الطب الشخصي - طريقة جديدة في علاج السرطان
٩ أكتوبر ٢٠١٣يعتمد الطب الشخصي على معرفة الطبيب أسباب المرض بدقة، فالتشخيص المناسب يساعد الأطباء على علاج المريض بشكل دقيق، على ما يرى فرانك كيشكل من شركة "تيرابي سيليكت". والتشخيص الخاطئ يؤدي إلى حدوث أخطاء في عملية العلاج، حسبما يؤكد كيشكل. ويضيف قائلا: "لا يمكن علاج حالات كسر العظام باستخدام المراهم فحسب، بل يجب إعادة العظم إلى موقعه الأساسي وتثبيته ليتعافى".
وكما هو الحال في علاج كسر العظام، فإن علاج مرض السرطان يتطلب تشخيصا مناسبا، ليتمكن الطبيب من معرفة الطريقة الأمثل للعلاج وتحديد جرعة الدواء اللازمة. وفي هذا الإطار تمكن كيشكل من إيجاد طريقة تجنب المرضى تحمل آثار الأدوية الكيميائية أكثر مما يحتاجونه: إذ طور اختبارا للمقاومة يمكن بواسطته معرفة أكثر الأدوية الكيميائية تأثيرا على جسد المريض، مما يساعد الأخير على تجنب الأدوية غير الفعالة.
أدوية مخصصة لجينات السرطان
وبإجراء اختبار آخر يتم تحليل جينات السرطان لدى المريض والمسماة ب"الجينات المسرطنة"، وذلك للتعرف على خصائص الخلايا السرطانية، ما يساعد على مكافحتها بشكل أفضل، حسبما يؤكد كيشكل. وفي حديثه مع DW يؤكد كريستوف فون كاله، من المركز الدولي لعلاج أمراض السرطان في مدينة هايدلبرغ الألمانية، على أن التغييرات الجينية المسببة للسرطان يمكن علاجها بواسطة عقاقير تتعامل بشكل خاص مع أماكن معينة في الجزيئات. ويضيف قائلا "وتستخدم هذه العقاقير في علاج أشكال معينة من سرطان الجلد الأسود وسرطان الثدي".
ويعد العلاج المناعي من طرق العلاج الواعدة، ولكن يجب أيضا في الوقت نفسه أن تتوافق طريقة العلاج هذه مع حالة كل مريض تماما. ويقوم العلاج المناعي على دفاع الجسم عن نفسه ضد الخلايا المسرطنة. وبهذه الطريقة يمكن للأطباء استخدام جهاز المناعة للمريض من أجل إنتاج لقاحات خاصة بأورام محددة، أو بإمكانهم استئصال خلايا جهاز المناعة، ما يساعد على تحفيزه ليقوم بمهاجمة الورم والقضاء عليه.
ويؤكد فون كاله أن الطب الشخصي ضروري لعلاج السرطان. ورغم ذلك يحذر الأطباء من التسرع في الحكم على نتائج هذا النوع من الطب، إذ لا يزال في مراحله الأولى. ويسعى مشروع الاتحاد الدولي لبحث أسباب مرض السرطان لمساعدة الأطباء في الحصول على نتائج مفيدة في أقرب وقت.
ويأمل فون كاله وزملاؤه في الحصول على قائمة بالجينات الأكثر ظهورا لدى الأشخاص والمسببة لأمراض السرطان في فترة لا تجاوز سنتين إلى ثلاث سنوات. وهو الأمر الذي من شأنه أن يسهل على الأطباء معرفة العلاج والأدوية الملائمة لكل مريض.