1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

السودان ـ دعوات لتظاهرة مليونية..وحمدوك يعلن تمسكه بالشرعية

٢٨ أكتوبر ٢٠٢١

دعا ناشطون سودانيون على مواقع التواصل الاجتماعي إلى "تظاهرة مليونية" السبت احتجاجا على الانقلاب العسكري. وبينما يواصل الجيش السوداني حملة الاعتقالات حسب ناشطين، أكد رئيس الوزراء المُعفى عبد الله حمدوك تشبثه بالشرعية.

https://p.dw.com/p/42IXr
مظاهرات في الخرطوم احتجاجا على الانقلاب العسكري
مظاهرات في الخرطوم احتجاجا على الانقلاب العسكريصورة من: Ashraf Idris/AP Photo/picture alliance

لليوم الرابع على التوالي، يواصل متظاهرون سودانيون الخميس (28 أكتوبر/تشرين الأول) احتجاجاتهم على قرارات قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان بحلّ مؤسسات الحكم الانتقالي، فيما تتصاعد الضغوط الدولية من أجل عودة المدنيين الى السلطة.

 وأعاد المتظاهرون نشر العوائق في الطرق لقطعها، بينما أفادت مصادر طبيّة عن مقتل سبعة متظاهرين وجندي الاثنين، ووصول جثث أخرى الى المستشفيات نتيجة أعمال عنف في الأيام التي تلت.

وقال مدير الطب الشرعي السوداني هشام فقيري الخميس لوكالة فرانس برس "يوم الاثنين في الخرطوم، دخلت إلى المشارح سبع جثث لمتظاهرين وجثة جندي من قوات الدعم السريع.. في الأيام التالية، وصل عدد من الجثث بسبب أحداث العنف، وظهرت عليها آثار ضرب بأدوات حادة".

تواجد أمني مكثف

ولا تزال شوارع العاصمة السودانية تشهد انتشارا أمنيا مكثفا للجيش وقوات الدعم السريع. وتعمل القوى الأمنية على إزالة المتاريس والعوائق التي أقامها المحتجون لإغلاق الطرق. لكن المتظاهرين يعيدونها عقب مغادرة قوات الأمن، وفق ما قال أحد المحتجين لوكالة فرانس برس الخميس.

ودعا ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي إلى "تظاهرة مليونية" السبت 30 تشرين الأول/أكتوبر ضد الانقلاب.

وحسب صحافيون في فرانس برس فقد هتف المتظاهرون خلال الاحتجاجات  ليل الأربعاء .. البرهان في كوبر"، في إشارة إلى سجن كوبر بشمال الخرطوم الذي يقبع فيه البشير في الوقت الحالي.

قال ناشطون إن الجيش السوداني- واصل حملة اعتقالاتهم للمعارضين للانقلاب العسكري. ونقلت وكالة "بلومبرغ" للأنباء عن محمد يوسف العضو في تجمع المهنيين السودانيين القول إنه جرى اعتقال أكثر من 40 ناشطا وصحفيا ومسؤولا حكوميا منذ الاثنين، بعضهم خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.

وقال إن أي شخص سبق أن تحدث عن الجيش على فيسبوك أو تويتر أو التلفزيون أصبح "مستهدفا". ولم يتسن الحصول على تعليق من الجيش السوداني.

وكان قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان قد قال، بشأن من جرى اعتقالهم خلال الأيام الماضية، إنه سيتم تصنيفهم وأن من توجد عليه تهمة جنائية سيتم تقديمه للعدالة.

حمدوك متمسك بالشرعية

وفي سياق متصل  أكدت وزيرة الخارجية  السودانية مريم الصادق على أن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، متمسك بشرعية حكومته، ويحث المواطنين على التمسك بالسلمية، ومواصلة مقاومتهم للانقلاب بكل أشكال النضال المدني في مواكب  بعد غد السبت.

وقالت وزارة الثقافة والإعلام السودانية، في بيان عبر حسابها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إن ذلك جاء خلال اتصال هاتفي تلقته الوزيرة مريم الصادق من نظيرها الأمريكي  أنتوني بلينكن، ناقشا خلاله "الخطوات التي يمكن للولايات المتحدة اتخاذها لدعم كفاح الشعب السوداني ضد الانقلاب العسكري، وإعادة حكومته الشرعية برئاسة د. عبد الله حمدوك".

ووفق البيان ، جدد بلينكن إدانة الولايات المتحدة للاستيلاء العسكري على السلطة. وسبق لوزير الخارجية الأمريكي أن قال في تغريدة عبر حسابه على تويتر: "تحدثت مع وزيرة الخارجية السودانية (مريم الصادق) المهدي لإدانة اعتقال القادة المدنيين في السودان ومناقشة أفضل السبل التي يمكن بها للولايات المتحدة دعم دعوة الشعب السوداني للعودة إلى الانتقال إلى الديمقراطية بقيادة المدنيين".

من جهته، أعلن مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على تويتر اليوم الأربعاء إنه تحدث إلى رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك حيث أبدى دعمه "للعودة إلى تحول يقوده المدنيون باعتباره السبيل الوحيد للمضي قدما".

ردود أفعال تواصلة 

وتواصلت ردود الفعل الدولية حول ما يجري في السودان، إذ أعلن الاتحاد الأفريقي أمس أنه علق عضوية السودان في الاتحاد المؤلف من 55 دولة بعد الإجراءات التي اتخذها القائد العام للقوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان، وشملت حل مجلسي السيادة والوزراء، وفرض حالة الطوارىء  يوم الاثنين الماضي.

وطلب المجلس من رئيس الاتحاد الأفريقي أن " يرسل فورا إلى السودان مبعوثه للحوار مع الأطراف السودانية بشأن الخطوات الضرورية اللازمة، للتعجيل باستعادة النظام الدستوري في السودان".

كذلك أعلنت الولايات المتحدة، الثلاثاء، تعليق جزء من مساعداتها للسودان. وكانت واشنطن تعهدت تقديم هذه المساعدات بعد أن شطبت السودان من قائمتها للدول الراعية للإرهاب في نهاية العام 2020. وهدّد الاتحاد الأوروبي أيضا بتعليق مساعداته.

وحاول الجيش استيعاب الانتقاد الدولي عبر إعادة رئيس الوزراء المقال عبد الله حمدوك الذي كان أوقف الاثنين، الى منزله، بعد تشديد دول غربية والأمم المتحدة على ضرورة الإفراج عنه.

 لكن مكتبه قال إنه لا يزال "تحت حراسة مشددة"، مشيرا الى أن "عددا من الوزراء والقادة السياسيين لا يزالون قيد الاعتقال في أماكن مجهولة".

ودفع الانقلاب حوالى ثلاثين سفيرا سودانيا في دول عدة إلى الانشقاق ودعم المتظاهرين. وأقدم البرهان على إقالة عدد منهم بينهم سفراء الولايات المتحدة والصين وفرنسا وسويسرا وقطر.

يذكر أن البرهان كان قد أعلن الاثنين الماضي حلّ مجلس السيادة والحكومة وفرض حال الطوارئ في البلاد، بعد أن أوقف الجيش معظم الوزراء  والمسؤولين المدنيين في السلطة. وأثار ذلك غضبا في الداخل، وانتقادات في الخارج، وأوقف عملية انتقالية بدأت منذ سنتين بشراكة صعبة بين العسكر والمدنيين الذين قادوا انتفاضة عارمة غير مسبوقة أسقطت عمر البشر، وكان يفترض أن تنتهي بانتخابات وتسليم السلطة الى حكومة مدنية بالكامل.

هـ.د/ و.ب ( د ب أ، أ ف ب، رويتر)