1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الشرق الأوسط على طريق الحرية والديمقراطية

٣ مارس ٢٠٠٥

أدلى الفلسطينيون بأصواتهم وتبعهم العراقيون والآن تحرك اللبنانيون. يبدو وكأن فيروس الديمقراطية ينتشر في الشرق الأوسط. ولكن هل ذلك نتيجة للسياسة الخارجية الامريكية التي اعتمدت ادخال الديمقراطية ولو بأساليب عنيفة؟

https://p.dw.com/p/6KCS
متظاهرون في بيروت ضد الوجود السوريصورة من: AP

استقالت الحكومة اللبنانية تحت ضغط الرأي العام اللبناني واستطاع عشرات الآلاف من المتظاهرين أن ينجزوا ما لم يكن بمقدرة القوى العظمى كالولايات المتحدة أن تحققه حتى الآن: اجبار دمشق على الانسحاب من البلد المجاور، الذي ما يزال حزب البعث الحاكم يعتبره جزءاً من سوريا الكبرى. وتحاول دمشق أن تقوض تحركات المفكرين الليبراليين السوريين، إلا أن أحد منهم لا يرغب في العودة الى فترة القمع التي اتسم بها عهد الرئيس حافظ الأسد، والد الرئيس الحالي. وتنفس المثقفون السوريون الصعداء بعد سنوات من الظلم، وهم يودون الانضمام الى حركة التحرر واستيقاظ الآمال السائدة حاليا في العالم العربي. آمال انتشار الديمقراطية بوتيرة متمهلة لكن في الوقت نفسه دائمة وعميقة، وتيرة تعتمد على تفريغ بطيء وفعلي لسلطة الحكام المطلقة، وليس انتشارا سريعا للديمقراطية عن طريق انقلابات، لا تأتي بتغير يذكر إذ أن مفعولها محدود. لم يعد الشعب في لبنان وجزئيا في سوريا يعتقد أنه ضحية لقدر لا يمكن تغييره: إذ اختار الفلسطينيون محمود عباس خلفا للرئيس عرفات وقرروا تغير المنهج السياسي، وتوجه العراقيون بالرغم من تهديدات الإرهابيين الى صناديق الاقتراع لانتخاب حكومة انتقالية. كما أن السعوديين يشاركون للمرة الأولى في الانتخابات المحلية، في حين وافق الرئيس المصري حسني مبارك على السماح لخصومه بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

Schlangestehen zur Wahl, Irak
عراقيون ينتظرون دورهم للادلاء بأصواتهمصورة من: AP
Palästinenser Wahlen Frauen vor Wahllokal
فلسطينيون في أحد صناديق الاقتراعصورة من: AP

إنها خطوات أولى وبسيطة، إلا أن هناك شعورا بأن التغيير سيحصل. فهل يمكن اعتبار ذلك نتيجة لنظرية الدومينو في مسيرة الديمقراطية التي تنبأ بها الرئيس الامريكي بوش؟ يمكن التوصل الى هذه الاستنتاجات إذا ما قيم الوضع سطحيا، ولكن التطورات الحالية هي خيار الشعب العربي وليست نتيجة الحرب على العراق. إذ بدأت الشعوب أن تكتشف أنها ليست ضحية القوى العظمى، إنما ضحية حكامها الذين عرفوا كيفية استغلال الموقف.

ويمكن القول إن انتشار وسائل الإعلام العربية الحرة على نطاق واسع منذ عشر سنوات من أهم أسباب هذه اليقظة، حيث استطاعت قناة الجزيرة وعدد من القنوات الأخرى أن تفلت من قبضة الحكام الاقليميين وأن تنشر وعيا جديدا وصورة جديدة للعالم، في منافسة مع المحرضين الذين يروجون للعنف والقتل باسم الصدام بين الثقافات.

هكذا يزداد الضغط للحصول على مزيد من الحرية وعلى الحكام المستبدين أن يقدموا التنازلات إذا ما أرادوا البقاء في السلطة. ولماذا لن ينجح التغيير السلمي في العواصم العربية كما كان في أوكرانيا مؤخرا؟ ليست واشنطن وراء هذا التطور، إلا أنها في أحسن الأحوال سرعت في تحريكه.

تعليق بيتر فيليب/ ترجمة لينا هوفمان