1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

انعدام حاد في الأمن الغذائي بالسودان والمجاعة تهدد الملايين

٢٧ يونيو ٢٠٢٤

يواجه نحو مليون شخص بالسودان وضعا كارثيا هو أحد أسوأ مستويات الجوع الشديد، بحسب "التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي"، الذي أشار إلى أن نحو 18% من السكان يواجهون نقصا في الغذاء قد يسفر عن سوء تغذية حاد يؤدي للوفاة.

https://p.dw.com/p/4hb5J
صورة رمزية لسوء التغذية في السودان (أم درمان في 5/2/2024)
أكدت مبادرة "آي بي سي" على أن تقييمها الصادر الخميس (27/6/2024) يشير إلى أن المجاعة قد تحدث باحتمال كبير إذا تدهورت الأوضاع في 14 منطقة إلى أسوأ التصورات عنها.صورة من: Mohamed Khidir/Xinhua/picture alliance

كشف تقرير مدعوم من الأمم المتحدة اليوم الخميس (27 يونيو/ حزيران 2024) أن نحو 25,6 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان السودان، يواجهون مستويات مرتفعة من "انعدام الأمن الغذائي الحاد".

ويشتمل هذا المجموع على 755 ألف شخص يعانون الجوع، في حين يواجه 8,5 ملايين شخص ظروفا "طارئة"، بحسب "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" (Integrated Food Security Phase Classification)، وهو مرصد دولي لمراقبة الجوع.

وحذر التصنيف الذي يعرف اختصار باسم "آي بي سي" (IPC) الخميس من مخاطر المجاعة في 14 منطقة بأنحاء السودان إذا تصاعدت الحرب أكثر بين طرفي الصراع هناك.

ويعني هذا التقييم أن ثمة فرصة حقيقة بحدوث مجاعة في ظل أسوأ تصورات لتطور الأوضاع في تلك المناطق التي تشمل أجزاء من العاصمة الخرطوم ودارفور وكردفان وولاية الجزيرة.

وقال المركز "بعد أربعة عشر شهرا من الصراع، يواجه السودان أسوأ مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد على الإطلاق التي سجلها التصنيف المرحلي المتكامل في البلاد"، مشيرا إلى "تدهور صارخ وسريع في وضع الأمن الغذائي" مقارنة بالأرقام السابقة التي نشرت في ديسمبر/ كانون الأول، مع زيادة بنسبة 45 بالمئة في عدد الأشخاص الذين يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

 وأضاف المركز أن "النزاع لم يتسبب فقط في نزوح جماعي وتعطيل طرق الإمداد(...) بل أدى أيضًا إلى تقييد شديد لإمكان الوصول إلى المساعدات الإنسانية الأساسية، مما أدى إلى تفاقم الوضع المتردي بالفعل". كما تحدث التقرير أيضا عن "اختلال كبير في الخدمات الصحية وتلوث المياه وسوء الصرف الصحي وظروف النظافة".

 وقال التقرير إن الأشخاص المحاصرين في مناطق الصراع وأولئك الذين فروا من القتال، سواء في الداخل أو في الخارج، معرضون بشكل خاص لانعدام الأمن الغذائي.

ومبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي "آي بي سي" هي تعاون بين عدة جهات تشمل وكالات في الأمم المتحدة وحكومات وجماعات إغاثة وتصدر عنها تقييمات معترف بها دوليا بشأن أزمات الغذاء.
والمرحلة الخامسة هي التحذير الأشد من المبادرة وتنقسم لمستويين هما الوضع الكارثي والمجاعة.
وأكدت المبادرة على أن تقييمها الصادر اليوم الخميس يشير إلى أن المجاعة قد تحدث باحتمال كبير إذا تدهورت الأوضاع في 14 منطقة إلى أسوأ التصورات عنها.
ويمكن إعلان وضع المجاعة إذا عانى 20 بالمئة على الأقل من السكان في منطقة ما من نقص بالغ الحدة في الغذاء مع إصابة 30 بالمئة على الأقل من الأطفال بسوء تغذية حاد وإذا بلغ معدل الوفيات في كل عشرة آلاف نسمة شخصين يوميا من الجوع وسوء التغذية والمرض.


ومنذ إقرار نظام التحذير لدى مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي قبل 20 عاما، تم إعلان وقوع مجاعة مرتين فقط في أجزاء من الصومال عام 2011 وفي أجزاء من دولة جنوب السودان في 2017.

وتدور الحرب منذ أكثر من عام بين القوات المسلحة السودانية بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو. وأسفر النزاع الذي اندلع في نيسان/أبريل 2023 عن سقوط عشرات آلاف القتلى وتسبب بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

 ويأتي تقرير "آي بي سي" غداة تحذير خبراء في الأمم المتحدة من أن طرفي النزاع في السودان يستخدمان التجويع سلاحا في الحرب، متّهمين حكومات أجنبية تقدّم لهما الدعم العسكري بـ"التواطؤ" في ارتكاب جرائم حرب.

 ص.ش/ع.ش (أ ف ب، رويترز)