1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الطقس الدافئ يزيد من معدل جرائم العنف والاغتصاب

١٠ مايو ٢٠١١

منذ قرون والمحققون الجنائيون يتساءلون عن تأثير الطقس على معدل الجريمة. وقد اكتشف خبراء علم الجريمة في مدينة هامبورغ الألمانية وجود علاقة بين حالة الطقس ومعدل الجريمة. فهل سيساعد هذا الاكتشاف في الوقاية من الجريمة؟

https://p.dw.com/p/119AR
إلقاء القبض على أحد المجرمين من قبل شرطي ألمانيصورة من: Fotolia/Schulz-Design

قبل حوالي 250 سنة وبالتحديد عام 1748 اقترح البارون الفرنسي مونتيسكيو تعديل قوانين الجريمة بحيث تكون معتمِدة على المناخ وحالة الطقس، مبررا ذلك بوجود تأثير لحالة الطقس على الجريمة. فمسألة وجود ارتباط بين حالة الطقس ومعدل الجريمة ليس بجديد، كما يقول خبير علم الجريمة أندرياس لومايار مدير قسم مكافحة الجريمة في شرطة هامبورغ، والذي يجري أبحاثا علمية حول مدى ارتباط بعض الجرائم بحالة الطقس.

وفي الوقت الحاضر يتم نشر حالة الطقس يوميا في أقسام شرطة مكافحة الجريمة بألمانيا. وأصبح نظام الخدمة في قسم الشرطة يتطلب أخذ الطقس بعين الاعتبار في محاضر الشرطة وفي تقييمهما للجريمة. كما أن أماكن وقوع الجريمة تتأثر بشكل ملحوظ باختلاف حالة الطقس.

العنف يزداد بارتفاع درجة الحرارة

Symbolbild Zivilcourage
الشجاعة المدنية تعني الإبلاغ عن وقوع الجرائمصورة من: dpa

ولكن هل يمكن أيضا معرفة كيف يمكن أن يكون سلوك المجرمين في حالات الطقس المختلفة؟ لمعرفة ذلك قام أندرياس لومايار وفريقه بجمع عدد ضخم جدا من المعلومات ويقول: "جمعنا إحصائيات كل يوم وعلى مدار الساعة على مدى السنوات العشرين الماضية، وهي بيانات تصف 200 متغيـِّر يتعلق بحالة الطقس. وبلغ عدد هذه البيانات 36 مليون إحصائية، بالاضافة إلى 175 ألف إحصائية حصلنا عليها من أقسام الشرطة".

ولكي لا يفقدوا مسار البحث، قام أندرياس لومايار وزملاؤه بتقييم مليوني إحصائية فقط من هذا الكم الهائل من البيانات. واستخلصوا منها أن هناك جرائم تحدث بشكل عام في كل حالات الطقس ولا يتأثر معدل حدوثها بشكل كبير بتغير الطقس، ومن أمثلتها على وجه الخصوص جرائم السطو وسرقة المحلات وسرقة السيارات وجرائم الاحتيال والمخدرات. وفي المقابل توجد جرائم يزداد معدلها في بعض حالات الطقس ومنها جرائم العنف والاعتداء على الآخرين، ويؤكد لومايار ذلك بقوله إنه: "كلما كان الطقس أدفأ كلما ازداد معدل العنف. وقد قمنا بحساب ذلك إحصائياً بشكل دقيق: فكلما ازدادت درجة الحرارة بمقدار درجة مئوية واحدة ازداد معدل جرائم العنف بمقدار سبعة من عشرة في اليوم الواحد".

وإذا أخذنا أيام الأسبوع ومدة سطوع الشمس كعوامل مساعدة فستتضح الصورة أكثر، ويضيف الباحث في علم الجريمة قوله إن "يوم سبت دافئ ومشمس في الصيف في شهر آب/أغسطس يؤدي إلى 82 حالة عنف. وأما يوم ثلاثاء بارد في نهاية الشتاء وفي بداية شهر مارس / آذار فيؤدي إلى 51 حالة عنف. وهذا فرق كبير جدا".

الاغتصاب وسرقة الدراجات: جرائم الطقس الحار

Symbolbild Vergewaltigungsopfer
جرائم الاغتصاب تزداد في الأيام الدافئةصورة من: PA/dpa

أما جرائم الاغتصاب الجنسي فإنها تكثر في الأيام الحارة، ويؤكد أندرياس لومايار أن "هذه المعلومة ليست بجديدة، ولكننا نستطيع تأكيدها: فكلما أصبح الطقس أدفأ كان ذلك أكثر خطراً على النساء".

أما الجريمة الأكثر اعتمادا على الطقس فهي سرقة الدراجات الهوائية، والتي تزداد بشكل كبير جدا في الصيف كما يقول لومايار "ففي عطلة نهاية الأسبوع في يوم أحد ممطر وبارد في بداية شهر مارس توجد مثلا 19 حالة من حالات سرقات الدراجات الهوائية. في حين يزداد عدد الدراجات المسروقة في أيام العمل في يوم ثلاثاء جميل ومشمس إلى 63 دراجة".

أما حالات السطو على المحلات فقد كان من الصعب حسابها وخلصت نتيجة الحساب إلى أنه كلما كان النهار أقصر، كلما ازداد عدد حالات السطو. ولكن هذا صحيح فقط في الطقس الجيد. علما بأن الليل في فصل الشتاء في ألمانيا طويل جدا مقارنة بالنهار، ويؤكد ذلك لومايار قائلاً: "كل ساعة تقع في الليل تحدث فيها حالة سطو واحدة أكثر. ولكن كلما ازداد الطقس برودة قل عدد حالات السطو. وإذا كانت الشوارع مغطاة بالثلج يقل عدد حالات السطو بمقدار ست حالات ".

الإحصاء يحد من معدل الجريمة

Diebstahl Symbolbild
اللصوص يعشقون الليالي المظلمة والدافئةصورة من: bilderbox

اللصوص يحبون إذَن الليل والطقس الدافئ. فأندرياس لومايار يتذكر أنه في إحدى ليالي الشتاء الباردة جدا في نهاية شهر يناير /كانون الثاني من عام 2011 لم تحدث في مدينة هامبورغ الألمانية إلا حالتان فقط من حالات سرقة مرايا السيارات، بالإضافة إلى حالة واحدة فقط: تسلل فيها اللص إلى أحد المنازل ويضيف قائلاً "حينها وفي ليل هذه المدينة الألمانية الكبيرة لم يكن هناك الكثير من الحركة في الشوارع لقد كانت المدينة شبه متجمدة من الثلج والبرودة".

ولكن إلى أي مدى يمكن الاستفادة من هذه المعلومات الإحصائية في التنبؤ بحدوث الجرائم في أوقات وأماكن معينة؟ يجيب الخبير في علم الجريمة أندرياس لومايار بأنه لدى شرطة مدينة ميمفيس كبرى مدن ولاية تينسي الأمريكية مثلا خبرة في هذا المجال، فهي تستخدم برنامجا حاسوبيا منذ عام 2005 اسمه بلو كراش من تصميم شركة آي بي إم. وكلمة كراش هي اختصار بالإنكليزية لما معناه: برنامج الحد من الجرائم اعتماداً على تاريخها الإحصائي.

ويستخدم محققو الشرطة هذا البرنامج الحاسوبي لتحديد احتمال حدوث جرائم السطو وحروب العصابات وتهريب المخدرات وغيرها من الأنشطة غير القانونية. وذلك على أساس بيانات إحصائية لجرائم مماثلة حدثت في الماضي. وتتعلق هذه البيانات بالطقس وبالمناسبات العامة التي قد تحدث فيها هذه الجرائم بكثرة، مثل الحفلات الموسيقية المكتظة بالناس. وقد نجح هذا البرنامج الحاسوبي في الحد من معدل الجريمة في مدينة ميمفيس الأمريكية بنسبة 30%، كما يقول لومايار.

فابيان شميت / علي المخلافي

مراجعة: عارف جابو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات