1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الشركات العائلية: دعامة قوية للاقتصاد الألماني

١٤ يونيو ٢٠١٠

تلعب الشركات العائلية دورا اقتصاديا هاما وتملك مليون مصنع وتنتج ما يقارب 50 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي، كما أنها تساهم إلى حد كبير في تأهيل الشباب للانخراط في الحياة العملية رغم أن بعضا يشكو من سوء التدبير.

https://p.dw.com/p/NmT3
الشركات العائلية في ألمانية تشكل ركيزة أساسية للإقتصاد الألمانيصورة من: picture alliance/dpa/dpaweb

عندما يدور الحديث عن الاقتصاد يتم التركيز على اتحادات الشركات الألمانية الكبرى مثل سيمنس ودويتشه بنك ودويتشه تيليكوم، فكل من هذه الشركات يشَغل آلاف الأشخاص وتصل أرباحه الإجمالية إلى المليارات. وفي كثير من الأحيان لا تذكر نجاحات الشركات العائلية التي تلعب دورا أساسيا في الاقتصاد الألماني. لكن أهمية الشركات العائلية لا تعني تلقائيا أنها تدار من قبل خيرة الناس. فأسرة شليكر مثلا التي تهيمن على إمبراطورية بكاملها لمخازن العطورات وأدوات التجميل تعطينا مثالا واضحا على ذلك، فقد حكمت المحكمة في شتوتغارت على الزوج المالك للشركة بالسجن عشرة شهور مع وقف التنفيذ وبعقوبة مالية بمقدار مليون يورو لأنه غش المستخدمين في مخازن الشركة.

وهناك أيضا شركات عائلية لا تجدد في أساليب إنتاجها مثلما فعلت أسرة ميركلين المالكة لشركة إنتاج نماذج القطارات الحديدية، فقد احتفظت بأساليب إنتاج عفا عليها الزمن منذ وقت طويل إلى أن وصل بها الحال إلى الاضطرار إلى بيع الشركة. وهناك بين الشركات العائلية من يبالغ في تقدير إمكانياته، من ذلك مثلا أسرة شيفر التي اشترت اتحاد شركات كونتينينتال وتشكل مثالا واضحا على خطأ التصرف التام.

الشركات العائلية تشكل دعامة قوية للاقتصاد القومي

لكن بشكل عام كما يعتقد يوهان إيكهوف، من معهد أبحاث القطاع المتوسط في مدينة بون، تبقى الشركات العائلية هي الأفضل، نظرا لعملها وفق نظام معين، فمالك الشركة يتصرف انطلاقا من أن أحد أفراد الأسرة سيستلم مسئولية الشركة فيما بعد، أي أن تنظيم العمل قائم على التفكير باستمرارية الإنتاج على مر أجيال، بينما تضع الشركات القائمة على رأس المال برامج عملها لفترات زمنية محدودة لا تتعدى الثلاثة أشهر.

Flash-Galerie Familienunternehmen Deutschland Henkel
بيرسيل أحد منتجات شركة هينكيل العائلية لمواد الغسيلصورة من: AP

ويفسر إيكهوف ذلك كالتالي:"عندما تضع هذه الشركات مخططات عملها وفق مخطط زمني يمتد على مدى ثلاثة أشهر فقط تكون مضطرة لضبط الأرقام كي لا يحدث خلال تلك الفترة أي تراجع في الإنتاج". لذا فالشركات العائلية تركز خلال مرورها بفترات عصيبة على تصحيح الأخطاء بكل تروي وهدوء، وبطريقة تضمن للشركة الاستقرار على المدى الطويل، حتى وإن اضطرت إلى استثمار كميات معينة من الأموال لفترة قصيرة ومنيت من جراء ذلك ببعض الخسائر كما يقول إيكهوف، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من الشركات العائلية تستمر حتى الجيل الثالث أو الرابع ويفوق إنتاجها نصف حجم الإنتاج القومي الإجمالي.

ولو كان بإمكان الشركات العائلية تأمين رأس المال بسهولة أكبر لتمكنت من زيادة حجم إنتاجها. وتقع مهمة تأمين رأس المال على أفراد الأسرة المالكة للشركة، لكن هذه الأخيرة لا تستطيع في غالب الأحيان تأمين رأس المال اللازم حتى في حال تحقيق أرباح جيدة. الأمر الذي يعتبر كما يقول إيكهوف: "من السلبيات التي تعاني منها الشركة خلال المراحل التي تلوح فيها فرص جيدة في السوق"، ويضيف: "إن هذه الشركات تتردد في إشراك عدد آخر من أصحاب الشركات الأخرى، لأن هذا يضعف الأساس الذي تقوم عليه الشركة العائلية" لكن ربما يدفعها هذا الوضع بالذات لتكون خلاقة وتتمكن من الاستمرار في السوق. والمعروف عن الشركات العائلية هي أنها مجددة بشكل كبير كما يقول رئيس رابطة الشركات العائلية باتريك أديناور: "إن هذه الشركات رائدة عالميا في الميادين التي تعمل فيها، لهذا فإن وجودها يعود بالفائدة على ألمانيا بشكل عام."

دور الشركات العائلية في تأهيل الشباب

وتسعون بالمائة من المصانع في ألمانيا تملكه أسر، ويزيد عدد هذه المصانع على المليون. وفي هذه المصانع يتعلم معظم الشبان مهنتهم كما يقول إيكهوف، مشيرا إلى أن ارتفاع نسبة البطالة في أوساط الشبان في اسبانيا وفرنسا عائد إلى عدم وجود نظام التدريب للشباب لديها، إذ يتوجه هؤلاء بعد المدرسة إلى الحياة العملية مباشرة، ويتلقون أجورا وكأنهم أتموا تدريبا كاملا. ومعظم الشركات تتخوف من ذلك، لهذا تصل نسبة بطالة الشباب عن العمل إلى خمسين بالمائة.

Flash-Galerie Familienunternehmen Deutschland Miele
شركة ميله العائلية لإنتاج الأجهزة الكهربائيةصورة من: AP

ويعمل ستون بالمائة من المستخدمين لدى شركات عائلية، وقد توصل معهد دراسات السوق إيمنيد إلى نتيجة مفادها أن ما يقارب تسعين بالمائة من المستخدمين يرغبون في العمل لدى شركات عائلية. ويعتقد أديناور أنه يعرف أسباب ذلك ويقول في هذا الصدد: "الشركات العائلية ذات روابط قوية، والميل إلى الروابط غريزة متأصلة لدى الإنسان منذ القدم". لهذا فإن الشعور بالانتماء إلى الشركة يشكل، حسب رأيه ،عنصر استقرار بالنسبة إلى المستخدمين في عالم يفتقر فيه الإنسان إلى الدعم والسند، والشركات العائلية تلتزم بهذا المبدأ بشكل قوي.

الكاتبة: يوتا فاسرراب/ منى صالح

مراجعة: طارق أنكاي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد