السلطات الأمريكية تستبعد حاليا وجود علاقة بين محاولة تفجير الطائرة ومؤامرة إرهابية أكبر
٢٧ ديسمبر ٢٠٠٩صرحت وزيرة الداخلية الأميركية جانيت نابوليتانو اليوم الأحد (27 ديسمبر / كانون الأول) أنه "ليس من الصواب في الوقت الحالي التكهن بوجود علاقة بين الشاب النيجيري، المتهم بمحاولة تفجير طائرة أميركية، وتنظيم القاعدة". وقالت نابوليتانو، في مقابلة مع شبكة سي.أن.أن الإخبارية الأمريكية، إنه ليس هناك "أي مؤشر" على أن محاولة الهجوم الفاشلة التي قام بها الشاب النيجيري، البالغ من العمر 23 عاما، يوم الجمعة الماضي على متن طائرة أميركية تشكل جزءا من مخطط "أوسع"، مشيرة إلى أن التحقيق لا زال مستمرا. وكانت وسائل الإعلام نقلت عن مسئولين أمنيين قولهم إن الشاب أكد للشرطة أنه تلقى تدريبات على يد عناصر من القاعدة في اليمن.
المتهم يواجه تهمة محاولة تفجير طائرة وإدخال متفجرات
على صعيد آخر، وجهت إلى النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب أمس السبت تهمة "محاولة تدمير طائرة نورث وست ايرلاينز" و"إدخال مواد متفجرة إلى متن الطائرة". وقالت وزارة العدل الأمريكية إن عمر فاروق عبد المطلب استقل الطائرة في مطار أمستردام الهولندي وحاول تفجير الطائرة مستخدما مادة عالية التفجير والمعروفة أيضا باسم "بنتا أريثريتول" . وتم توجيه الاتهامات خلال جلسة محكمة جرى عقدها في مستشفى جامعة ميتشجان، حيث يعالج المشتبه به من حروق.
يشار إلى أن مادة "بنتا أريثريتول" تشبه تلك المادة المتفجرة، التي استخدمت في المحاولة التي قام بها مفجر الحذاء ريتشارد ريد في شهر كانون أول/ديسمبر من عام 2001، بحسب تقارير إعلامية. وقال مسئولو وزارة العدل الامريكية، الذين قاموا باستجواب الركاب وطاقم الطائرة، إنه "من الواضح أن عبد المطلب توجه إلى حمام الطائرة وأمضى فيه نحو 20 دقيقة". وذكر المصدر نفسه أن عبد المطلب، اشتكي من ألم في المعدة، عندما عاد لمقعده، وأنه جذب إليه بطانية فوق الجزء الأسفل من جسمه. وجاء في بيان لوزارة العدل أن "الركاب سمعوا بعد ذلك أصوات انفجار مشابهة للألعاب النارية وشموا رائحة ولاحظ بعضهم أن بنطلون عبد المطلب وجدار الطائرة اشتعلت فيهما النيران".
تقارير إعلامية: والد المتهم أبلغ السلطات الأمريكية شكوكه حول ابنه
وهرع بعض ركاب الطائرة لإطفاء النيران بعد أن سمعوا أصوات انفجار وشاهدوا دخانا وحريقا يأتي من مقعد عبد المطلب، بحسب تقارير إعلامية. من جهته، وصف الهولندي غاسبر شورينغا، الذي كان من ضمن الركاب على متن الطائرة، كيف أنه قفز فوق باقي الركاب والمقاعد من أجل الوصول إليه لأنه اتضح له أن الرجل كان يحاول تفجير الطائرة. وقال شورينغا لشبكة سي.إن.إن الأمريكية إنه "سحب المشتبه به من مقعده، لمعرفة ما إذا كان يرتدي المزيد من المتفجرات". وتمكن شورينغا وأحد أفراد الطاقم من الإمساك بعبد المطلب وجره إلى الدرجة الأولى حيث قاما " بتجريده من ملابسه للتأكد من أنه لا يحمل شيئا آخر".
من جهته، قال إريك هولدر، وزير العدل الأمريكي، إن محاولة الهجوم على الطائرة الأمريكية يوم الاحتفال بعيد الميلاد "تظهر أنه يجب علينا الاستمرار في اليقظة في الحرب ضد الإرهاب في كل وقت".
وفي تطور آخر، أفادت تقارير إعلامية أمس السبت أن والد عبد المطلب في نيجيريا، وهو وزير بالحكومة السابقة ومسئول مصرفي، أوضح أنه أبلغ السلطات الأمنية في السفارة الأمريكية في نيجيريا بشأن شكوك تساوره حول ابنه. وذكرت وكالة أنباء " إيه.أن.بي" الهولندية أن الوالد أبلغ السلطات الأمريكية أن ابنه، الذي درس في لندن، قد غادر بريطانيا إلى الخارج. وأفاد أنه لا يعلم وجهة ابنه، لكنه قال إنه يعتقد أن ابنه قد سافر إلى اليمن. من جهتها، قامت الشرطة البريطانية بتفتيش مسكن عبد المطلب في منطقة ويست إند القريبة من أوكسفورد سيركس بلندن.
(ش.ع / د.ب.أ / أ.ف.ب / رويترز)
مراجعة: هيثم عبد العظيم