1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الغابون.. علي بونغو رئيس قاتَل أكثر من مرة لترسيخ حكمه

٣٠ أغسطس ٢٠٢٣

على مدى 14 عاماً من توليه الرئاسة، اضطر الرئيس الغابوني علي بونغو إلى القتال أكثر من مرة لترسيخ سلطته التي ورثها عن والده، وهو يواجه حاليا انقلاباً يهدف إلى إنهاء حكم عائلته المستمر منذ 55 عاماً.

https://p.dw.com/p/4Vl31
الرئيس علي بونغو، أرشيف (17.10.2022).
على مدى 14 عاماً من توليه الرئاسة، اضطر الرئيس الغابوني علي بونغو إلى القتال أكثر من مرة لترسيخ سلطته. صورة من: ISABEL INFANTES/AFP

قال العسكريون الذين أعلنوا قبل ساعات حلّ مؤسسات الحكم في الغابون، إن الرئيس علي بونغو البالغ 64 عاما "قيد الإقامة الجبرية، محاطا بأسرته وأطبائه".

وجاء ذلك بعيد إعلان فوز بونغو بولاية رئاسية ثالثة بحصوله على 64,27% من الأصوات، بحسب النتائج الرسمية "المنقوصة" بحسب الانقلابيين.

حملة ضد "الخونة"

شنّ الرئيس الذي انتُخب عام 2009 بعد وفاة والده عمر بونغو حملة ضد "الخونة" و"المنتفعين" الذين ظنوا أنه انتهى عام 2018 بعد إصابته بجلطة دماغية في السعودية. وتوارى بونغو حينها عشرة أشهر في الخارج خضع خلالها إلى علاج مكثّف، وقد أضعف غيابه سلطته.

ويشكّك معارضوه مذاك في قدراته العقلية والبدنية على قيادة البلاد، حتى أن البعض ادعى أن شبيها له عوّضه... لكن رغم التصلب في ساقه وذراعه اليمنى الذي يمنعه من التحرك بسهولة، حرص علي بونغو على طمأنة زواره المنتظمين من دبلوماسيين وغيرهم.

 

صعوبة في ترسيخ الحكم

خلال فترة ولايته الأولى، كان علي بونغو نقيض والده: ففي غياب كاريزما وثقة "البطريرك" الذي حكم دون منازع لمدة 41 عاما الدولة الصغيرة الغنية بالنفط في وسط إفريقيا، واجه الابن صعوبة في ترسيخ سلطته، لا سيما في مواجهة القادة الناقدين في حزبه الديموقراطي الغابوني العتيد.

وعند إعادة انتخابه عام 2016 واجه منافسة شديدة من المعارضة وفاز رسميا بفارق 5500 صوت فقط. مثّل ذلك صدمة لحكمه، تبعتها صدمة ثانية - الجلطة الدماغية - عجلت بتآكل سلطته. وتخللت فترة نقاهته محاولة انقلاب فاشلة وغامضة نفّذتها حفنة من العسكريين في 7 كانون الثاني/ يناير 2019، ومحاولة لتهميشه من مدير مكتبه النافذ بريس لاكروش أليهانغا.

صلاحيات واسعة لمدير مكتبه

منح بونغو مدير مكتبه صلاحيات واسعة بثقة عمياء، ولاكروش يقبع في السجن منذ أكثر من ثلاث سنوات، مع العديد من الوزراء وكبار المسؤولين، وجميعهم مستهدفون بحملة "مكافحة فساد". وتبنّى علي بونغو منذ الحملة نهجا "صارما" تجاه الوزراء والمستشارين الذين أخضعهم لعمليات تدقيق وأقال بعضهم في ظلّ استشراء الفساد منذ حقبة "فرانس أفريك" التي كان والده عمر بونغو أحد ركائزها.

من جهتها، اعتبرت المعارضة أن تصريحات بونغو جوفاء، وأنه لم يف بوعوده في ظلّ اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء في واحدة من أغنى دول إفريقيا من ناحية نصيب الفرد من الناتج المحلي الخام، لكنها تواجه صعوبات في تنويع اقتصادها المعتمد بشكل مفرط على النفط، فيما واحد من كل ثلاثة غابونيين يعيشون تحت خط الفقر.

اتهامات بالابتعاد عن هموم الشعب

ورث علي بونغو جزءا من ثروة والده الهائلة، وقد انتقدت المعارضة خلال ولايته الأولى ابتعاده عن هموم شعبه، وانعزاله في عقاراته الفاخرة في الغابون وخارجها، أو خلف مقاود سياراته الفخمة.

وفي الآونة الأخيرة، حاول بونغو وضع استراتيجية سياسية مثل والده: فقد ضاعف الانتقادات لأركان حكمه، واستهدف المعارضة المنقسمة.

واعتبره أنصاره طائر فينيق نهض من الرماد، فيما اعتبر منتقدوه أنه يتعرض لضغوط من حاشيته غير الراغبة في التخلي عن السلطة بعد 55 عاما من حكم "سلالة بونغو". ولم يكن علي بونغو شغوفا بالسياسة في شبابه، فقد كان مسافرًا محبا للموسيقى، وأراد أن يكون "جيمس براون الغابوني" وسجّل شريطا بعنوان "سول، ديسكو، فانك" عام 1978.

النأي بالنفس عن باريس

ثم غيّر اسمه من آلان برنار بونغو إلى علي بونغو تماشيا مع قرار والده اعتناق الإسلام عام 1973. وفي عام 1989، عرض عليه عمر بونغو، وهو في سنّ التاسعة والعشرين، وظيفة رفيعة في الشؤون الخارجية، ثم بعد عشر سنوات حقيبة الدفاع الاستراتيجية التي شغلها حتى عام 2009.

بعيد انتخابه، نأى علي بونغو بنفسه ظاهرياً عن باريس، مخالفاً سياسات والده، إلى درجة أنه هجر منازل العائلة الفاخرة في فرنسا. وبسبب تلك العقارات، وُجهت لائحة اتهام إلى تسعة آخرين من أبناء عمر في باريس، لا سيما إخفاء اختلاس أموال عامة، في ما يسمى بقضية "المكاسب غير المشروعة".

ع.ش/ أ.ح (أ ف ب)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد