mitte )، حيث يوجد منتدى ماركس - إنجلز. وهو عبارة عن منتزه تتوسطه تماثيل نحاسية لكارل ماركس و فريدريش إنجلز. هنا في هذا المنتزه تبحث نادين عن منظمي " الفلاش موب"، الذين يطلقون على أنفسهم لقب "برلين سيتي موبر" BerlinerCityMobber))

التعرف على المجموعة وقدوم المشاركين

Flashmob Berlin
أحد أعضاء مجموعة برلينر سيتي موبر المنظمة للفلاش موبصورة من: DW/Wojcik

مباشرة بعد وصولها إلى منتزه ماركس – إنجلز، تمكنت نادين من التعرف مباشرة على منظمي " الفلاش موب". كانوا مجموعة تتألف من عشرة أفراد يجلسون جميعهم في الحديقة، تميزهم قمصان سوداء كتب عليها بحروف لاتينية عبارة: (BerlinerCityMobber). بدا أفراد المجموعة منسجمين، وكأنهم كتلة واحدة، لكنهم في الوقت نفسه منفتحين على ضم عناصر جديدة. تعرفوا على بعضهم منذ عام تقريبا عن طريق الانترنت ، حين نظموا أول مبادرة لـ" الفلاش موب". آنذاك لم يكونوا يعرفون بعضهم بشكل جيد. أما الآن فتربطهم علاقة صداقة متينة، ويلتقون بصفة دورية.

خلال بضع دقائق، بدأ المكان يمتلأ شيئا فشيئا بجموع الشباب، من بينهم أجانب أيضا. كان ذلك واضحا من خلال تحدث بعضهم بلغات أجنبية، مثل الانجليزية والبولندية والأسبانية. بدأ المشاركون يتكتلون في مجموعات صغيرة، يقف بعضها بجانب الآخر. ثم شرع أحد المنظمين في توزيع البالونات الهوائية على بقية المشاركين الذين وصل عددهم في آخر المطاف إلى مائة وثلاثين.

اختيار المكان المناسب

Flashmob Berlin
تجمع المشاركون في منتدى ماركس-إنجلزفي وسط برلينصورة من: DW/Wojcik

اصطف الجميع أمام ماندي، أحد أفراد المجموعة المنظمة، وهي تشرح الخطوات الواجب إتباعها لإنجاح تظاهرة اليوم: " سنذهب الآن جميعا إلى حديقة "لوست جارتن" (Lustgarten). يجب أن نتفرق نسبيا كي لا نثير الانتباه. عندما أطلق صفارتي، ننفخ البالونات ونشرع في ضرب بعضنا بها".تحركت جموع المشاركين في اتجاه الحديقة التي تبعد حوالي خمسمائة متر عن منتدى ماركس-إنجلز. كان اختيار المكان موفقا. فعندما يكون الطقس جميلا، تعج الحديقة بكثير من الناس الذين يمكن مفاجئتهم بعرض "الفلاش موب" الذي يكون الهدف منه بالدرجة الأولى هو التسلية والترفيه عن النفس. الأمر الذي قد يعتبره البعض أمرا سطحيا ومضيعة للوقت. "أين يكمن الخطأ عندما يكون هدفنا من وراء ذلك هو التسلية بالدرجة الأولى" يقول أحد أعضاء فريق التنظيم، ويتابع: "هناك الكثير من الناس لا يجدون فرصة للترفيه عن أنفسهم، وإذا نجحنا في إخراجهم من روتين حياتهم اليومية، نكون قد حققنا بذلك شيئا رائعا".

بصفارة تنطلق "المعركة"

بعد وصول المشاركين إلى الحديقة تفرقوا في اتجاهات مختلفة. البعض يقف في مجموعات صغيرة يتبادلون أطراف الحديث، والبعض الآخر يستمتع بأشعة الشمس الدافئة متمددا على العشب. وما إن دوت صفارة البداية حتى أخرج المشاركون بالوناتهم وأخذوا في نفخها لتنطلق "معركة" الكل فيها ضد الكل. بعد ذلك بلحظات، وبعد أن انخرطت نادين في تلقي ضربات البالونات من كل الاتجاهات، وترد هي الأخرى على ذلك، لم تعد تقاوم قهقهاتها وهي في حالة من المتعة والمرح.وأمام هذه المشاهد غير المعهودة، بدأ المارة يتجمعون حول "المتعاركين" وتعلو وجوهم علامات الدهشة محاولين فهم ما يحدث أمام أعينهم. بعضهم أخرج هاتفه النقال، وأخذ يصور أحداث هذا "العراك" غير المألوف.بعد أن انتهت"معركة البالونات" ، توجه الحشد من جديد صوب منتدى ماركس-إنجلز لأخذ صورة تذكارية. وفي طريق العودة إلى هناك التقت نادين طالبتين إسبانيتين، علما بتنظيم "الفلاش موب" عن طريق بعض أصدقائهم في موقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك). "سبق لنا وشاركنا مع نفس المجموعة في "الفلاش موب" الأخير، كان شيئا مسليا. لذلك قررنا إعادة الكرَة هذا اليوم" تقول الطالبتان.

Flashmob Berlin Flash-Galerie
مشاركو الفلاش موب يتبادلون الضربات بالبالونات في جو مرحصورة من: DW/Wojcik

ولن ينته تواصل المجموعة بانتهاء" الفلاش موب". فمن المؤكد أن يواصل المشاركون لقاءاتهم، على الأقل عبر الانترنت وشبكاتها الاجتماعية لتبادل صور ومقاطع فيديو "معركتهم المسلية".

الكاتبة: نادين فويتشك / عادل الشروعات

المراجعة: هبة الله إسماعيل

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد