الشرع يبحث مع ولي العهد السعودي تعزيز العلاقات ومستقبل سوريا
٢ فبراير ٢٠٢٥في أول زيارة خارجية له منذ توليه السلطة التقى الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرعمع ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان في الرياض اليوم الأحد (الثاني من فبراير / شباط 2025)، فيما يشير إلى أن التحالفات في المنطقة ستشهد تحولات كبرى.وقال الشرع في بيان مكتوب بعد اجتماعه مع الأمير محمد "تناولنا اليوم خلال الاجتماع نقاشات ومحادثات موسعة في كل المجالات، وعملنا على رفع مستوى التواصل والتعاون في كافة الصعد، لا سيما الإنسانية والاقتصادية، حيث ناقشنا خططا مستقبلية موسعة في مجالات الطاقة والتقانة (التكنولوجيا) والتعليم والصحة". وذكر بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية أنه "جرى مناقشة أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وفرص تعزيزها في مختلف المجالات، إلى جانب استعراض تطورات الأوضاع الإقليمية والجهود المبذولة بشأنها". ومن المتوقع أن يبقى الشرع، الذي ولد في السعودية وقضى جزءا من طفولته بها، في المملكة غدا الإثنين لزيارة مكة المكرمة.
وبحث ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز خلال لقائه في مكتبه بقصر اليمامة في الرياض اليوم الأحد مع الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع السبل الرامية لدعم أمن واستقرار سوريا، وفق ما ذكرت وكالة الانباء السعودية "واس" مضيفةً أنه "جرى خلال اللقاء مناقشة أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وفرص تعزيزها في مختلف المجالات، إلى جانب استعراض تطورات الأوضاع الإقليمية والجهود المبذولة بشأنها".
وفي أول زيارة يقوم بها إلى الخارج منذ توليه الحكم أكد الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع التزام المملكة العربية السعودية دعم "بناء مستقبل" بلاده، وذلك عقب لقائه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وقال الشرع في بيان على تلغرام "أجرينا اليوم اجتماع مطولا لمسنا وسمعنا من خلاله رغبة حقيقية لدعم سوريا في بناء مستقبلها، وحرصا على دعم إرادة الشعب السوري ووحدة وسلامة أراضيه".
وتعول السلطات في دمشق على دعم الدول العربية لا سيما الخليجية، لإعادة إعمار البلاد ومعالجة تداعيات النزاع المدمر الذي امتد 13 عاما وأدى إلى دمار واسع في البنى التحتية السورية. وتعمل دمشق والرياض على تعزيز العلاقات بينهما في مرحلة ما بعد الأسد، مع إعراب السلطات الجديدة عن رغبتها في فتح صفحة جديدة مع المملكة. وكانت العاصمة السعودية وجهة أول زيارة قام بها وزير الخارجية السوري مطلع يناير / كانون الثاني 2025. كما زار نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان دمشق أواخر الشهر ذاته.
دمج سوريا الجديدة عربيا ودوليا
وقالت الخبيرة في مركز "الأهرام" للدراسات السياسية في القاهرة رابحة سيف علام أنّ "السعودية تؤدي دورا مهما في إعادة دمج سوريا الجديدة في الصف العربي وعلى الساحة الدولية أيضا". وأضافت لفرانس برس "تستفيد السعودية بشكل مباشر من إرساء الاستقرار في سوريا الجديدة"، موضحة أن "إيران أصبحت خارج المشهد في سوريا، ما أضعف نفوذها العام في المنطقة". وكانت إيران -الخصم التقليدي للسعودية رغم تحسن العلاقات في الفترة الأخيرة بين الرياض وطهران- أحد أبرز داعمي نظام بشار الأسد الذي شكل سقوطه خسارة استراتيجية كبيرة لطهران، بحسب محللين. وأشارت سيف علام إلى أن "تجارة المخدرات القادمة من سوريا إلى دول الخليج والتي كانت عنصرا مزعزعا للأمن الإقليمي أصبحت من الماضي". وخلصت إلى أنه "من الطبيعي جدا لهذا السبب أن تكون زيارة الشرع الأولى للرياض، فهو أسدى لها خدمة استراتيجية بطرد طهران من سوريا".
وسمَّى قادة الفصائل المسلحة -المشاركة في الهجوم الذي أطاح بالأسد في الثامن من ديسمبر / كانون الأول 2024- في يوم الأربعاء (29 كانون الثاني/ يناير 2025) الشرع رئيسا للمرحلة الانتقالية. وتأتي زيارة الشرع للسعودية بعد أيام من زيارة أمير قطرالشيخ تميم بن حمد آل ثاني لدمشق، وهي الأولى لرئيس دولة إلى سوريا منذ الإطاحة بالأسد.
ع.م / ع.ج (رويترز ، د ب أ ، أ ف ب)