1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

العراق: انسحاب البيشمركة وطلبها الدعم الخارجي يثير تساؤلات

ملهم الملائكة / رويترز- DW١٤ أغسطس ٢٠١٤

شهد أول اشتباك لقوات البيشمركة في إقليم كردستان العراق تراجعا ملحوظا مقابل قوات تنظيم" الدولة الإسلامية" التي نجحت في احتلال مدن سنجار وزمار، وبعدها مخمور. عزا كثيرون هذا الضعف إلى قلة عتاد وضعف تدريب وتسليح البيشمركة.

https://p.dw.com/p/1Cuos
Gefechte in Kirkuk 12.6.2014
صورة من: Reuters

فجأة وجدت قوات البيشمركة - وهي كلمة مركبة تعني إزاء الموت- في إقليم كردستان العراق نفسها في مواجهة غير منتظرة مع قوات تنظيم الدولة الإسلامية الذين تدفقوا في الغالب من الحدود السورية الخارجة عن إدارة الدولة السورية . ورغم أن تاريخ البيشمركة يشهد أنهم مقاتلين أشداء طالما سببوا مشكلات لسلطة صدام حسين ومن سبقوه، فإن هذه القوات لم تدخل في مواجهة جدية منذ نال إقليم كردستان العراق منطقة حكم ذاتي تحت مظلة حماية دولية عام 1991.

متحدثا إلى وكالة رويترز للأنباء قال أحد مقاتلي البيشمركة طالبا عدم نشر اسمه لأن وحدته أُمرت بعدم كشف أي معلومات عن هزيمتها "أخذونا على حين غرة." وأضاف "مقابل كل قذيفة مورتر أطلقناها ردوا بمائة. لم نعرف من أين جاءوا. فقدنا الاتصال مع بعضنا البعض. لم تكن لدينا أسلحة تكفي. كانت فوضى."

وخلال أيام قلائل انسحب الأكراد إلى حدود منطقتهم وتركوا وراءهم مدنا وبلدات سيطروا عليها لسنوات فضلا عن عشرات الآلاف من الناس تحت رحمة مقاتلي تنظيم" الدولة الإسلامية". وفي تعليقه على هذا الوضع قال العميد هلكورد حكمت مدير الإعلام في وزارة البيشمركة متحدثا لرويترز "كانت تلك هي المرة الأولى التي نرى فيها البيشمركة تنسحب وقد تركت أثرا عميقا على كل اليبشمركة وكل المجتمع الكردي."

وفي حواره مع برنامج العراق اليوم من DW ارجع الصحفي الكردي السوري أحمد حسو أسباب هذا الانكسار إلى عاملين: " أولهما أنّ البيشمركة لم تخض معارك حقيقية منذ عام 1991، والعامل الثاني أنّ القوات الكردية الموجودة في سنجار وفي المناطق المتنازع عليها التي دخلتها بعد اقتحام قوات تنظيم " الدولة الإسلامية" للموصل لم تكن كافية للدفاع عن هذه المناطق ، وربما كان هناك خطأ استخباراتي لدى البيشمركة، بأنّ "داعش"-(تنظيم الدولة الإسلامية) لا تستهدف هذه المناطق، وإنما عينها على بغداد".

"بالغ الأكراد بالتأكيد في الترويج لقدراتهم العسكرية"

ولم تُختبر قوات البيشمركة فعليا على الإطلاق بعد أن أطاح التحالف الدولي الذي قادته الولايات المتحدة بصدام حسين في 2003 . وكان يُنظر إليها بشكل عام باعتبارها قوة منظمة تستطيع التصدي لأي محاولة للمساس بأمن إقليم كردستان. كما أن رد فعلها السريع بعد دخول قوات ما بات يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية جعلها تسيطر على حقول النفط في مدينة كركوك واتخذت مواقع دفاعية ودخلت في مناوشات أحيانا مع المقاتلين المتشددين لكن تجنبت المواجهة الكاملة. ويقول مسؤولون أكراد إن 150 على الأقل من البيشمركة قتلوا منذ استولى تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة الموصل يوم العاشر من يونيو حزيران.

Soldaten Kampf um Kirkuk
"كانت تلك هي المرة الأولى التي نرى فيها البيشمركة تنسحب وقد تركت أثرا عميقا على كل اليبشمركة وكل المجتمع الكردي"صورة من: DW/H. Gee

مقابل ذلك ، استولى تنظيم" الدولة الإسلامية " على أسلحة تشمل دبابات ومدافع مضادة للطائرات إضافة إلى بضع طائرات هليكوبتر وألوف البنادق الآلية وعشرات الرشاشات الثقيلة والخفيفة والمتوسطة، وقاذفات الرمانات اليدوية ، وراجمات الصورايخ الصغيرة، وكلها أسلحة أمريكية حديثة خلّفها آلاف الجنود في وحدات الجيش العراقي الذين دربتهم الولايات المتحدة وفروا دون قتال أمام التقدم الأول للتنظيم في يونيو/ حزيران 2014. فيما اقتصر تسليح البيشمركة على الأسلحة الخفيفة، لاسيما أن القانون العراقي يحظر عليهم امتلاك أسلحة ثقيلة أو طائرات أو صورايخ بوجود الجيش العراقي النظامي المرتبط بالحكومة المركزية، وهذا أمر ساهم في ضعف قوتهم أمام تنظيم الدولة الإسلامية في المناطق المشار إليها كما أشار الصحفي الكردي احمد حسو.

فيما قال رمزي مارديني الزميل في مجلس الأطلسي للأبحاث لوكالة أنباء رويترز "أحد الأخطاء الكبيرة في التاريخ الكردي يتمثل في النزوع الى الثقة الزائدة في أحلك الأوقات."

وأضاف "بالغ الأكراد بالتأكيد في الترويج لقدراتهم العسكرية ومؤسستهم الأمنية. ربما كان يوجد منطق استراتيجي في نفخ الصدور والجعجعة.. لكن عند نقطة ما ربما صدق كثير من الأكراد دعايتهم الخاصة."

جيش بأسلحة قديمة

نشرت قيادة إقليم كردستان العراق قوات البيشمركة على مساحات كبيرة وواسعة بعد سيطرة قوات تنظيم الدولة الإسلامية على الموصل وصلاح الدين، مزودة بأسلحة ترجع للعهد السوفيتي غنمتها من الجيش العراقي أثناء انتفاضة 1991، وأثناء معارك 2003 التي أفضت إلى هزيمة الجيش العراقي الكبرى ومن ثم انحلاله ، وهي بتلك الأسلحة لم تكن مستعدة لمواجهة عدو ظل يشحذ مهاراته في سوريا المجاورة على مدى العامين المنصرمين.

وقال جون ديريك محلل شؤون العراق في مؤسسة ايه.كي.اي اللندنية التي تقدم المشورة لشركات النفط وعملاء آخرين "تعودت البيشمركة على حراسة نقاط التفتيش لكنها غير معتادة على ذلك النوع من القتال العنيف في أماكن لا يعرفونها في الأغلب وسط أناس ليسوا أكرادا."

وكانت الدولة الإسلامية أفضل تجهيزا أيضا بأسلحة نهبت من الجيش العراقي ومنها مدفعية بعيدة المدى ودبابات وعربات مدرعة وقاذفات صواريخ وبنادق قناصة بالإضافة إلى مئات الأطنان من الذخيرة. وكانت الأموال أيضا تتدفق بين أيديهم.

Irak Kurdistan Soldaten Emblem
ولم تُختبر قوات البيشمركة فعليا على الإطلاق بعد أن أطاح التحالف الدولي الذي قادته الولايات المتحدة بصدام حسين في 2003صورة من: picture-alliance/dpa

دعم أمريكي سريع للبيشمركة

وأشار تقرير وكالة رويترز للأنباء إلى أنّ الحكومة الأمريكية قد بدأت الآن إمداد الأكراد بالأسلحة بصورة مباشرة استجابة لمناشداتهم للحصول على معدات عسكرية تماثل ما لدى تنظيم الدولة الإسلامية. وحفز التهديد أيضا التعاون بين المنطقة الكردية والحكومة الاتحادية في بغداد التي أوقفت إرسال الأسلحة والمرتبات للبيشمركة منذ سنوات بسبب خلافات بشأن النفط والميزانية.

وقال تشارلز دون الذي عمل في ملف العراق في البيت الأبيض في إدارة بوش إنّ الأكراد لديهم قوة كافية للحفاظ على أنفسهم لكن ربما لا يمكنهم استعادة كل الأراضي التي تركوها.

وأضاف "من الناحية العسكرية أشك في أنّ القوات المسلحة لحكومة إقليم كردستان قادرة، أو تحديدا، مستعدة لخوض قتال بعيدا عن حدودهم باتجاه الجنوب لكن مع الحصول على مساعدة كبيرة ، ليس فقط أسلحة وإنما أيضا معلومات مخابرات، يمكنهم الدفاع عن منطقتهم."

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد