1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الحقيقة الضائعة بين السياسة والاعلام

٣١ مايو ٢٠٠٥

بعد ظهور فضيحة تدنيس القرآن في معتقل غوانتنامو الى العلن وما ترتب عليها من نتائج لم تقتصر فقط على اعداد القتلى او الجرحى هنا او هناك في العالمين العربي والإسلامي ، بل...

https://p.dw.com/p/6iFg

اعادت الى الواجهة من جديد دور الصحافة ومسؤوليتها في الحدث السياسي. بيتر فيليب الخبير في شؤون الشرق الاوسط يحاول تسليط الضوء على ابجديات هذه القضية

رئيس تحرير مجلة نيوزويك الامريكية يدرك تماما انه ليس من السهل التراجع والاعتراف بارتكاب خطأ او سحب المقال المثير للتساؤلات بعد مرور ايام على نشره . فالمصداقية الصحفية كانت ولاتزال على المحك . الا ان تراجع المجلة عن مقالها كان وراءه دون شك سبب ذو أهمية أكبر خاصة بعد ان لقي 17 شخصا حتفهم واصيب أكثر من مائة آخرين بجروح اثر اندلاع موجات الاحتجاج والصدامات العنيفة في أفغانستان بسبب ما نشرته النيوزويك .

حقيقة الخبر ومصداقية مصدره

كانت المجلة قد نشرت في خبر قصير نسبيا أن حراسا أمريكيين في المعتقل قاموا بتدنيس بعض المصاحف القرآنية وفي احدى الحالات رموها في دورة المياه. هذا ما كشف عنه تحقيق داخلي قامت به وزارة الدفاع الامريكية. والمقال الصادر عن أحد العاملين المرموقين في نيوزويك كان يعتمد على اعترافات شاهد عيان واحد مجهول برهن دوما الى حد الان على مصداقيته.

الا ان قسم التحرير خرق بهذا السلوك قاعدة أساسية تتمثل في ضرورة التعامل بتحفظ مع المعلومات الاتية من مصدر واحد فقط، والاهم من ذلك هو أن نيوزويك باتت مثل الكثيرين على مستوى العالم ضحية لظاهرة خطيرة وهي اعتبار الخبر ممكنا.

فبعد التجاوزات التي وقعت في سجن أبو غريب العراقي وعلى ضوء سلوك واشنطن الممجد للذات في التعامل مع القانون الدولي في غوانتنامو وفي أماكن أخرى في العالم كان حتما من جهة شكلية اعتبار هذا الحدث بمثابة فصل اضافي في قضية غير مريحة وبلا نهاية، علما بأن تقارير صدرت من حين لآخر عن معتقلين أطلق سراحهم أكدوا فيها أن اهانة دينهم وأيضا الاساءة الى القرآن جزء ثابت من الارهاب النفسي الذي يمارسه الامريكيون عليهم.

هل يكفي الاعتذار ؟

اذا اعتبر صحفيون متمرسون مثل الذين يعملون لدى مجلة نيوزويك أن حدوث مثل هذه الافعال يعد أمرا ممكنا، فكيف سيكون رد فعل المتظاهرين الغاضبين في العالم الاسلامي ضد المتسببين المفترضين بهذا البؤس وبالدرجة الاولى الولايات المتحدة وبعدها حلفائها في المنطقة . والوضع لم يكن ينقصه سوى دفعة صغيرة أثارتها قوى معارضة قبلت أن يموت أناس في تلك المظاهرات .وبنت حساباتها على اساس انه كلما ازداد عدد الضحايا كلما تأثرت سمعة واشنطن. وهذه القوى لن تتراجع عن نواياها حتى بالتراجع الذي قامت به نيوزويك. فالاكاذيب تملك عادة قوة متماسكة للبقاء في الحياة كما بينت نظريات المؤامرة المختلفة في أعقاب أحداث ال 11 من سبتمبر . فالاعتذار والتراجع من قبل المجلة لن يزيل الشكوك لاسيما وأنهما لن يعيدا أمواتا الى الحياة ، وهذا لن تقدر عليه الجهات الرسمية في واشنطن . لكن يمكن بل ويجب في نهاية المطاف احترام المبادئ التي نخوض من أجلها الحرب بصورة جدية. واي خروقات لها يجب ألا تظهر كقاعدة بل يجب ان تكون غير واردة في الحسبان وغير مقبولة.

بقلم بيتر فيليب

نلفت انتباه قرائنا الاعزاء الى ان الحلقة القادمة من برنامج "المنبر الحر" من اذاعة DW-RADIO

ستتناول موضوع "الانتخابات اللبنانية" . وهل ان الانتخابات تعد اجراء كاف لتحقيق الديموقراطية ؟ وما اذا ستكون لبنان نموذجا صالحا للدول العربية؟ أسئلة سيحاول ضيوف البرنامج الرد عليها.

موعد البث: يوم الجمعة 3 حزيران/يونيو، الساعة السادسة والنصف مساء بالتوقيت العالمي الموحد.

للاشتراك في خدمة "مكتوب لك" الشهرية يرجى زيارة العنوان التالي: http://dw-world.de/arabic/maktub-lak

المزيد من المعلومات حول Deutsche Welle وبرامجها وكيفية استقبالها تجدها على العنوان التالي: www.dw-world.de/arabic

مكتوب لك من دويتشه فيله الألمانية ..

ألمانيا ... أوروبا ... والعالم العربي بمنظار Deutsche Welle

نحن على موعد معك في نهاية كل شهر مع موضوعات مُنوعة و مُختارة من برامج DW العربية ..

إعداد وتقديم اذاعة DW-RADIO وتلفزيون DW-TV وموقع الإنترنت DW-WORLD.DE بالإضافة الى Qantara.de