1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الخلايا النائمة تقوض نجاحات الجيش العراقي على "داعش"

١ مارس ٢٠١٦

يرى الخبراء أن هجمات بغداد الأخيرة يمكن أن تكون مؤشراً على أن القوات العراقية أنهكها انتشارها على مساحة كبيرة بعد ما حققته من انتصارات مؤخراً على تنظيم "داعش" وأن الخلايا النائمة باتت تقوض من حجم هذه الانتصارات.

https://p.dw.com/p/1I4nr
Irak Kämpfe in Ramadi
صورة من: Reuters/Stringer

يقول بعض القادة العسكريين العراقيين ومسؤول إقليمي إن الهجمات الدموية التي يشنها منذ شهور تنظيم "الدولة الإسلامية" في العاصمة العراقية وحولها قد تكون مؤشراً على أن القوات العراقية أنهكها انتشارها على مساحة كبيرة بعد ما حققته من انتصارات في الآونة الأخيرة في استرداد أراض من التنظيم المتطرف.

وكانت القوات العراقية المدعومة بغارات جوية تشنها طائرات تحالف دولي بقيادة أمريكية، قد استعادت مدينة بيجي الشمالية في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي ومدينة الرمادي الواقعة على بعد 100 كيلومتر إلى الغرب من بغداد في نهاية العام الماضي.

لكن القادة العسكريين قالوا إن تصميم الحكومة على التحرك لاسترداد مدينة الموصل التي يتخذها التنظيم الإرهابي معقلا رئيسيا له في شمال البلاد هذا العام حال دون تعزيز المكاسب العسكرية التي تحققت على المشارف الشمالية والشرقية لمدينة الرمادي.

إعادة التجمع

وأوضح قادة عسكريون التقتهم رويترز أن ذلك سمح لإرهابيي "داعش" بإعادة التجمع والاستمرار في إرسال الأسلحة من عمق "دولة الخلافة" إلى الفلوجة والكرمة غربي بغداد مباشرة اللتين قال مسؤولون أمنيون إن منفذي الهجمات التي وقعت يوم الأحد انطلقوا منهما.

وقد أسفر هجوم انتحاري مزدوج في حي مدينة الصدر في بغداد عن سقوط 78 قتيلاً. كما أعلن تنظيم "داعش" أنه كان وراء هجوم على مواقع للشرطة والجيش في ضاحية أبو غريب الغربية أسفر عن مقتل 24 فرداً من قوات الأمن وأتاح لمقاتلي التنظيم السيطرة على أكبر صومعة للحبوب في البلاد لساعات.

وقال مسؤولون عراقيون ومتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إن هجمات بغداد تهدف في المقام الأول إلى رفع الحالة المعنوية لمقاتلي التنظيم بعد ما خسروه من أرض في الرمادي قبل شهرين. لكن الهجمات أثارت تساؤلات عن الأمن في العاصمة التي يعيش فيها أربعة ملايين نسمة وقدرة الحكومة على خوض معركة الموصل هذا العام دون السماح للمناطق التي تم استردادها بالوقوع في أيدي التنظيم مرة أخرى.

وأقرب مواقع "داعش" لبغداد هو مدينة الفلوجة الواقعة على مسافة 50 كيلومتراً إلى الغرب والتي تحاصرها القوات العراقية منذ أشهر. وقال مسؤولون إن منفذي الهجمات التي وقعت يوم الأحد تمكنوا من اختراق دفاعات الجيش في تلك المنطقة وفي محيط منطقة الكرمة.

وكشف ضابطان في الجيش العراقي يرابطان قرب الرمادي لرويترز إن نقص القوات أدى إلى إبطاء تقدم الجيش بدرجة كبيرة في الضواحي الشمالية والشرقية للمدينة. وقد تم نشر معظم قوات مكافحة الإرهاب الخاصة التي كانت رأس الحربة في عملية استعادة المدينة في مواقع أخرى واستبدلت بها وحدات أقل كفاءة من الجيش والشرطة.

وقال ضابط برتبة عقيد من الفرقة التاسعة: "بعد استعادة الرمادي خفتت العمليات العسكرية. وكان ذلك خطأ تكتيكياً لأنه أتاح لمقاتلي داعش الفرصة لالتقاط الأنفاس وإعادة التجمع". وأضاف بالقول: "نحن بحاجة لمزيد من التعزيزات لسد الفجوة التي تركتها قوات مكافحة الإرهاب إذا كنا نريد الحفاظ على الزخم".

كما انتقد العقيد قرار الحكومة بحشد مئات الجنود هذا الشهر وإرسالهم إلى مخمور وهي قاعدة تقع جنوبي الموصل. وقال عبر الهاتف: "كل جندي ضروري لتطهير جيوب داعش الباقية من المناطق الريفية حول الرمادي. وهذا ما أسميه تخبط تكتيكات الجيش".

وقال فاضل أبو رغيف المحلل الأمني الذي يعمل في بغداد إن هجوماً من جانب القوات العراقية استمر تسعة أشهر في الكرمة "لم يحقق أي نصر يستحق الذكر"، ما سمح لمقاتلي "داعش" هناك بشن هجوم أبو غريب.

حماية بغداد

من جانبه يقول المتحدث العسكري العراقي العميد يحيى رسول إن العراق لديه ما يكفي من القوات للعمليات على جبهات متعددة. وأضاف لرويترز: "نحن لن نهمل شيئاً. كل شيء مخطط. فهناك قيادة العمليات المشتركة ولجنة للتخطيط تضم ضباطاً كباراً على مستوى عال من الكفاءة ونحن نعمل على وضع الخطط".

أما فالح العيساوي نائب رئيس المجلس المحلي في محافظة الأنبار التي تقع فيها مدينتا الرمادي والفلوجة، فيقول إن هجوم أبو غريب يجب أن يكون إنذاراً للحكومة لمراجعة تأمين العاصمة. وأضاف بالقول: "عندما يسيطر مقاتلو داعش على منطقة على بعد 15 دقيقة بالسيارة من بغداد فهذا يعني أن هناك أخطاء أمنية خطيرة تحتاج لمعالجتها".

وقبل 20 شهراً هدد تنظيم "داعش" باجتياح بغداد خلال تقدمه عبر المناطق الشمالية والغربية من العراق بعد عبور الحدود السورية لكن العاصمة شهدت هدوءا نسبياً منذ ذلك الحين. وقالت السلطات هذا الشهر إنها تعيد تنظيم الحواجز الأمنية وتسد الثغرات في محيط العاصمة بغداد في محاولة لمنع وقوع مزيد من هجمات المتشددين.

وبشأن هجوم أبو غريب قال مسؤولون أمنيون إن المسلحين تسللوا إلى المدينة من الكرمة والفلوجة باستخدام سيارات رباعية الدفع حتى يستطيعوا استخدام الطرق الترابية وتفادي اكتشافهم من قبل القوات العراقية. وبحلول مساء الأحد كانت القوات العراقية قد استعادت السيطرة على أبو غريب بما في ذلك صومعة الحبوب وجبانة تحصن بها إرهابيو "داعش" لساعات.

وأشار العيساوي ومسؤول بوزارة التجارة إلى أن من دوافع الهجوم رغبة التنظيم المتطرف في الاستيلاء على القمح المخزن في الصومعة والمخصص لتغذية السكان في المناطق المحاصرة في الفلوجة والكرمة لكنهما أضافا أن المقاتلين لم يتمكنوا من أخذ مؤن قبل فرارهم.

Irak Soldaten befreien Zivilsten in Ramadi
الجيش العراقي يحرر مدنيين في الرمادي من قبضة "داعش"صورة من: Reuters

خلايا نائمة

من جانبه يقول فاضل المحمداوي الضابط في الجيش برتبة مقدم إن الجيش واصل يوم الاثنين مطاردة المسلحين في المناطق الريفية حول أبو غريب ويتحرى وجود خلايا نائمة يشتبه في مشاركتها في الهجمات. وقال شاهدان يوم الاثنين إن "داعش" عرضت جثث 12 جندياً عراقياً في شوارع الكرمة في الصندوق الخلفي لشاحنة بيك أب. وأظهرت صور تداولها أنصار التنظيم المتطرف عبر الإنترنت عدة جثث بالزي العسكري في خلفية شاحنة بيك أب بيضاء غطتها الأوحال بالإضافة إلى عربات همفي وشاحنات تابعة للجيش قيل أنه تم الاستيلاء عليها في هجمات يوم الأحد. ولم تستطع رويترز التحقق من صحة الصور أو رواية الشهود.

أما الكولونيل كريستوفر جارفر الضابط بالجيش الأمريكي والمتحدث باسم التحالف فيقول إن القادة المحليين كانوا على حق في مخاوفهم بشأن الاحتفاظ بالأراضي التي تم استردادها في الآونة الأخيرة من تنظيم "داعش" لكنه أضاف أن التخطيط يأخذ مثل هذه المخاوف في الاعتبار.

وتابع أن التحالف قام حتى الآن بتدريب حوالي 2000 شرطي من الأنبار حتى يكونوا القوة الرئيسية في الرمادي. ويوضح جارفر أن التشكيل الذي هاجم أبو غريب لم يكن "كبيراً بصفة خاصة" ويظهر أن التحالف والعراقيين يحققون نجاحاً في منع "داعش" من تنفيذ عمليات كبرى للتزود بالمؤن والمناورة. وأضاف الكولونيل الأمريكي بالقول: "لا يمكنك قط إحكام السيطرة بحيث لا يمكن لشخص مدرب تدريباً جيداً الدخول إلى منطقة والخروج منها".

لكنه أضاف أن الجيش العراقي "يحافظ الآن على مواقعه وحتى إذا تراجع تكتيكياً كما شهدنا في بعض المرات فهو يعاود استرداد الأرض". وقال جارفر إن تحديد أفضل السبل لتعبئة الموارد المحدودة والتقدم صوب الموصل أمر متروك للحكومة العراقية.

ع.غ/ م.س (DW، رويترز)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد