الدول النامية تهاجم اتفاقية المناخ التي تزعمتها أمريكا
١٩ ديسمبر ٢٠٠٩نجت قمة المناخ في كوبنهاجن في تفادي الفشل والتوصل إلى حد أدنى من الاتفاق، وذلك بالتوصل إلى حل وسط، صاغته الولايات المتحدة والصين للتعامل مع ظاهرة الاحتباس الحراري. وفي هذا السياق صرح أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون للصحفيين في كوبنهاجن أن هذا الاتفاق "لم يكن ما نطمح إليه، ولكن القرار بداية ضرورية". وأضاف بان كي مون "سوف نبذل قصارى جهدنا لكي نجعل هذا الاتفاق ملزماً قانوناً في عام 2010".
وكانت وفود قد هددت خلال المداخلات ليلة الجمعة برفض الاتفاق. وكان مؤيدو الاتفاق قد أقروا في وقت سابق أنه غير كاف لإبطاء ظاهرة الاحتباس الحراري لأنه لا يتضمن أي تحسين للأهداف بالنسبة للدول الغنية فيما يتعلق بخفض انبعاث الغازات الدفيئة، كما أنه لا يُلزم أي دولة بإجراء تخفيضات ملزمة قانوناً فيما يتعلق بالانبعاثات. ويسعى الاتفاق لخفض درجة حرارة الأرض بدرجتين مئويتين. كما ينص على تخصيص 30 مليار دولار في السنوات الثلاث القادمة، ثم رفع المخصصات لتبلغ مئة مليار دولار بحلول 2020، تُخصص أساساً للبلدان ذات الهشاشة المناخية العالية لجعلها تتكيف مع آثار التغير المناخي.
ميركل: "خطوة واحدة، ونأمل بمزيد من الخطوات"
ووافق الاتحاد الأوروبي على مضض على الاتفاق الذي قلص بعض الأهداف التي ذكرت من قبل في مسودات نصوص مثل هدف خفض الانبعاثات العالمية للغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري إلى النصف بحلول عام 2050. وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل: "القرار كان صعبا جدا بالنسبة لي. لقد قمنا بخطوة واحدة ونأمل بمزيد من الخطوات".
وكان العديد من الدول الأوروبية يريد من أوباما أن يقدم عرضا بخفض أكبر للغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بحلول عام 2020 . ولكنه لم يتمكن ويرجع ذلك جزئياً إلى أن مجلس الشيوخ رفض التشريع الخاص بخفض انبعاثات الكربون، وهو ما حدا بالرئيس باراك أوباما إلى الإقرار بأن الاتفاق "غير كاف".
رفض غاضب من جانب الدول النامية
أما الدول النامية فقد رفض بعضها بغضب الخطة التي صاغها أوباما. وقال المعارضون إن الوثيقة ضعيفة للغاية. وندد مندبو فنزويلا وبوليفيا وكوبا بشكل غاضب بالاتفاقية، بل لقد شبّه المبعوث السوداني لومومبا ستانيسلوس دي أبينج الخطة بالنسبة لإفريقيا بمثابة محارق النازية، إذ ستسبب المزيد من الفيضانات والجفاف والانهيارات الطينية والعواصف الترابية وارتفاع منسوب مياه البحار، ما أثار استياء أنديرس تروسون، كبير المفاوضين السويديين الذي قال: "الإشارة إلى محارق النازية في هذا المجال أمر بغيض". كما شعرت بعض الجماعات المعنية بالبيئة بالمرارة أيضاً. واعتبر جون سوفن المدير التنفيذي لمنظمة "جرين بيس" (السلام الأخضر) البريطانية أن مدينة كوبنهاجن كانت "مسرحاً لجريمة".
(س ج / د ب أ، أ ف ب، رويترز)
مراجعة: هشام العدم