1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الروائح الخاصة للبشر.. ما العوامل التي تساهم في تشكيلها؟

٦ أكتوبر ٢٠٢٣

لكل من رائحة شخصية مميزة، هناك عوامل متعددة وراء الروائح الخاصة للأشخاص، ويمكن الاستفادة من هذه الروائح لأجل التنبؤ بعدد من الأمراض.

https://p.dw.com/p/4XBos
ما العوامل الذي تشكل الرائحة الشخصية للأشخاص؟- أرشيف
ما العوامل الذي تشكل الرائحة الشخصية للأشخاص؟- أرشيفصورة من: DW

تتأثر الرائحة الشخصية لكل فرد بعوامل عدة من بينها الصفات الوراثية، حيث يعتقد العلماء أن مجموعة معينة من الجينات هي المسؤولة عن افراز الرائحة، وتتعلق هذه الجينات بالاستجابة المناعية للجسم.

ويُعتقد أن هذه الجينات تؤثر على الرائحة من خلال انتاج بروتينات ومركبات كيميائية معينة، وعند خروج هذه الإفرازات من مسام الجلد، فإنها تتكسر وتختلط بالبيئة المحيطة، وينتج عنها الرائحة المميزة لكل انسان.

ويؤكد فريق بحثي متخصص في "علم الروائح البشرية" أن هذه المركبات الغازية التي تنبعث من الانسان، ويطلق عليها اسم "المركبات العضوية المتطايرة" هي في حقيقة الأمر غنية بالمعلومات التي تهم الباحثين في مجال الطب الشرعي والصحة العامة.

وفي تقرير نشره الموقع الإلكتروني الاسترالي The Conversation، يقول فريق بحثي متخصص في الكيمياء الحيوية إنه عندما تقترب من شخص ما، فإنك تستشعر حرارة جسده دون الحاجة لملامسته، بل وتستطيع استنشاق رائحته دون حتى الاقتراب منه عن كثب.

ويشير الفريق إلى أن حرارة الجسم الطبيعية تخلق مجالا حراريا مختلفا حول الشخص، بمعنى أنك تقوم بتسخين الهواء المحيط بك فيما يظل الهواء البعيد باردا، مما يخلق تيارا من السخونة حول الجسم.

ويعتقد العلماء أن هذا المجال الحراري يساعد في توزيع رائحة الشخص عن طريق دفع الملايين من خلايا الجلد بعيدا عن الجسم على مدار اليوم، وهذه الخلايا تقوم بدور العبوات التي تنقل الإفرازات الغددية والمكونات المجهرية من داخل الجسم إلى البيئة المحيطة.

ويرى الباحثون أن المكونات الرئيسية المسببة للرائحة تتعلق بعوامل داخلية ثابتة مثل العرق والنوع وصفات وراثية مختلفة، بالإضافة إلى أسباب أخرى متغيرة مثل التوتر والغذاء والمرض، ثم تمتزج هذه الإفرازات بمؤثرات أخرى خارجية مثل العطور أو صابون الاستحمام وغيرها لتخلق في النهاية رائحة مميزة لكل انسان.

ويؤكد الفريق البحثي أن علم الرائحة البشرية يمكنه أن يسهم في تشخيص بعض الأمراض، ومن الأمثلة على ذلك الاعتماد على الرائحة في التنبؤ بحالات مرضية مثل السكتات الدماغية ونوبات السكري بواسطة كلاب مدربة.

ويعكف العلماء على دراسة الروائح البشرية منذ عقود، فقد اثبتت تجربة أجريت عام 1988 أن بعض أنواع الكلاب يمكنها تمييز الرائحة المختلفة 
لتوأمين يعيشان في ظروف بيئية مختلفة عن طريق الرائحة وحدها، وجدير بالذكر أن التمييز بين التوائم المتطابقة لا يمكن تحقيقه باختبارات 
الحمض النووي، نظرا لأنهم يشتركون في نفس الشفرات الجينية. واتسع مجال دراسة الروائح البشرية في السنوات التالية، بحيث أصبحت من الأدلة التي يتم الرجوع إليها في مجال الطب الشرعي. 
 

وتستطيع هذه الكلاب تحذير المريض عن طريق النباح باحتمال إصابته بوعكة صحية قبل حدوثها بفترة كافية حتى يتسنى له اتخاذ الإجراء الطبي المناسب مثل تصحيح مستوى الجلوكوز في الدم قبل الإصابة بنوبة السكري على سبيل المثال.

إ.ع ( د ب أ)