1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الشباب في أوكرانيا: الحرب غيّرت حياتنا وستنتهي بانتصارنا

١١ أبريل ٢٠٢٢

أثرت الحرب في أوكرانيا على جيل صغار السن سواء الشباب والشابات إذ انضم البعض منهم إلى صفوف الجيش ومن لم يتمكن في ذلك انضم إلى صفوف قوات الدفاع الإقليمية فيما انخرط آخرون في العمل التطوعي.

https://p.dw.com/p/49gr1
جندية أوكرانية شابة في عربة مدرعة قرب كييف  (26/2/2022)
جندية أوكرانية شابة في عربة مدرعة قرب كييف   صورة من: DANIEL LEAL/AFP via Getty Images

أسفر الغزو الروسي لأوكرانيا عن دمار وخراب وأعمال قتل، فيما لم يكن الشباب وصغار السن في منأى عن ذلك، إذ تغيرت حياة الشباب والشابات في هذا البلد بشكل خاص بعد أن أتت الحرب على أحلامهم.

وفي محاولة للوقوف على الأمر، أجرت DW مقابلات مع شبان وشابات من أوكرانيا تغيرت حياتهم رأسا على عقب منذ بداية العام.

مارهريتا قررت الانضمام  إلى قوات الدفاع الإقليمية بعد اندلاع الحرب
مارهريتا قررت الانضمام  إلى قوات الدفاع الإقليمية بعد اندلاع الحربصورة من: Privat

"لن نستسلم ولن نذعن"

"مارهريتا"، هي فتاة أوكرانية في مقتبل العمر، لم تتجاوز عامها الخامس والعشرين، وتعيش في العاصمة كييف، فيما لا تزال أسرتها تعيش في مسقط رأس العائلة في مدينة خاركييف، لكن مع بدء التوغل العسكري الروسي لبلادها، انضمت مارهريتا إلى قوات الدفاع الإقليمية في كييف.

وقصتها كالتالي:

"كنت في السابق قبل الحرب، أعمل كمديرة في مجال العلاقات العامة وكنت أكتب كذلك، كنت ناشطة في الحفاظ على المواقع التاريخية في كييف. كانت حياتي منقسمة بين ممارسة الرياضة وتعلم اللغة الإسبانية وقضاء بعض الأوقات مع أصدقائي فضلا عن شغفي للسفر. لكن تغير كل شيء مع بدء روسيا غزوها لأوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير / شباط، وفي ذاك الوقت كنت أعيش في كييف لوحدي فأسرتي كانت لا تزال تعيش في خاركيف. ومع بدء التوغل الروسي، قررت الانضمام إلى صفوف قوات الدفاع الإقليمية إذ لم يكن هناك مجال للهروب.

والآن، حياتي بات محورها أمران: النوم والاستيقاظ عند سماع دوي صفارات الإنذار. لكني تعلمت مهارات جديدة. قبل انضمامي لقوات الدفاع الإقليمية، كنت قد أكملت دورة الإسعافات الأولية وهو ما مكنني من الانضمام إلى هذه القوات لتقديم مساعدات طبية للجرحى لذا فوظيفتي مراقبة توافر الأدوية وأيضا متابعة حالات المرضى وحاليا أنا أقوم بالتدريب على علاج المصابين.

دخلت الحرب شهرها الثاني ولا يحدوني أمل كبير في انتهاءها قريبا. لذا نُعد أنفسنا لخوض حرب استنزاف طويلة الأمد وشاقة. مؤخرا، قدت سيارتي ومررت بها عبر كييف وشاهدت أن الحياة بدأت تعود إلى طبيعتها، إذ رأيت عائلة وطفلها في نزهة سيرا على الأقدام وكانوا يضحكون كما كان الوضع في السابق. إذا أجبرنا الروس على التوقف عند كييف، ففي هذه الحالة يمكن أن تعود الحياة إلى طبيعتها قريبا إلى عاصمتنا".

صوفيا كاخان، طالبة ومتطوعة لمساعدة النازحين الأوكرانيين في لفيف (20/3/2022)
تطوعت صوفيا للمساعدة في إجلاء المدنيين من أماكن القتال والقصفصورة من: Igor Burdyga/DW

"حرب ستنتهي بانتصارنا"

صوفيا في عامها السابع عشر، والعاصمة كييف هي مسقط رأسها، لكنها انتقلت إلى مدينة لفيف في غرب أوكرانيا لدراسة علم النفس في الجامعة الأوكرانية الكاثوليكية.

وقصتها كالتالي:

"لدي دراية بالحرب أكثر من أصدقائي لأن شقيقي لا يزال يقاتل في جبهات القتال بشرق أوكرانيا. في الرابع والعشرين من فبراير / شباط، كنت أرغب في الخروج مع صديقاتي لشراء نباتات منزلية. لكن هذا اليوم صادف بدء قصف كييف حيث تعيش والدتي ووالدي وأختي الصغرى . وعلى الفور، اتصلت بهم ورد علي والدي وليس والدتي كما كنت اعتقد ليبلغني بأن كل شيء على ما يرام. ورغم ذلك، قررت أسرتي السفر إلى بلدة كانيف لأن الأوضاع فيها كانت أهدأ مقارنة بالعاصمة. أما فيما يتعلق بأخي، فلم اتمكن من الاتصال به منذ فترة طويلة وحتى الآن لا يرد على اتصالاتي الهاتفية ولا أعلم ماذا حل به.

وسرعان ما أصبحت على يقين حيال ما يمكنني القيام به لمساعدة الجيش الأوكراني إذ كنت قد شاركت في نوفمبر / تشرين الثاني في نسج شبكات التمويه لمساعدة الجيش الأوكراني. وللوهلة الأولى، توقعت أني سأعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، لكن الأمر اقتصر على العمل لساعات قليلة لمدة يومين في الأسبوع. ورغم قلة ساعات وأيام العمل، إلا أن البقاء في مكان واحد لمدة تسع ساعات في المرة الواحدة يعد أمرا بالغ الصعوبة.

وكان هذا السبب وراء ذهابي إلى الحدود البولندية-الأوكرانية للمساعدة في إعداد الطعام والشراب الساخن للفارين من آتون المعارك. ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل كنا نرشدهم إلى الأماكن التي يمكنهم التوجه إليها. وفي الوقت الحالي، انخفض تدفق اللاجئين إلى الحدود.

كنت في السابق أضطر إلى العمل حتى في الليل، لكن الآن بدأ عدد الفارين يقل. ورغم ذلك، لا يزال الوضع صعبا للغاية من الناحية النفسية إذ لا يزال الخوف والتعب واليأس يسود الكثير من الناس. أنا على يقين بأن الحرب سوف تنتهي بانتصارنا بشكل ما وسيكون لذلك مردودا إيجابيا علي أنا شخصيا والمتطوعين الآخرين.

انتشرت دبابات روسية محترقة في منطقة بوتشا
انتشرت دبابات روسية محترقة في منطقة بوتشاصورة من: Serhii Nuzhnenko/AP/picture alliance

"نضالنا من أجل الحرية"

يبلغ رسلان من العمر 25 عاما وقد انضم إلى صفوف الجيش الأوكراني حيث شارك في القتال للدفاع عن العاصمة كييف.

وقصته كالتالي:

"بالنسبة لي، لقد بدأت الحرب عام 2014، لكنها وصلت إلى ذروتها وباتت حربا شاملة في 24 فبراير / شباط. لقد جرى استدعائي إلى الجيش وتم إرسالي مباشرة إلى كتيبة قتالية. في الأيام القليلة الأولى من الاستدعاء، انخرطت في عمليات الاستطلاع.

وعلى وقع تمركز المدفعية الثقيلة للعدو، شرع في تدمير التجمعات السكانية السلمية وسحق كل ما يعترض طريقه لم يستثنِ أحدا حتى الأطفال وكبار السن لقد قُتل المدنيون الأبرياء. كان إطلاق النار بشكل عشوائي بما في ذلك القصف بالصواريخ والمدفعية وقاذفات المقاتلة ليتحول الأمر إلى ما يشبه الجحيم.

لكننا كنا ندافع عن وطننا وسوف نبقى على هذه الأرض حتى لو سقط ضحايا أبرياء. كان العدو يعتقد أن بمقدوره تقسيم أوكرانيا عن طريق هذه الحرب، لكن العكس صحيح، إذ أصبحنا أكثر قوة واتحادا حتى المدنيين انخرطوا في القتال وشرعوا في مهاجمة العدو وإحراق آلياته العسكرية ليؤكدوا للعدو أنه غير مرحب به في الأراضي الأوكرانية.

والآن، أصبح العالم مدركا بأن أوكرانيا بلد لن تستلم بهذه السهولة بل إن نشيدنا الوطني يؤكد على ذلك إذ يقول: "بالروح والجسد نصع حريتنا". يفهم كل أوكراني مدلول هذه الكلمات الحماسية وهو ما انعكس على أرض الواقع".

جندي مصاب في مستشفى في كييف
أُصيب دينيس خلال عمله التطوعي التمثل في إجلاء المدنيين من مناطق القتال حيث سقطت قنبلة يدوية على حافلتهصورة من: Kostiantyn Honcharov/DW

"حان الوقت للدفاع عن بلدي"

دينيس هو شاب أوكراني في عامه السابع والعشرين وانخرط في العمل التطوعي بعد اندلاع الحرب وأصيب خلال القتال في بلدة هوستوميل خارج كييف.

وقصته كالتالي:

"عندما بدأ القصف في الرابع والعشرين من فبراير / شباط، أدركت أنه يجب أن أفعل شيئا لكي أساعد في الدفاع عن بلادي. وعلى الفور، تواصلت مع أصدقائي في قوات الدفاع الإقليمية للانضمام إليهم وصرت أحد عناصر كتيبة المتطوعين. وكان تحركنا صوب هوستوميل في شمال غرب كييف كي تتمركز هناك، لكن كتيبتنا وصلت في الأول من مارس / آذار، وكان يتعين علينا أن نغادر مرة أخرى بعد ذلك بثلاثة أيام عقب تعرض مطار هوستوميل للقصف الشديد والعنيف من قبل العدو، سواء بالمدفعية والدبابات والطائرات.

كان عملي ضمن قوات الدفاع الإقليمية يتمركز حول قيادة حافلة لإجلاء المدنيين من منطقة ونقلهم إلى منطقة أخرى تتسم بالهدوء ثم العودة لنقل مجموعة أخرى. وفي إحدى المرات، سقطت قنبلة يدوية في اتجاه حافلتي حيث كنت انتظر قدوم المدنيين لنقلهم إلى بر الأمان. أُصيبت في الهجوم، لكني ألتقى العلاج وأتعافى في الوقت الحالي وأبلغني الطبيب بمقدوري المشي مرة أخرى.

الحرب مروعة ودائما ما تجلب البؤس والقتل والخوف. أعتقد أن كل الحروب لا معنى لها، فكل حرب سوف تنتهي بالمفاوضات وإبرام اتفاق سلام. لكن من يدفع الثمن هو الضحايا والقتلى من أناس أبرياء وأطفال في خسائر بشرية فادحة لا يمكن تعويضها".