1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

العراق ومأزق التخلي عن الجعفري أو التمسك به

طارق أنكاي ١٢ أبريل ٢٠٠٦

أكد حزب الفضيلة من لائحة الائتلاف العراقي الموحد الشيعي استعداده لتقديم مرشح بديل عن الجعفري. تطور جديد في الساحة السياسية العراقية قد يساهم في إيجاد مخرج للمأزق السياسي العراقي في حين تبقى كلمة الحسم للتيار الصدري.

https://p.dw.com/p/8FeA
رئيس الوزراء العراقي الحالي إبراهيم الجعفريصورة من: AP

ربما تكون بوادر الانفراج على الساحة السياسية في العراق التي تخيم علها أوضاع متشنجة على وشك الاقتراب. وذلك بعد أن أعرب حزب الفضيلة، أحد أحزاب الائتلاف الشيعي الحاكم اليوم عن استعداده تسمية مرشح آخر لمنصب رئاسة الوزراء بدلا من رئيس الوزراء الحالي إبراهيم الجعفري. يأتي هذا القرار بعد عقد اجتماع اليوم الثلاثاء شاركت فيه الأحزاب السبعة المشاركة في الائتلاف، وذلك استجابة لضغوطات داخلية وخارجية بالإضافة إلى إصرار بقية الكتل النيابية على رفض قبول شخصية الجعفري لرئاسة الحكومة العراقة القادمة. في ظل تلك التطورات يخيم نوع من الترقب بين الأوساط السياسية والشعبية في انتظار الإعلان عن اسم المرشح الجديد الذي سيطرحه الإئتلاف الشيعي خلفا للجعفري، حيث يلقى قبول الأطراف السياسية الأخرى مما يٌمكن من كسر حالة الركود السياسي داخل العراق. فالأوضاع الأمنية والسياسية في ذلك البلد لم تعد تتحمل مزيدا من التعطيل والمماطلة.

التخلي عن الجعفري لمصلحة العراق؟

Anschlag auf Schiitienmoschee in Bagdad Irak
الأمن هو أمنية كافة العراقيين في الوقت الراهنصورة من: AP

أصبحت شخصية الجعفري تقف كحجرة عثرة أمام تطور العملية السياسية في العراق وتشكيل حكومة وطنية عراقية تأخذ بزمام الأمور. هذا ما دفع بأحزاب الائتلاف إلى التفكير بجدية في التخلي عن ترشيح الجعفري وإظهار روح من المسؤولية والنضج السياسي تجاه المصلحة الوطنية. خطوة إيجابية يراها الكثير من المراقبين لتطورات الساحة السياسية في العراق، قد تساهم في بلورة ثقافة سياسية ايجابية تسمو فوق الالتزامات الطائفية، تحتل فيها روح المسؤولية مكانا جوهريا. فبعد قرابة أربعة أشهر من الانتخابات مازالت الأحزاب العراقية تتخبط في صراعات سياسية وخلافات حادة تعثرت على إثرها كل محاولات تشكيل حكومة وطنية. هذا الفشل أصبح يٌلقي كذلك بظلاله على الأوضاع الأمنية المتدهورة في البلاد التي تعاني من الفراغ السياسي التنفيذي. هذا الوضع يزيد كذلك من معاناة الشعب العراقي ويُؤجج مشاعر الإحباط داخل صفوف المجتمع المدني.

الضغوط الدولية

Condoleezza Rice bei der NATO
رايس تدعو الأطراف السياسية في العراق لإيجاد حلول وطنيةصورة من: AP

على ضوء استمرار الخلاف بين الأحزاب السياسية في العراق وتعثر تشكيل الحكومة العراقية تزايدت الضغوطات الدولية على الأطراف السياسية للتوصل إلى تسوية عاجلة بخصوص المرشح لمنصب رئاسة الوزراء. وتزامن هذا الضغط مع الزيارة المفاجئة التي قامت بها وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس، مؤخرا إلى بغداد للتشاور مع الزعماء السياسيين المحليين بشأن المستقبل السياسي للبلاد والأوضاع الأمنية هناك. ويشدد الموقف الأمريكي والبريطاني على ضرورة تجاوز الخلافات وتسريع المفاوضات المتعلقة بتشكيل الحكومة والإسراع في تعيين رئيس للوزراء يقود حكومة عراقية جديدة تكون قادرة على تحقيق الاستقرار داخل البلاد وضبط الأمن.

موقف الائتلاف العراقي

Muktada al-Sadr
الصدر يبحث عن حلول لكسر الجمود السياسي في بلاد الرافدينصورة من: AP

رغم كون المبادرة التي تقدم بها حزب الفضيلة بالتخلي عن الجعفري بهدف دفع العجلة السياسية نحو الأمام يظل قرار التيار الصدري حاسما كونه يحظى بثقل كبير داخل الائتلاف. وقد أبدى هذا الأخير استعداداه لترشيح بديل لإبراهيم الجعفري لمنصب رئيس الوزراء في حال فشل الائتلاف التوصل إلى حل للمشكلة. فبعدما ضاق هامش المناورة السياسية لدى التيار الصدري، الذي يتزعمه الزعيم الشيعي مقتدي الصدر أبدى الصدريون استعدادهم للتخلي عن ترشيح الجعفري إذا حظي ذلك بإجماع داخل الائتلاف. ويخشى بعض المراقبين السياسيين ان يفتح قرار العدول عن ترشيح الجعفري لرئاسة الوزراء الباب على مصراعيه أمام خلافات جديدة قد تنشب بين التيار الصدري وباقي أحزاب الائتلاف العراقي حول من سيجلس على كرسي رئاسة الوزراء. هذا ما قد يعطل العجلة السياسية في البلاد مرة أخرى وربما تطفو معها الخلافات السياسية المشحونة بالمصالح الطائفية. وستظهر التطورات المقبلة ما إذا كان العراقيون سينجحون في استبدال تشاؤم العقل بتفاؤل الإرادة من أجل مستقبل أفضل.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد