1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"العيد بعيدين"... بدء تنفيذ عملية تبادل مئات الأسرى في اليمن

١٤ أبريل ٢٠٢٣

في ضوء الانفراجة بين الرياض وطهران، شرعت الحكومة اليمنية وخصومها الحوثيون في إطلاق دفعة أولى من الأسرى والمحتجزين، في خطوة لاقت ترحيب المبعوث الأممي، الذي أكد أن آلاف العائلات الأخرى "لا تزال تنتظر لم شملها مع أحبائها".

https://p.dw.com/p/4Q6Wj
وصول دفعة من الأسرى والمحتجزين إلى مطار صنعاء (14.04.2023)
تشمل عملية تبادل الأسرى والمحتجزين بين أطراف الحرب في اليمن حوالي 900 شخص. صورة من: Hani Mohammed/AP Photo/picture alliance

 

انطلقت في اليمن الجمعة (14 نيسان/أبريل 2023) عملية تبادل مئات السجناء بين طرفَي النزاع تشمل أسرى سعوديين، في بارقة أمل تعطي دفعا للجهود الدبلوماسية الهادفة لوضع النزاع الدامي على سكة الحل.

يأتي ذلك غداة مغادرة وفد سعودي صنعاء في ختام محادثات مع المتمردين الحوثيين بعد التوصل إلى تفاهم "مبدئي" حول العمل على إرساء هدنة في البلاد التي تمزقها الحرب منذ 2014 وتعاني من أزمة إنسانية كبرى، وعقد جولة أخرى من المحادثات.

وأفادت مستشارة الإعلام لدى اللجنة الدولية  للصليب الأحمر  جيسيكا موسان وكالة فرانس برس صباحا بوصول أول طائرة إلى صنعاء قادمة من عدن، المقر المؤقت للحكومة المعترف بها دوليا، وعلى متنها 125 سجينا، وبوصول طائرة أخرى إلى عدن آتية من صنعاء وعلى متنها 35 سجينا من بينهم وزير الدفاع الأسبق اللواء الركن محمود الصبيحي واللواء الركن ناصر منصور هادي، شقيق الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي.

وفي وقت لاحق، حطت طائرة أخرى في صنعاء تحمل على متنها 124 سجينا، وطائرة رابعة في عدن وعلى متنها 34 سجينا، بحسب اللجنة الدولية للصيب الأحمر التي تشرف على عملية التبادل.

وقدم كثرٌ بينهم مئات العسكريين ووزير الدفاع في الحكومة اليمنية محسن الداعري، لاستقبال الأسرى وبينهم وزير الدفاع الأسبق اللواء الركن محمود الصبيحي واللواء الركن ناصر منصور هادي، شقيق  الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي .

ونزل الصبيحي وهادي من الطائرة التابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر وسط انتشار أمني كثيف وتصفيق حار من الحاضرين الذين حمل العديد منهم صورهما.

وعند مدخل مطار صنعاء، انتظر مئات من أقرباء الأسرى وصول أفراد عائلاتهم، وقد جلس معظمهم على الأرصفة وفي ظل الأشجار، في يوم اعتبروا أنه سيجعل عيد الفطر الذي يحلّ الأسبوع المقبل "عيدين".

ترحيب أممي

ورحب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، اليوم الجمعة، ببدء عملية الإفراج عن الأسرى والمحتجزين في اليمن. وقال غروندبرغ، في بيان: "تأتي عملية الإفراج في وقت يسوده الأمل في اليمن كتذكير بأن الحوار البنّاء والتسويات المتبادلة أدوات قوية قادرة على تحقيق نتائج مهمة. تستطيع مئات العائلات اليمنية الآن أن تحتفل بالعيد مع ذويها لأن الأطراف تفاوضوا وتوصلوا إلى اتفاق".

وأضاف "آمل أن تنعكس هذه الروح في الجهود الجارية للدفع بحل سياسي شامل". وأوضح المبعوث الأممي أن آلاف العائلات الأخرى "لا تزال تنتظر لم شملها مع أحبائها. آمل أن تبني الأطراف على نجاح هذه العملية للوفاء بالالتزام الذي قطعوه على أنفسهم تجاه الشعب اليمني في اتفاقية ستوكهولم بالإفراج عن جميع المحتجزين لأسباب تتعلق بالنزاع لإنهاء هذه المعاناة."

وحث غروندبرغ، الأطراف على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الأفراد المحتجزين تعسفيًا وعلى الالتزام بالمعايير القانونية الدولية فيما يتعلق بالاحتجاز والمحاكمات العادلة.

وشكر المبعوث الأممي، الأطراف على تعاونهم مع مكتبه واللجنة الدولية للصليب الأحمر لتنفيذ الخطة المتفق عليها في ذار/مارس الماضي. وعبر عن امتنانه للجنة الدولية للصليب الأحمر على دورها وعلى الشراكة المستمرة في اللجنة الإشرافية.

وكان الحوثيون والحكومة توصلوا خلال مفاوضات عقدت في برن بسويسرا الشهر الماضي إلى اتّفاق على تبادل أكثر من 880 أسيراً. وبموجب الاتفاق، يُفرج الحوثيون عن 181 أسيرًا، بينهم سعوديون وسودانيون، مقابل 706 معتقلين لدى القوات الحكومية.

وستجري عملية التبادل على مدار ثلاثة أيام، وتشمل صنعاء والمخا (غرب) ومأرب (وسط شمال) وعدن، وكذلك الرياض وأبها (جنوب) في السعودية التي تدعم الحكومة المعترف بها دوليا ضد المتمردين عسكريا منذ 2015. وسيجري الإفراج عن الأسرى السعوديين الذين لم يعرف عددهم السبت.

وفي آخر عملية تبادل كبرى جرت في تشرين الأول/أكتوبر 2020، تمّ "إطلاق سراح أكثر من 1050 أسيرا وإعادتهم إلى مناطقهم أو بلدانهم"، بحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وتمّ التوصل الى اتفاق التبادل بعد أيام على إعلان السعودية وإيران توصلهما الشهر الماضي الى اتفاق على استئناف علاقاتهما الدبلوماسية بعد سبع سنوات من القطيعة.

"مهمة لبناء الثقة"

ورأى المحلّل السياسي اليمني هشام العميسي أن عملية التبادل "خطوة مهمة لبناء الثقة ... الأمر الذي قد يعزّز عملية السلام ويمهّد الطريق نحو المصالحة"، مضيفًا "لكننا بحاجة إلى مواصلة هذه التبادلات ... والأهم من ذلك، نحن بحاجة إلى مواصلة جهود خفض التصعيد".

من جهتها، اعتبرت الباحثة في معهد الشرق الاوسط ندوى الدّوسري ان "تبادل الأسرى في حد ذاته هو خطوة مرحب بها. ومع ذلك، دعونا لا نخلط بين ذلك وبين السلام". وتابعت ان "الإفراج عن جميع السجناء المدنيين وغير المدنيين دون قيد أو شرط من قبل أطراف النزاع سيشير فقط إلى الالتزام الجاد بالسلام".

أما مدير عمليات اللجنة الدولية  للصليب الأحمر لمنطقة الشرق الأدنى والأوسط،  فابريزيو كاربوني، فقال في مؤتمر صحافي إنّ عملية الافراج عن السجناء "خطوة لبناء الثقة ... في إطار مبادرة أوسع"، معتبرا انها تعطي "زخما" لجهود إنهاء الحرب.

"تصور سعودي" للحل

أجرى وفد سعودي برئاسة السفير محمد آل جابر محادثات مع الحوثيين في صنعاء هذا الأسبوع. وبحسب مصادر حكومية يمنية، وافق أعضاء مجلس الرئاسة اليمني مؤخّراً على تصوّر سعودي بشأن حلّ النزاع يقوم على هدنة لمدة ستة أشهر في مرحلة أولى لبناء الثقة، ثم فترة تفاوض لمدة ثلاثة أشهر حول إدارة المرحلة الانتقالية التي ستستمرّ سنتين يتمّ خلالها التفاوض حول الحلّ النهائي بين كلّ الأطراف.

وكان طرفا النزاع قد توصّلا العام الماضي إلى هدنة في 2 نيسان/أبريل بوساطة من الأمم المتحدة انتهت مفاعيلها في تشرين الأول/أكتوبر.

ووفقا لمسؤول حوثي، غادر الوفد السعودي صنعاء ليل الخميس، بعد أن تمّ التوصل الى اتفاق مبدئي "على هدنة قد يتمّ الإعلان عنها لاحقا اذا تم التوافق حولها بشكل نهائي". وأضاف أن "هناك اتفاقا على عقد جولة أخرى من المحادثات لبحث نقاط الاختلاف".

من جهته، أكّد المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام في تغريدة أن "الوفود أنهت أعمال التفاوض في العاصمة صنعاء بعد نقاشات اتسمت بالجدية والإيجابية، وبتقدّم في بعض القضايا على أمل استكمال البحث في القضايا العالقة في وقت لاحق".

وقُتل في النزاع مئات الآلاف من الأشخاص لأسباب مباشرة وغير مباشرة، فيما نزح 4,5 ملايين شخص داخليًا، وأصبح أكثر من ثلثي سكان اليمن يعيشون تحت خط الفقر، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة.

خ.س/ ع.ج.م(أ ف ب، د ب أ)