1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بعد فوز أردوغان .. برلين تشدد على "الشراكة الاستراتيجية"

٢٩ مايو ٢٠٢٣

لم يكن أردوغان الخيار المفضل بالنسبة لعدد من الساسة الألمان بين المرشحين في الانتخابات التي شهدتها تركيا إلى غاية الأحد. لكن بعد فوزه يبدي الساسة الألمان رغبة قوية في "عمل مشترك" لمعالجة "قضايا كبرى".

https://p.dw.com/p/4Rvou
أرشيف: مؤتمر صحفي مشترك بين شولتس وأردوغان في أنقرة
أرشيف: مؤتمر صحفي مشترك بين شولتس وأردوغان في أنقرةصورة من: Michael Kappeler/dpa/picture alliance

رسالة التهنئة التي نشرهاالمستشار الألماني أولاف شولتس على موقع تويتر عقب الإعلان عن فوز رجب طيب أردوغان بولاية رئاسية خامسة في الانتخابات التشريعية يوم الأحد (28 مايو/ أيار 2023)، ركزت في مجملها على ما وصفها المستشار بـ "الشراكة الاستراتيجية" التي تجمع بين البلدين.

وكتب شولتس أن "ألمانيا وتركيا شريكان وحليفان مقربان - نحن أيضا مرتبطون ارتباطا وثيقا اجتماعيا واقتصاديا". شولتس كشف أيضا على رغبة الجانب الألماني "الآن في المضي قدماً بحيوية متجددة في قضايانا المشتركة".

وهنأ الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير اأردوغان على إعادة انتخابه رئيسا لتركيا. وكتب شتاينماير في بيان اليوم الاثنين: "بالنظر إلى العلاقات الإنسانية والاقتصادية والسياسية الوثيقة بين بلدينا، فإن العلاقات الألمانية-التركية لها أهمية خاصة"، مضيفا أنه سيكون سعيدا بالعمل مع أردوغان لتعزيز العلاقات الجيدة بين البلدين.

البراغماتية التي طبعت تصريحات شولتس، كانت أيضا ملموسة في تصريحات سياسيين ألمان آخرين على غرار مانفريد فيبر، زعيم كتلة حزب الشعب الأوروبي (يمين الوسط)، الكتلة الأكبر داخل البرلمان الأوروبي. فيبر شدد بدوره على "العلاقات الوثيقة" التي تجمع تركيا بألمانيا والاتحاد الأوروبي، غير أنه وفي ذات التصريحات التي أدلى بها صباح الاثنين لمجموعة "فونكه"، دعا إلى إنهاء  التعامل مع عملية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، موضحاً أن "لا أحد يريد أن تصبح تركيا عضواً كاملا في الاتحاد الأوروبي - لا تركيا ولا الاتحاد الأوروبي".

وأضاف فيبر: "يتعين علينا تأجيل هذه العملية لأنها تعيق تحسين العلاقات أكثر مما تدعمها"، في إشارة إلى تدهور غير مسبوق في العلاقات الألمانية والأوروبية مع تركيا، في السنوات العشر الأخيرة لحكم أردوغان.

أفق التعاون المشترك رسمه فيبر في ملفات عدة، أبرزها بحث سبل إرساء السلام بين أوكرانيا وروسيا وسياسة الهجرة والتحديث الاقتصادي وقضية قبرص وانضمام السويد لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مشددا "نحن بحاجة إلى التعاون".

خشية من تدهور العلاقات

لا يخفي على أحد أنه ووفقاً لتصريحات استبقت عملية التصويت في جولة الإعادة التي أفرزت نتائجها على فوز الرئيس الحالي، بدا أردوغان وكأنه ليس بالخيار المفضل لدى العديد من الساسة الألمان سواء من الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يقود الإئتلاف الحكومي في برلين إلى جانب حزبي الخضر والحزب الحرالديمقراطي، أو المسيحي الديمقراطي المعارض. فقد ساد إجماع بين جلّ السياسيين على أن  فوزاً جديداً لأردوغان، قد يتسبب في مزيد من التوتر في العلاقات الثنائية بين البلدين. وهذا ما لخصه النائب الألماني ورئيس الجمعية الألمانية التركية، ماتشيت كراهميتوغلو، مشيراً إلى وجود "خشية من أن يصبح أردوغان أكثر راديكالية وأكثر استبداداً في سلوكه"، ما سيؤثر حتماً على سير العلاقات حتما.

هذا ما عبرت عنه النائبة عن المسيحي الديمقراطي في البوندستاغ، سيراب غولر حين تحدثت السبت الماضي عن "مزيد من التعقيد" في حال فوز أردوغان، لكنها في الوقت ذاته شددت على ضرورة "إيجاد استراتيجية تجعل تركيا أكثر ارتباطا بالغرب".

ومهما اختلفت الانتماءات الحزبية أو زاوية المعالجة، يبقى الجامع في هذه التصريحات الإيمان الشديد بالدور جيو-استرتيجي لتركيا في المنطقة ولأهميتها بالنسبة لألمانيا وأوروبا.

و.ب/م.س (أ ف ب، د ب أ)