الدوري الألماني يرحب بـ"خبرة المتقاعدين"
٣١ أكتوبر ٢٠١٤في رياضة كرة القدم كان حارس المرمى لا يأخذ هذا الموقع المهم إلا بعد أن يتعدى سنه الثلاثين عاما، وظل مدربو الدوري الألماني (بونديسليغا) حريصين على أن لا يشغل هذا المركز الحساس إلا لاعبين في هذا المستوى العمري و ذوي الخبرة العالية، فيما فضلوهم على زملائهم الشباب.
وبالنظر لبعض الأمثلة في أطر(كوادر) الدوري الممتاز خلال الـ 20 سنة الماضية نجد الصورة تتكرر: اللاعب ذو الخبرة والأكبر سناً يقوم بحراسة المرمى، بينما يجلس الأصغر سنا وربما الأكثر موهبة في صفوف الإحتياط. فمثلا في موسم 1995/1994 قام اوفه كامبس بحراسة مرمى فريق مونشنغلادباخ 34 مرة، بينما لم يلعب ديمو فاخه - الحارس الأساسي فيما بعد في فريق ماينتز أي مرة.
وفي نادي كايزرسلاوترن كان اللاعب جيورج كوخ هو حارس المرمى الأساسي بينما كان الأصغر سناً رومان فايدنفلر يجلس على دكة الإحتياط.
الإستثناءات في هذه الحالةً تؤكد القاعدة، فعلى سبيل المثال تم تفضيل شتيفان كلوز حارس المرمى في فريق بوروسيا على زميله الذي يكبره بخمس سنوات فولفغانغ دي بير.
توجه جديد يضع حارسين رئيسيين
وقد جرت العادة على أن من يبدأ من موقع متميز يبقى فيه، بغض النظر عن الأحداث. وكانت الأسباب الوحيدة لتغيير حارس المرمى الرئيسي هي إذا حصل على بطاقة حمراء تقضي بطرده من المباراة، أو بسبب إصابة. في تلك الحالة فقط يسمح لرقم 2 أن يحل محل الحارس الأساسي لحين أن يتم السماح له باللعب مرة أخرى.
وتقوم جميع أندية البونديسليغا بتثبيت موقع الحارس الأساسي أو رقم واحد، لأن التجربة أثبتت أن ذلك يسبب راحة نفسية للحارس ويجعل أداءه في الملعب أفضل، فخطأ واحد لن يتسبب في فقدانه لمكانته المتميزة.
لكن منذ بضعة سنوات ظهر توجه جديد في بعض أندية البونديسليغا وهي أن يجعلوا حارسين بنفس درجة الكفاءة في الموقع الرئيسي وان يصنفوهم حارس 1أ و1ب. وجرى هذا التحديث أيضا في المنتخب الوطني خلال السنوات الماضية، ويتم استخدام أحد الحارسين بناءأ على مستوى اللياقة البدنية في التدريبات وبأخذ خطة لعب فريق الخصم في الإعتبار.
في موسم 2012/2011 استعان فريق شالكه 04 بثلاثة حراس مرمى في آن واحد، وتبادل الثلاثة تيمو هيلدبراند ولارس اونرشتال ورالف فيرمان موقع الحارس الأول.
هذا الموقف تكرر مع كوين كاستيلز وهوريلهو غوميز في فريق هوفنهايم. وتكرر أيضاً مع هاينز مولر وكريستيان ويتكلو في فريق ماينتز.
ومن اللافت للنظر أن بعض الأندية في فترة قريبة سابقة، توخت الإستعانة بحراس مرمى شباب، مثل بيرند لينو (ليفركوزن)؛ مارك-أندريه تير شتيجن (مونشغلادباخ)؛ كيفين تراب (فرانكفورت)؛ وأخيراً لوريس كاريوس (ماينتز)، كلهم تم وضعهم كحراس مرمى بينما لم تكن تتعدى أعمارهم الـ 20 عاما وأصغر.
ماذا يفعل اللاعب عند إقتراب سن التقاعد
السادة هيلدبراند، مولر وويتكلو ايضاً من نجوم آخر الموجات الحديثة في عالم حراسة المرمى: لتفادي الأزمات في حال غياب حارس المرمى الأساسي يتم اللجوء الى حراس مرمى تجاوز عمرهم الثلاثين عاماً وكانوا على وشك التقاعد.
في حالة ويتكلو فهو لم يتم تجديد عقده مع ماينتز، و مكث قليلا مع فريق دارمشتاد، وهو الآن يلعب في فريق شالكة نظراً لإصابة حارس مرمى شالكة فابيان جيفر.
بعد أن انتهى عقده مع فريق شالكه يجلس هيلدبراند أيضاً في صف الأحتياط لدى فريق فرانكفورت ليحل محل كيفين تراب حارس مرمى فرانكفورت الرئيسي نظراً لاصابته.
أما مولر فهو يلعب هذا الأسبوع مع بايرن مونيخ، حامل اللقب في الموسمين الماضيين، ليحل محل الحارسين توم شتارك بيبي رينا نظراٍ لإصابتهما.
وبذلك تظل وجوه معروفة موجودة على الساحة في البوندسليغا، وإن كانت على دكة الإحتياط. ويستطيع مسؤولو الأندية الحفاظ على صحتهم من ارتفاع ضغط الدم عندما يصاب حارس المرمى الأساسي. أما بالنسبة للحراس الذين اقترب وقت تقاعدهم فهو بالطبع أفضل بالنسبة إليهم أن يجنوا بعض الأموال قبل التقاعد.
ويبقى فقط أن نرى تيم فيزه يحل بديلا لأحد لاعبي البوندسليغا، ولكنه سيحتاج الا مقعدين على دكة الإحتياط وليس واحدا ليكفي جسده الشبيه بهرقل.