العالم حزين لفقدان ستيف جوبز والسوريون يحتضنونه ويتمنون رحيل الأسد
٦ أكتوبر ٢٠١١توالت التعازي على رحيل ملهم شركة آبل من زعماء عالميين ومنافسين في قطاع الأعمال ومحبيه. وكان لافتا تدفق التعليقات على موقع تويتر الاجتماعي من المستخدمين السوريين، الذين نعوا رحيل جوبز، ذي الأصول السورية، حيث أقام مستخدمو الموقع ربطا بين الحزن على رحيله والغضب لبقاء الرئيس بشار الأسد في الحكم بعد سبعة أشهر من الانتفاضة. وقال أحد المستخدمين "توفي اليوم السوري الخطأ" معبرا عن مشاعر معارضي الرئيس السوري. وقال مؤيد آخر للمعارضة على الموقع الالكتروني "إنه عالم مريض نعيش فيه عندما يتحتم أن يموت ستيف جوبز بالسرطان في حين يبقى بشار الأسد سرطان سوريا."
واثني آخرون على جوبز الذي لم تذكر صلته بسوريا سوى على نطاق محدود قبل الآن واعتبروه "عربيا أمريكيا عظيما" و"أشهر عربي في العالم". وفي سوريا قال بعض الأشخاص الذين رفضوا جميعا ذكر أسمائهم بالكامل إنه كان من المستبعد أن يحقق جوبز هذه النجومية لو كان عاش في البلد الذي ولد فيه أبوه والذي تحكمه أسرة الأسد منذ 41 عاما. وعبر أحد سكان دمشق ويدعى احمد (28 عاما) عن سعادته بمعرفة أن جوبز له أصول سورية رغم أنه لا يقدر على شراء أي من أجهزة ابل. وقال أحمد "أعتقد أنه لو عاش في سوريا لما تمكن من تحقيق أي شيء من هذا أو لاختار ان يغادر سوريا."
وكان جوبز، قد ولد في سان فرانسيسكو لأم أمريكية هي جوان كارول شيبل وأب مولود في سوريا هو عبد الفتاح أو "جون" جندلي. وأعطي بعد فترة وجيزة من ولادته لأسرة تبنته بسبب رفض عائلة شبيل لزواجها من شخص عربي، حسبما صرح جندلي. ولم يعرف الأب السوري سوى في السنوات الأخيرة فقط أن جوبز، الرئيس التنفيذي السابق لأبل، هو ابنه.
العالم حزين
وفي الولايات المتحدة نعى الرئيس الأمريكي باراك أوباما ستيف جونز، الذي توفي امس الأربعاء بالتوقيت المحلي للولايات المتحدة، قائلا إنه جسَّد "روح العبقرية الأمريكية، ويصنف ضمن أعظم المبتكرين الأمريكيين".وقال أوباما في بيان: "كان ستيف بين أعظم المبتكرين الأمريكيين ولديه من الشجاعة ما يكفي للتفكير بشكل مختلف والجرأة الكافية ليعتقد أنه قادر على تغيير العالم وكان لديه من الموهبة ما يكفي لفعل ذلك".
ومن جهته قال الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف اليوم الخميس إن رجل الأعمال الأمريكي الراحل ستيف جوبز، ضرب مثالا يحتذي به الجميع طيلة حياته. وكتب ميدفيديف على موقع "تويتر" الإلكتروني للتواصل الاجتماعي إن "أناسا مثل ستيف جوبز يغيرون وجه العالم". وكان ميدفيديف قد التقى مع جوبز في صيف عام 2010 خلال زيارة له إلى الولايات المتحدة. وأضاف ميدفيديف: "أقدم خالص تعازي لجيرانه ومن قدروا ذكائه وموهبته".
وذكرت وكالة أنباء "انترفاكس" الروسية أن متاجر شركة "آبل" في مدينة سانت بطرسبورغ، ثاني أكبر مدينة في روسيا، علقت صور جوبز اليوم الخميس.
وفي ألمانيا نعى اتحاد ناشري الصحف الألمانية ستيف جوبز. وقال ألكسندر فون رايبنيتس، المدير التنفيذي للقسم الإلكتروني بالاتحاد الألماني لناشري الصحف، ناعيا جوبز: "إنه يوم حزين لنا.. لقد غير ستيف جوبز العالم بالنسبة لنا أيضا".وأشار رايبنيتس إلى أن جهاز "أي باد" الذي تنتجه شركة آبل حرك سوق الحاسوب اللوحي في العالم وانه يمثل الخيار الأمثل للمجلات على الانترنت مضيفا:"نشعر بالامتنان له على ما فتحه لقطاعنا من إمكانيات".
ستيف جوبز .. الحاضر الغائب
وفي استراليا قالت رئيسة الوزراء الاسترالية جوليا غيلارد "كل واحد منا محاط في حياته اليومية بمنتجات ابتكرها هذا العبقري ليس من المبالغ القول انه غير العالم". من جهته أعلن رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ أن "الولايات المتحدة خسرت نابغة سوف يبقى في ذاكرتنا مثل إديسون واينشتاين، نابغة ستحدد أفكاره شكل العالم لعدة أجيال".
وقال المدير العام الحالي للمجموعة تيم كوك في رسالة الكترونية وجهها إلى موظفي آبل ونشر نصها أن "آبل فقدت رجلا صاحب رؤية ومبدعا عبقريا، والعالم فقد إنسانا عظيما". وقال كوك في رسالته أن "ستيف خلف وراءه شركة ما كان احد سواه ليتمكن من بنائها، وروحه ستظل أبدا أساس آبل".
وأعرب بيل غيتس مؤسس مايكروسوفت عن عميق حزنه معتبرا أن تأثير ستيف جوبز على العالم سيستمر لعدة أجيال، فيما أعلن رئيس مجموعة والت ديزني العملاقة روبرت ايغر أن "العالم خسر شخصا فريدا نادرا". وأشاد ج.س. شوي، رئيس مجموعة سامسونغ الكترونيكس الكورية الجنوبية العملاقة، بمنافسه الكبير معتبرا انه "ادخل تغييرات ثورية كثيرة في قطاع تكنولوجيا المعلومات وكان مقاولا كبيرا".
أسطورة القرن الواحد والعشرين يواصل نجاحاته حتى بعد رحيله
كما ورد سيل من ردود الفعل على شبكات التواصل الاجتماعي مما يشهد على حجم الرمز الذي بات يجسده مهندس كل نجاحات آبل. ففي الصين وحدها تم تسجيل حوالى 35 مليون مدونة صغيرة عند ظهر الخميس، تناولت مؤسس آبل على خدمة المدونات الصغرى الرئيسية في البلاد "سينا ويبو".
وعلى صعيد آخر هبطت أسهم أبل في بداية تداولات بورصة فرانكفورت اليوم الخميس بعد وفاة ستيف جوبز الرئيس التنفيذي السابق للشركة والذي كان يعتبر قلب وروح الشركة بعد صراع مع مرض السرطان ومشاكل صحية أخرى.
وبحلول الساعة 0616 بتوقيت zرينتش انخفضت أسهم الشركة المدرجة في بورصة فرانكفورت 3.3 بالمائة. وقال روجر بيترز عضو مجلس إدارة شركة كلوز براذرز سايدلر "هذا الخبر يطغى اليوم على الأقل على المناقشات الدائرة بشأن الأزمة المالية." وجاءت ردود فعل البورصات بعد إعلان مجلس إدارة شركة آبل عن وفاة ستيف جوبز، الذي شارك في تأسيس المجموعة العام 1976 وأطلق أهم منتجاتها من كمبيوتر ماكنتوش إلى جهازي آي بود وآي باد.
ولكن يبدو أن ستيف جوبز ، أحد مؤسسي شركة "آبل" العملاقة للإلكترونيات، لا يزال يواصل سلسلة نجاحاته التي تفوق الخيال، حتى بعد وفاته أمس الأربعاء. فقد تصدر كتاب حول السيرة الذاتية لرئيس "آبل" الراحل ، قوائم الكتب الأفضل مبيعاً اليوم الخميس، بالرغم من أنه لن يطرح للبيع في المكتبات حتى أواخر الشهر الجاري. وقد كان من المقرر في الأصل نشر الكتاب في 21 تشرين ثان/نوفمبر المقبل، غير أن دار نشر "سيمون وشوستر" قررت تقديم موعد النشر إلى 24 تشرين بعد إعلان خبر وفاته. وجاء الكتاب على رأس قائمتي "أمازون" و"آي تيونز" للكتب الأفضل مبيعاً، بينما أتى في المرتبة الثالثة على قائمة موقع "بارنيز آند نوبل" الإلكتروني.
وولد ستيف جوبز في سان فرانسيسكو في 24 شباط/فبراير 1955، وكان يعاني منذ عدة سنوات من مشاكل صحية بعدما أصيب في 2004 بنوع نادر من سرطان البنكرياس وخضع في 2009 لعملية زرع كبد. ومنذ كانون الثاني/يناير وحتى وفاته كان جوبز في عطلة مرضية أعلن خلالها في 24 آب/أغسطس الماضي استقالته كمدير عام لآبل، تاركا هذا المنصب لمساعده تيم كوك. ووافته المنية أمس الأربعاء عن عمر يناهز 56 عاما، ليترك بذلك فراغاً كبيراً في عالم التكنولوجيا وفي قلوب محبيه.
(م ا/ رويترز، د ب أ)
مراجعة: منصف السليمي