1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الشرطة الألمانية - مهنة جديدة تسترعي اهتمام أبناء المهاجرين في ألمانيا

دويتشه فيله (ط.أ)١٨ ديسمبر ٢٠٠٧

في ظل تزايد أعداد المهاجرين في ألمانيا وتشعب مشاكلهم الاجتماعية بدأت الشرطة الألمانية تتجه إلى استقطاب كفاءات جديدة من بين أبناء المهاجرين. التوجه الجديد يفتح آفاقا جديدة لمزاولة مهنة طالما اعتبرت حكرا على الألمان.

https://p.dw.com/p/Caip
اهتمام متزايد من قبل أبناء المهاجرين بالإلتحاق بصفوف الشرطة الألمانيةصورة من: PA/dpa

لقد أضحى المجتمع الألماني بلا شك مجتمعا متعدد الثقافات والأجناس، لكن هذا الاختلاف، الذي يساهم في نظر الخبراء الاجتماعيين في إثراءه ثقافياً، يطرح من جانب آخر تحديات من نوع آخر تتعلق بالجانب الأمني. فكثيرا ما يجد رجال الشرطة الألمانية صعوبات في التعامل مع المهاجرين أو أبنائهم بحكم تباين الرؤى المرتبطة بثقافات مختلفة أو لعدم إلمام العديد من المهاجرين باللغة الألمانية، بل وحتى تعمد بعض المواطنين ذوي الأصول الأجنبية استخدام لغاتهم الأم للتحايل على الشرطة في حال ارتكابهم الجرائم والمخالفات.

وأمام هذه المتغيرات الاجتماعية بدأ جهاز الشرطة الألمانية بحملة ترويجية فريدة من نوعها، في المدارس والمنشورات وإعلانات الجرائد، بغية استقطاب المزيد من الشباب ذوي الأصول المهاجرة للالتحاق بأفرادها. ولا يُوجد في صفوف رجال الشرطة الألمانية سوى عدد قليل من أبناء المهاجرين. فعددهم لا يتجاوز مثلا في شرطة مدينة برلين، التي تتألف من 17 ألف عنصرا، سوى مائتين من أفراد الشرطة ينحدرون من أصول تركية أو عربية.

الفرصة مفتوحة أمام الجميع

Deutschland Terror Drohung gegen AirBase in Spangdahlem
الشرطة الألمانية تفتح أبوابها للجميعصورة من: AP

تعد الكنور كارامان، التي تبلغ 27 عاما وتنتمي إلى عائلة تركية مهاجرة تقطن في العاصمة الألمانية برلين، أحد الأمثلة القليلة على أبناء المهاجرين في ألمانيا، الذين أتيحت أمامهم فرصة الالتحاق بالشرطة الألمانية. فهي تعمل منذ ست سنوات لدى شرطة برلين بعد أن راودها الحلم منذ الصغر بالانضمام إلى الجهاز، الذي يقوم على حماية الأمن ويسهر على تطبيق العدالة.

كانت كارامان منذ نعومة أظفارها منبهرة بزي رجال الشرطة الألمانية بلونه الأخضر الداكن. وشاركت كارامان خلال فترة الدراسة في دورة تدريبية في إحدى أقسام الشرطة قبل أن تتقدم بطلب الالتحاق بالشرطة الألمانية بعد انتهائها من التحصيل الدراسي. وصاحب قرارها هذا شكوك ساورت أقاربها وأصدقائها، إذ أعرب والداها عن تحفظهما بدعوى أن فرص الالتحاق بصفوف رجال الشرطة الألمان مفتوحة فقط أمام الألمان، وأنه ليس هناك مجالاً للأبناء المهاجرين لمزاولة هذه المهنة. وعن ذلك تقول كارمان: "لقد كان والدي يخشيان أن تصيبني خيبة الأمل حين يتم رفض طلبي".

لكن هذه التحفظات والشكوك سرعان ما تبددت بعد أن اجتازت كارامان اختبارات اللياقة البدنية والاختبارات الأخرى بنجاح وبدأت دراستها في أكاديمية الشرطة كامرأة وحيدة ذات أصول أجنبية من بين 450 مرشحا.

التنوع الثقافي مكسب

BDT Tag der offenen Tür bei Berliner Polizei
الإلتحاق بالشرطة حلم يراود الكثير من الأطفالصورة من: picture-alliance/dpa

يمثل إلمام كارامان بالثقافة واللغة التركية ميزة مهمة مقارنة بباقي زملائها الألمان، خصوصا إذا تعلق الأمر بالعمل في الأماكن المليئة بالمهاجرين الأتراك، فكثير منهم لا يجيدون اللغة الألمانية. وفي هذا الصدد تقول كارامان: "هناك عائلات تركية كثيرة لا تتقن التحدث باللغة الألمانية، وأقوم عندها على الأقل بالترجمة".

كما يحفل هذا المحيط بمشاكل كثيرة أغلبها يرتبط بالعنف الأسري. وترى كارامان أن تلك المشاكل كانت تصادفها باستمرار خلال الدوريات التي كانت تقوم بها في الأحياء التي تقطنها الجالية التركية. ويتعدى دور الشرطية مجال الترجمة لتجد نفسها في موقف الوسيط الثقافي، خاصة في تلك الحالات التي ترغب فتاة تركية ما مغادرة بيت الوالدين الحافل بالمشاكل وحين يحاول الأب إرغام ابنته على العزوف عن قرارها وإجبارها على عدم مغادرة البيت.

وعندما تتدخل الشرطة لتجبر الأب على إخلاء سبيل ابنته تتحدث كارامان، انطلاقا من فهمها للخلفية الثقافية للأسرة، بلهجة مغايرة تطمئن بها مخاوف الأب والتخفيف من وقعة الموقف. وترى كارامان أن الشرطي الألماني يصعب عليه فهم أبعاد الإشكالية المرتبطة بالحادث، إذ لا يفهم أساس المشكل لأن الفتاة في نظره يحق لها فعل ما تريد مادامت قد بلغت سن الرشد.

ورحب العديد من المهاجرين بتكافؤ الفرص بين أبنائهم وأبناء الألمان فيما يتعلق باختيار هذه المهنة. ويقول أحد المهاجرين الأتراك وصاحب محل تجاري في برلين: "إنه من دواعي الفخر والاعتزاز أن يجد المرء فتاة تركية تعمل كشرطية ألمانية". لكنه أعرب في هذا السياق عن أمله أن يتم مستقبلا توظيف المزيد من أبناء المهاجرين في أجهزة الشرطة الألمانية، لأن كارامان لا تعدو في نظره حالات استثنائية يجب تعميمها على باقي أباء المهاجرين.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد