1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الزواج في قطاع غزة، بين غلاء المهور والتَسْييس

٦ أكتوبر ٢٠١٠

في ظل الوضع الاقتصادي المتدهور يعاني الشباب المقبل على الزواج في قطاع غزة من غلاء المهور وصعوبة إيجاد السكن في ظل الحصار. وتلعب ظاهرة الانتماء إلى الفصيل الحزبي دورا متزايدا في قبول العريس أو رفضه.

https://p.dw.com/p/PThz
شباب غزة الراغبون في الزواج يواجهون صعوبات كثيرةصورة من: DW

" تزوجت هذا العام، مهري كان 3500 دينار أردني، ولم استطع تغطية المتطلبات.الشَبْكَة من الذهب سعرها ضعف ما كانت من 5 سنوات. وكمان جهاز العروسة من فساتين ومكياج وخلافه، كله صار الضعف." بهذه العبارات تصف ياسمين دحلان في حديث مع دويتشه فيله الصعوبات التي تواجهها وتقول:" زوجي مازال مديونا بآلاف الدولارات، كان له " مقهى للأنترنيت"، إلا أن بلدية حماس لاحقته بمستحقات ماليه موروثة عن والده للبيت، مما اضطره إلى إغلاق المقهى." ولا تنتهي المشاكل عند هذا الحد، فكما تقول ياسمين لا تتوفر أمام زوجها الآن أي فرصة للعمل، لهذا يفكر في الهجرة. وتنحي ياسمين ببعض اللوم على أهل العروس في المشاكل التي يواجهها الزوجان" أقول بكل صراحة، أهل العروس بيطلبوا من الزوج بيت مستقل في ظل بطالة وحصار، مما يجبره على الاستدانة. ومن هنا تحدث المشاكل والطلاق."

وتشكل البطالة عن العمل إحدى العقبات الرئيسية التي تعترض طريق شباب غزة الراغبين في الزواج، لهذا يتعذر عليهم تأمين المهر الذي أصبح مرتفعا جدا، مثلما حصل للشاب حسن المصري من شمال القطاع، الذي شارف على الثلاثين من العمر. فهو، كما يقول في حديث مع دويتشه فيله، لم يحصل على عمل يؤمن له مثل هذه التكاليف." تخرجت منذ ثمانية أعوام ولم أجد فرصة للعمل في وظيفة حكومية، وأنا أعمل منذ ثلاث سنوات بائعا في محل للملابس، ولم أتمكن حتى اللحظة من تحويش تكاليف المهر والعرس."

Bank of Palestine in Gaza
بنك فلسطين في غزة الذي يحاول بعض الشباب الحصول على قرض منه لتأمين المهرصورة من: DW

ويتوجه البعض إلى البنوك في محاولة للحصول على قرض يمكنهم من تغطية مصاريف الزواج والعائلة، لكن ليس من السهل الحصول على قروض، كما يقول أحد الشبان لدويتشه فيله: " القروض صعبه جدا، لم أتمكن من أخذ قرض، لتغطيه مصاريف الزواج، وأخذت شقه بالأجار، لأن عدد أفراد أسرتي ماشالله كثير."

بعض النساء حالفهن الحظ مثلما حصل لاُم شهاب: "مهري كان 1200 دينار أردني لما تزوجت عام 2002 ، والحمد لله جبت متطلبات الزواج، لأن الأشياء كانت وقتها أرخص بكثير."

الزواج الحزبي

بالإضافة إلى الصعوبات المالية والاجتماعية يواجه شباب غزة لدى بحثهم عن عروس مشاكل ذات صبغة سياسية، يشرحها أحدهم من خلال سرد قصة أخيه، وكيف عانت الأسرة الأمرًين لدى البحث له عن عروس:"أخي يعمل في التنفيذية في جهاز أمني لحماس، دُخْنا وعانينا لما زوجناه، كنا نذهب لخطبه فتيات، وتبدأ الجلسة بالأسئلة عن العريس، وأول ما يعرفوا أنه من حماس، يقولوا معلش آسفين، كل شيء قسمة ونصيب."

Yasmin Dahlan aus Gaza
ياسمين دحلان تقول إن زوجها مايزال مديونا بآلاف الدولاراتصورة من: DW

وتحكي ياسمين دحلان عن دور الانتماء الحزبي في الموافقة على العريس" المشكلة أن في بيوتنا ينتمون لحركة فتح."وتحاول شرح سبب الرفض بالارتباط "بعريس حمساوي" وتقول: "ربما كان السبب الخوف من الثأر فيما بعد، لأن كثيرا منهم متهمون باعتداءات."

تعصب حزبي وتفسير خاطئ للظواهر

وتزداد ظاهرة "الزواج الحزبي" انتشارا في قطاع غزة، وترتبط هذه الظاهرة بالتعصب الحزبي والخلافات التنظيمية، وتحتَم على كل شاب الاعتراف بانتمائه السياسي أثناء التقدم لخطبة الفتاة. ولا تقتصر الصعوبات على المرحلة الأولى من اختيار الزوج المناسب للفتاة، إنما تتعدى ذلك لتصل أحيانا إلى تفسير أبسط الأشياء بشكل خاطئ، مثلما حصل مثلا للسيدة بلقيس طومان :" تزوجت منذ أشهر, واتُهم زوجي بأنه حمساوى، لأن أثاث وستائر البيت لونها أخضر، زي عَلَم حماس". وتؤكد بلقيس في حديثها لدويتشه فيله أن زوجها "مش حمساوى".

وخلال هذا الحديث كان برفقة بلقيس إحدى السيدات التي طلبت عدم نشر اسمها وهي تحكي قصتها: " أبى اعتقل وعُذب في سجن حماس، وجاء عدة شباب لخطبتي، لكن والدي كان يثُور بأعلى صوته عندما يسمع أنهم من حماس، ويقول : كيف أُعطي بنتي لناس بَهدلوني وعَذَبُوني لأني من حركة فتح؟"

وعندما توجه الشاب (م.ر) مع والديه إلى إحدى الأسر لخطبة ابنتها، فوجئ برد الفعل، كما يقول: " ذهبنا لنتقدم إلى خطبة فتاة من النصيرات، فأنا أؤيد حركة فتح، ومن خلال الجلسة عَرفوا ذلك، فتغيرت الجلسة إلى سكوت، وبلغونا فيما بعد بالرفض. اتضح أنهم حمساويون." وعبر (م . ر) عن استيائه الشديد من هذا التصرف: "والله العظيم أنا مش مهم عندي الانتماء لأي فصيل، لكن هذا تعصب."

البعض يستفيد

إلى جانب الصعوبات العديدة يعود الزواج الحزبي بالفائدة على البعض، ف "أبو ربيع يعرب في حوار مع دويتشه فيله عن سعادته، كونه تزوج من أرملة عنصر من حماس، قائلا : " لست من حماس، لكني اغتنمت فرصة إعلان حماس عن منح "كل من يتزوج أرملة من عناصرهم الذين قضوا، تكاليف العرس." وبالإضافة إلى ذلك حصل أبو ربيع على 2800دولار مساعدة.

عوائق أخرى للزواج

وعندما تتحدث الإخصائية في علم النفس، فاتن النجار، عن العراقيل العديدة التي يصطدم بها الشباب الراغب في الزواج في قطاع غزة، تشير إلى أن الزواج في القطاع بات يخضع مثل أي مكان آخر إلى معايير العولمة وثورة الانترنت والفضائيات. وتوضح النجار في حوار مع دويتشه فيله أن هذا يعني "أن الزواج يصبح طموحا ورؤيا لزوجة أو زوج المستقبل الذي يتم البحث عنه، وفق مواصفات فنانين أو مغنيات أو ما يشاهدونه في المسلسلات "وتضيف النجار: "من هنا يصعب الاختيار أحيانا، وإذا تم الاختيار عكس المواصفات، تحدث الخلافات، وربما الطلاق."

شوقي الفرا-غزة

مراجعة: منى صالح

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد