الحكومة الإسرائيلية تبحث إمكانية تمديد تجميد الاستيطان

أفادت تقارير إسرائيلية اليوم بأن المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية في إسرائيل سيعقد اجتماعا بعد غد الأربعاء لمناقشة موضوع تمديد التجميد الجزئي للاستيطان. وقالت الصحيفة الإسرائيلية "هآرتس" اليوم أن الحكومة الأمنية الإسرائيلية ستدرس اقتراحا من الرئيس الأميركي باراك أوباما، تمدد من خلاله إسرائيل قرار تجميد الاستيطان في الضفة الغربية لمدة شهرين مقابل ضمانات أميركية في المجالين السياسي والأمني.

وأوضحت "هآرتس" أن معلوماتها مصدرها أقوال تسعة وزراء أعضاء في الحكومة الأمنية ومختلف مسؤولي الليكود، حزب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. ووفقا للإذاعة الإسرائيلية فقد رجحت مصادر في المجلس الوزاري وداخل حزب ليكود أن يعرض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على المشاركين مسودة "رسالة تطمينات أمريكية" مقابل تمديد التجميد بشهرين آخرين.

وليس من المعروف بعد إن كان الموضوع سيطرح للتصويت خلال الجلسة من عدمه، إذ قال مارك ريغيف، الناطق باسم نتانياهو ردا على أسئلة وكالة فرانس برس "ليس لدي علم بمثل هذا البرنامج للاجتماع المقبل للحكومة الأمنية". جدير بالذكر أن السلطة الفلسطينية تريد تعليق مفاوضات السلام المباشرة مع إسرائيل التي استؤنفت في 2 أيلول/سبتمبر في واشنطن بعد عشرين شهرا من التعليق، طالما أن إسرائيل لم تعلن تمديدا للتجميد الجزئي للاستيطان في الضفة الغربية الذي انتهى العمل به في 26 أيلول/سبتمبر.

شروط لتمديد وقف النشاط الاستيطاني

من ناحية أخرى كشفت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية في عددها الصادر لنهار اليوم، نقل عن مصدر إسرائيلي، أن نتنياهو أبدى موافقة مبدئية على تمديد تجميد البناء الاستيطاني مدة شهرين إضافيين، مطالب إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بان تتعهد بالامتناع عن مطالبته بتمديد جديد لفترة تجميد البناء وأن يستمر العمل في المشاريع التي بوشر بها في الأيام الأخيرة، وأن يحصل إضافة إلى ذلك على جميع التعهدات الأمريكية بالدعم السياسي والعسكري. وقالت هذه المصادر إن نتنياهو طلب أيضا من الأمريكيين مساعدته على مواجهة المعارضة الواسعة في حكومته لفكرة الاستمرار في تجميد البناء الاستيطاني.

"هدف واقعي"

من جانبه أكد الموفد الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل الأحد في القاهرة أن الفلسطينيين والإسرائيليين يريدون مواصلة التفاوض وطلبوا من الولايات المتحدة الاستمرار في جهودها لإيجاد الظروف الملائمة لمواصلة المفاوضات المباشرة. وتوجه ميتشل بعد القاهرة إلى عمان حيث أجرى مباحثات مع الملك عبد الله الثاني الذي استقبل كذلك الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقد أكد عباس أنه سيتخذ قراره النهائي حول مفاوضات السلام بعد التشاور مع المسؤولين العرب في ليبيا.

من جهته اعتبر الموفد الخاص للجنة الرباعية حول الشرق الأوسط توني بلير الأحد أن الهدف الذي حدده الرئيس الأميركي باراك اوباما بإحلال السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين خلال عام واقعي. وقال رئيس الوزراء البريطاني السابق خلال برنامج تلفزيوني على شبكة راي الايطالية العامة "هذا ما اعتقده وذلك لسببين: أولا الرئيس اوباما أدرج مسالة السلام بين أولوياته منذ بدء عهده، وثانيا أن الناس يريدون السلام".

وتابع بلير الذي يمثل لجنة الرباعية الدولية، المكونة من الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا، منذ حزيران/يونيو 2007 أن "الإمكانية الوحيدة لإحلال السلام هي من خلال إعطاء الأمن لدولة إسرائيل والسيادة لدولة الفلسطينيين".

(ي ب / ا ف ب/ رويترز/ د ب ا)

مراجعة: طارق أنكاي