1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

العام الدراسي الجديد يثقل كاهل الأسر الغزاوية ويعمق أزمتها المادية

٥ سبتمبر ٢٠١١

ما كاد ينتهي رمضان والعيد وما صاحبهما من مصاريف، حتى أصبح العام الدراسي الجديد على الأبواب ويصاحبه "كسوة المدارس". مناسباتٌ متتالية أربكت الأُسر الغزاوية التي باتت عاجزةً أمام نفقات في ظل وضع اقتصادي سيء.

https://p.dw.com/p/12TRW
العام الدراسي الجديد في غزة يجلب معه أعباء مادية كبيرة على سكانهاصورة من: DW

"رمضان..عيد..مدارس..ثلاث ضربات في الرأس بتوجع" هكذا تصف الحاجة أم إياد من مدينة غزة ما تمر بها وأسرتها من نفقات لمناسبات متتالية. مشيرة أنها وزوجها لا يقدران على الإطلاق الإنفاق بشكل طبيعي على أبنائهم السبعة في ظل أوضاعهم الاقتصادية التي وصفوها لدويتشه فيله:" لا تسر عدوا ولا حبيبا". بينما محمد الغرابلي أخذ في عين الاعتبار مُسبقاً هذه المناسبات المتتالية مشيراً لنا بأنه لم يتمكن من كسوة أبناءه الخمسة في العيد نظرا إلى أهمية مستلزمات العام الدراسي الجديد قائلاً: "وضعي المادي صعب.. بصراحة القرطاسية (أدوات مكتبية) والزى المدرسي أهم من ملابس العيد". بينما الموظف(س.ا) يُكيل الاتهام للسلطة مشددا بنبرة غاضبه وحزينة:"المُرتب ما بكفينا..ما بالك لو السُلطة أعطتنا فقط في هالمناسبات نص الراتب بس!".



ديون متراكمة... وعام دراسي جديد دون زى مدرسي

Schultaschen Straßenverkauf im südlichen Gazastreifen
الأسواق تعج بالبضائع والأدوات المدرسية لكن القدرة الشرائية تكاد تكون شبه معدومةصورة من: DW

تتوالي شكوى الأُسر. ويتحدثون جميع من قابلتهم دويتشه فيله بأسى عن استقبالهم للعام الدراسي الجديد. في شارع البحر، في سوق خان يونس جنوب القطاع، استوقفنا مشهد لصوت مرتفع لرجل مع زوجته في العقد الخامس وبصحبته أربعة أطفال أمام أحد المحال. رفض الحديث معنا! لكن صوته المرتفع أجاب عما كنا نصبو إليه. كان محور كلامه مع زوجته عن إحباطه الشديد بسبب ديون تراكمت عليه وأن أحد المحال التجارية رفض استدانته للزى المدرسي لأبنائه الأربعة. وبذات الشعور والحال يشكو أبو مجدى من غزة ضيق الحال ويقول: "البطالة والحصار وقفت حالنا وزادت من ديوننا..جبت نص زي أولادي المدرسي".


ربما تمكن البعض القليل من شراء الزى المدرسي والأدوات المدرسية لأبنائهم. دويتشه فيله تحدثت في معسكر خان يونس مع إحدى الأسر التي قالت: "مشترناش (لم نشتري) خالص أي حاجة للمدارس لأولادنا..من وين؟ كله قديم!". فيما تغلبت بعض الأسر التي قابلناها عن مشكله شراء وتوفير اللباس المدرسي قائلين:" الوزارة والمدارس سمحت لنا بلبس زي (لباس مدرسي) عادي غير متقيدين بزي معين..عشان(علشان) ظروفنا الصعبة". وهذا لمسناه في حوارات مع كثير من الأسر في أنحاء مختلفة من القطاع، بعدم تمكنهم من شراء الزى المدرسي لأبنائهم منذ ثلاث سنوات، وهذا ما تسمح به المدارس أحيانا للتغلب على حالة الفقر المدقع لطلبة المدارس.


أسواق مكدسة... وقدرة شرائية ضعيفة

Uniformen Straßenverkauf im südlichen Gazastreifen
المدارس خففت من قيود اللاتزام باللباس المدرسي لتخفيف الأعباء المادية على أسر التلاميذصورة من: DW

انعكست الأوضاع الاقتصادية السيئة لدى أبناء القطاع على حالة الأسواق الخاصة بمستلزمات العام الدراسي الجديد. فوجدنا بضائع وأدوات مدرسية مكدسة في الأسواق في انتظاري المشترين. وبينما نحن في أحد أسواق غزة الشهيرة توقفنا عند شابين يبيعان اللباس المدرسي المدرسي، سألناهما:" كيف وضع البيع عندكم؟"، تبسما

وقالا:" سيء جدا جدا ..زي ما أنت شايف فش(لا يوجد) حد بيشتري". وانتقلنا إلى محال آخر لنجد سيدة واثنين من أطفالها تحاول أن تشتري من باعة متجولين، وراقبناها ونحن بقربها وما كادت أن تجد ما يناسب طفليها، حتى أخذت تفاصل البائع عن سعر الزي المدرسي(قميصان وبنطلونان) بشكل متواصل، أفسد عملية البيع فانصرفت، إلا أن البائع نادى عليها قائلا:"ماشي خذيهم زى ما بدك..ما جابوش حقهم بس علشان السوق واقف".


استعدادات وزارة التعليم والأونروا

في هذا الإطار أنهت مديريات التربية والتعليم في كافة مناطق القطاع من عملية توزيع كتب المنهاج الدراسي المقرر. في حين عقدت مديرية التربية والتعليم في شمال غزة اجتماعا لمدراء ومديرات المدارس من أجل الترتيبات التي تجريها المديرية استعدادا لانطلاق العام الدراسي الجديد 2011-2012 المرتقب في الرابع من الشهر الجاري. وأوضحت الوزارة أن المديريات قامت بتوزيع الطلاب والطالبات على مدارسهم الجديدة في كافة الفصول خاصة مراحل النقل للصفوف العليا بما يتناسب مع أماكن سكنهم وسهولة الوصول إلى مدارسهم، كما تم توزيع المعلمين الجدد ممن تفوقوا بالاختبارات والمقابلات الشخصية. إلى ذلك أوضح د. محمود الحمضيات، رئيس برنامج التربية والتعليم في وكالة الغوث بغزة، أن الوكالة أنهت التحضيرات والاستعدادات لافتتاح العام الدراسي الجديد.

شوقي الفرا – غزة

مراجعة: طارق أنكاي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد