1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الشركات العالمية تتهافت على البصرة بحثاً عن استثمارات نفطية

٢٨ نوفمبر ٢٠١٠

تعد البصرة من أغنى مدن العراق في إنتاج النفط. وتشهد المدينة في الوقت الحالي إقبالاً كبيراً من المستثمرين الأجانب الذين لم يعودوا يخشون الوضع الأمني، وهو ما ظهر خلال المعرض الذي أُقيم فيها بمشاركة 250 شركة من 30 بلداً.

https://p.dw.com/p/QKTN
مصنع لتكرير البترول في البصرةصورة من: AP

يبدو أن الشركات الأجنبية لم تعد تتخوف من الهاجس الأمني في مدينة البصرة، أغنى مدن العراق بالنفط الخام، وشرعت في التواجد بقوة في هذه المدينة وفتح مكاتب لها؛ كما يبدو أن موظفي هذه الشركات تغلبوا على مخاوفهم، فتراهم يتجولون في شوارعها بحرية ويندمجون مع أهالي المدينة في الأسواق والشوارع بشكل غير مألوف لأول مرة منذ اتساع رقعة أعمال العنف في العراق على خلفية الغزو الأمريكي عام 2003.

وأقامت شركة "بيراميس" التركية بالتعاون مع وزارة التجارة العراقية خلال الأيام الثلاثة الماضية أكبر معرض من نوعه في مجال النفط والغاز في مدينة البصرة بمشاركة 250 شركة عالمية تمثل 30 بلداً. ولا يمكن للعين أن تخطئ منظر ممثلي الشركات الأجنبية من الآسيويين والأجانب والعراقيين حاملي الجنسيات الأجنبية الممثلين أو وكلاء الشركات الأجنبية وهم يجوبون شوارع المدينة بسياراتهم التي ترافقها سيارات الحماية الأمنية، أو غيرهم الذين يختارون سيارات الأجرة العراقية.

"الشركات الأجنبية هي السبيل لتطوير المدينة"

Patrouillenboot auf dem Schatt el-Arab
البصرة هي المنفذ البحري الوحيد في العراقصورة من: AP

وتكتظ فنادق الدرجة الأولى، وأبرزها فندقا شيراتون البصرة ومناوي باشا، وغيرها من فنادق المدينة بالنزلاء الأجانب في مشهد غير مألوف. ويقول عادل (42 عاما)، وهو ضابط بحرية في الجيش العراقي السابق ويعمل حاليا سائق تاكسي: "مشهد انتشار ممثلي الشركات الأجنبية في شوارع وأسواق البصرة أصبح مألوفا منذ أشهر وخاصة من الجنسيات الأسيوية. ويبدو أنهم لم يعودوا يكترثون بالوضع الأمني". وأضاف: قبل أيام ركب معي ثلاثة أجانب واتضح بعد الحديث معهم أنهم يعملون بشركة نفطية روسية وكانت لغتهم الإنجليزية سيئة للغاية لكنني كنت أفهم ما يقولون، وعرفت منهم أنهم يزورون المدينة لأعمال تتعلق بتطوير أحد الحقول النفطية في البصرة".

ولم يعد أهالي البصرة يستغربون مثلا شكل أجنبي يتجول في الشوارع وهو يرتدي بنطالا قصيرا مع تي شيرت ويضع قبعة على رأسه وبيده كاميرا أو يحمل جهاز حاسوب، أو أن تقف طوابير السيارات ذات الدفع الرباعي سوداء اللون في مناطق مكتظة أو بالقرب من الفنادق من دون أن تخشى من التعرض لهجمات. ويرى المهندس سالم الأحمد (46 عاما) أن الشركات الأجنبية هي السبيل لتطوير المدينة لأنه سئم "الوعود الحكومية وبالتالي فإن الاستثمار الأجنبي هو الحل الحقيقي لإنهاء المشاكل المستعصية منذ عشرات السنين في مدينة البصرة وخاصة ما يتعلق بمياه الشرب وإعمار المدينة". وأكد الأحمد أن "تواجد الشركات الأجنبية في مدينة البصرة لا يشكل أي مشكلة بل هو مفتاح الأمل لإعادة الحياة إلى هذه المدينة" ، مشيرا إلى أن "المطلوب من جميع البصريين هو حماية كل أجنبي جاء من أجل البناء والإعمار، وطرد أي شخص يعمل على الإساءة إلى هؤلاء لأننا نريد بناء مدينتنا بشكل حضاري خاصة وأنها أغنى مدينة عراقية".

أغنى مدن العراق في إنتاج النفط

وتعد مدينة البصرة التي يبلغ عدد سكانها ثلاثة ملايين نسمة من أغنى مدن العراق في إنتاج النفط الخام حيث تضم حوالي 70 في المائة من احتياطيات العراق النفطية؛ ومن أبرز حقولها غربي القرنة والرميلة والزبير ومجنون وبن عمر، وجميع هذه الحقول مصنفة على أنها إما عملاقة أو فوق عملاقة، إضافة إلى حقول أخرى كثيرة. بالإضافة إلى ذلك تعد مدينة البصرة المنفذ البحري الوحيد للعراق لاستقبال حاويات السلع والبضائع عبر ميناء أم قصر شمالي الخليج.

Irak Öl Ölraffinerie Basra
تضم البصرة 70 في المائة من احتياطيات النفظ العراقيةصورة من: AP

وقال سامر هادي حسين، ممثل شركة النيزك لحفر الآبار والخدمات النفطية الإماراتية المشاركة في معرض البصرة الدولي للنفط والغاز إن "مدينة البصرة تمثل مركز الاقتصاد العراقي بأكمله وخاصة في مجال النفط". وأضاف خلال مشاركته: "نحن ندخل هذه السوق لأول مرة ونأمل في التعاون مع الشركات الأجنبية التي حصلت على تراخيص الاستثمار في الحقول النفطية للحصول على عقود لحفر الآبار النفطية والخدمات النفطية". وكشف أن "الهاجس الأمني يشكل مصدر قلق للشركات"، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن "هذا لا يعني أننا لا نريد العمل في مدينة البصرة بل نعمل حاليا على فتح مكتب للشركة بكادر عراقي لإدارة الأعمال وتنفيذ المشاريع المستقبلية".

ومن جانبه أكد اللواء ركن عادل دحام، قائد شرطة البصرة، لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) قدرة قوات الأمن على "توفير الحماية لجميع الشركات الأجنبية العاملة في مدينة البصرة أو التي لها الرغبة بالعمل بالمدينة". وأضاف أن "الشركات التي تريد اصطحاب شركات أمنية معها لابد أن تخضع للضوابط والقوانين السارية، ونؤكد في كل الحالات أن الحاجة للشركات الأمنية ستكون ضعيفة في البصرة". وقال :"نحن جادون في عملنا الأمني من أجل تطوير هذه المدينة ولا خشية على عمل الشركات الأجنبية في البصرة".

(س ج / د ب أ)

مراجعة: طارق أنكاي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد